فيصل الاول

الملك فيصل الأول (20 مايو 1883 - 8 سبتمبر 1933) أول ملوك المملكة العراقية (1921-1933) وملك سورية (مارس 1920- يوليو 1920). ولد في مدينة الطائف وكان الابن الثالث لشريف مكة الشريف حسين بن علي الهاشمي.

نسبه

فيصل بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون بن محسن بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن أبو نمي الثاني بن بركات بن محمد بن بركات بن الحسن بن عجلان بن رميثة بن محمد بن أبو نمي الأول بن الحسن بن علي الأكبر بن قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله الرضى بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب الحسني الهاشمي القرشي

الملك فيصل الأول

حياته ونشأته

ينتمي إلى أسرة آل عون من الأشراف وهي إحدى ثلاث أسر كانت تتنافس على الزعامة مع آل زيد وآل بركات، وقد آلت الزعامة إلى آل عون منذ بداية القرن التاسع عشر. تربى مع إخوته بكنف أبيه الشريف حسين وفي رحاب البادية درس فيصل الابتدائية مع أخويه علي بن الحسين ملك الحجاز فيما بعد وعبد الله الأول ملك الأردن فيما بعد، حيث تعلموا اللغة التركية قراءة وكتابة. وقد نشأ مع البدو جريا على عادة الأشراف منذ القدم ليتعلم فصاحة العرب وشجاعتهم ويتدرب على حياة الصحراء والتقشف وقسوة المعيشة، وتعلم أيضا الفروسية والقتال بالسيف والبندقية.

في عام 1896 سافر مع والده الشريف حسين إلى الآستانة عاصمة الخلافة العثمانية بدعوة من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، لكي يكون قريبا منه وتحت مراقبته، واختير عمه شريفاً لمكة رغم أنه يفترض أن يتبوأ هذا المنصب. أقام الجميع في قصر العدالة إقامة جبرية وتم انتداب مدرس خصوصي لتعليمه اللغة التركية مع أخوته الثلاثة أنجال الشريف حسين، وتعلم فيصل في الآستانة اللغات التركية والإنجليزية والفرنسية والتاريخ، وعلمه والده القرآن الكريم. حيث أتقن بتفوق اللغتين التركية والانكليزية وبعضا من اللغة الفرنسية. وتزوج هناك من الشريفة حزيمه ابنة عمه الشريف ناصر في عام 1905وانجب منها :

•الأميرة عزة

•الأميرة راجحة

•الأميرة رئيفة

الملك غازي (1912-1939) أصبح ملك العراق

•الأمير محمد

عاد إلى الحجاز وبقية أسرته في عام 1909 اثر تنصيب والده شريفا على مكة، وتحديداً بعد مجيء جمعية الإتحاد والترقي وخلع السطان عبد الحميد الثاني، عينه والده قائدا للسرايا العربية التي تقوم بقمع القبائل العربية المتمردة على السلطة العثمانية, حيث أدى فيصل واجبه بشكل متميز، وانتخب فيصل في مجلس "المبعوثان" البرلمان العثماني ممثلا عن مدينة جدة، فعاد إلى الآستانة واكتسب إثناء إقامته هناك خبرة سياسية ومعرفة شاملة بالسياسة التركية ورجالها.

فيصل وجمال باشا

صادف وجود فيصل في دمشق صدور أحكام الإعدام على مجموعة من العرب المتورطين بدعوة دول أوربية لاحتلال بلدهم في بيروت ودمشق بأمر من جمال باشا، لهذا فإنه توسط لدى جمال باشا بأن يعفو عنهم، إلا أن جمال باشا لم يستجب لذلك التوسط، حيث كان رده بأن أعدمهم في ساحة المرجة بدمشق وساحة البرج في بيروت في 6 مايو/أيار 1916، وعندها غضب فيصل غضبا شديداً لكنه كتم ذلك الغضب. وبعد هذه الحادثة أمسى حذراً جداً في تعامله مع جمال باشا حتى لا يثير شكوكه وارتيابه في حركة التمرد التي خططت لها بريطانيا وكان أبوه يتهيأ لإعلانها في الحجاز، وللتمويه على ذلك قام فيصل بنقل مطالب والده إلى العثمانيين حيث جاء في تلك المطالب: ليس للشريف حسين وأولاده أو للأسرة الهاشمية أية مطامع في الحجاز سوى المحافظة على تراث العرب وعروبتها من التتريك. وعلى الرغم من توتر العلاقة بين فيصل وجمال باشا فقد استأذنه فيصل للعودة إلى مكة، فوافق جمال باشا على طلبه. وعاد فيصل إلى مكة وقامت الثورة العربية بعد شهر

الثورة العربية الكبرى في الحجاز (1916)

قام الشريف حسين حاكم مكة بإعلان ثورة ضد الدولة العثمانية في يونيو عام 1916 بدعم من بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى. وتمكن أفراد القبائل الحجازية الذين انضموا إلى الحركة من تفجير خط سكة قطارات الحجاز بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني لورنس، ومنعوا وصول الدعم التركي إلى الحجاز، وطردوا الجيش التركي من مكة والمدينة والطائف وجدة وينبع والعقبة.

ملكاً على سورية (1918 - 1920)

دخلت قوات الجيش الحجازي إلى مدينة دمشق بصحبة الأمير فيصل بن الحسين الذي تولى قيادة الجيش الشمالي في مطلع تشرين الأول/أكتوبر من عام 1918، فانسحب منها الجيش التركي، كما أنسحب من بقية المدن السورية حتى تم احتلال كافة الأراضي في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه. قوبل دخول فيصل إلى دمشق بحماسة كبيرة، واستقبل استقبالاً شعبياً وعسكرياً عظيماً، وأيدت جموع الشعب الثورة غافلة عن خطر الاحتلال البريطاني، واستجابت لأوامر القيادة العربية. ولكن الإنجليز عمدوا إلى تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق: غربية تقع تحت الإدارة الفرنسية، وشرقية داخل سورية والأردن، وجنوبية تشمل فلسطين، وقد وضعت تحت الانتداب البريطاني. أعلن الأمير فيصل تأسيس حكومة عربية في دمشق، وكلف الفريق علي رضا الركابي بتشكيل أول حكومة عربية لسورية ولقب بالحاكم العسكري. وعين اللواء شكري الأيوبي حاكماً عسكرياً لبيروت وعين جميل المدفعي حاكماً على عمّان وعبد الحميد الشالجي قائداً لموقع الشام وعلي جودت الأيوبي حاكما على حلب. في 8 مارس/آذار 1920 أعلن المؤتمر السوري العام استقلال سورية العربية تحت اسم المملكة السورية العربية وتتويج الأمير فيصل بن الحسين ملكاً عليها بعد سلسلة من المباحثات المكثفة التي أجراها المؤتمر مع أنصاره، وكان أخوه زيد بن الحسين أول المبايعين له على عرش سورية.

بموجب اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا زحفت الجيوش الفرنسية باتجاه دمشق، بعد أن نزلت بالساحل اللبناني، وقامت القوات الفرنسية بتوجيه بإنذار غورو إلى الأمير فيصل في 14 يوليو/تموز 1920 بعدم مقاومة الزحف الفرنسي وتسليم الخطوط الحديدية وقبول تداول ورق النقد الفرنسي السوري وتسريح الجيش العربي وإلغاء التجنيد الإجباري، وغير ذلك مما فيه القضاء على استقلال البلاد وثروتها، وذلك خلال أربعة أيام.

تلقى الأمير فيصل الإنذار وتردد ووزارته بين قبول الإنذار أو رفضه، ثم اتفق أكثرهم على القبول، وأرسلوا برقية إلى الجنرال غورو بالموافقة على بنود الإنذار، وأوعز فيصل بحل الجيش، وعارض هذا بشدة وزير الحربية يوسف العظمة.

وبينما كان الجيش العربي المرابط على الحدود يتراجع منفضاً حسب الإنذار كان الجيش الفرنسي يتقدم نحو دمشق، وعلم فيصل بأن القوات الفرنسية تزحف بإتجاه دمشق، واستدعى ضابط الارتباط الفرنسي الكولونيل كوس ليستفسر منه الأمر، الذي وعده بالسفر حالاً للتحقيق في الأمر، ثم وفي عصر ذلك ليوم عاد كوس ليقول أن سبب زحف القوات الفرنسية هو أن برقية قبول الإنذار التي أرسلها الملك بالأمس لم تصل إلى الجنرال غورو في الوقت المحدد بل تأخرت نصف ساعة من جراء قطع العصابات خطوط التلغراف.

عملة المملكة السورية في عهد الملك فيصل 1920

عاد فيصل يستنجد بالوطنيين السوريين لتأليف جيش أهلي يقوم مقام الجيش المنفض في الدفاع عن البلاد، وتسارع شباب دمشق وشيوخها إلى ساحة القتال في خان ميسلون، قاد هذا الجيش المكون من ثلاثة آلاف مقاتل من المتطوعين وإلى جانبهم عدد يسير من الضباط والجنود وزير حربيته يوسف العظمة بقوات غير متكافئة مع قوات الجيش الفرنسي المزودة بالدبابات والطائرات، وحارب ببسالة ولكن المعركة لم تدم طويلاً، واستشهد يوسف العظمة ودخلت الجيوش الفرنسية دمشق في 24 يوليو/تموز 1920، وعرفت المعركة فيما بعد بمعركة ميسلون. بعد أحداث معركة ميسلون واحتلال القوات الفرنسية لدمشق غادر فيصل سورية فاتجه إلى حوران ثم إلى حيفا ومنها إلى كومو في إيطاليا ومنها إلى لندن في أكتوبر/تشرين الأول 1920 بدعوة خاصة من العائلة البريطانية المالكة، حيث استُقبل هنالك كملك عربي كبير. وبمغادرة الأمير فيصل انتهت الملكية في سورية لتبدأ حقبة الانتداب الفرنسي على سورية.

ثم ذهب إلى انكلترا فأمرته حكومتها بان يتفق مع مسيو كلمنصو الرئيس الفرنسي على قبول انتداب فرنسا لسورية واقناع السوريين بذبك فأطاع. وعاد إلى سورية لاقناع زعمائها بذلك فأعجزه الاقناع, واعلنت البلاد استقلالها وجعلته ملكا عليها ليرجع عن هذا الرأي, ويكون لها على الأجنبي دون العكس, فرجع في الظاهر دون الباطن. ولما أرسل اليه الجنرال غورو انذاره المعروف في يونيو سنة 1920 م حاول ان يخدع المؤتمر السوري ليفوض الأمر اليه فعجز, فحل عقد المؤتمر وقبل الانذار الفاضح, وحل الجيش المدافع, وخرج من دمشق فأقام في ضواحيها إلى ان احتلها الجيش الفرنسي, فلما تم الاحتلال عاد اليها ليكون في ظل الانتداب الفرنسي ملكا عليها.

وبعد طرده منها عاد إلى أولياء أمره الإنكليز الذين سل سيفه تحت قيادتهم وساعدهم على فتح القدس الشريف والشام, وأخذ ثأر قرون طويلة من العرب والاسلام, شاكيا ما أصابه معلنا لهم ثباته على اخلاصه لهم, فأرسلوه إلى العراق وجعلوه ملكا عليه, فجاهد ولا يزال يجاهد في سبيل توطيد نفوذهم فيه بالاسم الذي يريدونه." (الوهابيون والحجاز, محمد رشيد رضا الحسيني الحسني, ص 133- 134 )

مشاركته في مؤتمر الصلح

عقدت الهدنة العامة بين الحلفاء والمانية، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وبدأت الاستعدادات لعقد مؤتمر فرساي في باريس، عندها استفسرت وزارة الخارجية البريطانية من الجنرال اللنبي في دمشق، ووينغيت في القاهرة، عن رأيهما في توجيه الدعوة إلى الشريف حسين، للمشاركة في المؤتمر، باعتباره مساهماً في المجهود الحربي للحلفاء، على أن يمثله ابنه الأمير فيصل، فلما أيدا الفكرة قامت بإبلاغ الشريف حسين بالمؤتمر.

تلقى الأمير فيصل برقية من والده الشريف حسين يطلب فيها أن يمثله في مؤتمر الصلح، فسافر إلى بيروت في 17 نوفمبر 1918 ليغادرها على ظهر بارجة حربية بريطانية برفقة نوري السعيد ورستم حيدر والدكتور أحمد قدري، وفائز الغصين وتوماس إدوارد لورنس. وعندما وصلت البارجة ميناء مرسيليا الفرنسي في 22 نوفمبر 1918 وجد فيصل نفسه وجهاً لوجه أمام تبدل سياسي مقلق أثار في نفسه بعض المخاوف، هذا التبدل يتلخص بقوله: وقد جبهني الفرنسيون بأقوال يمكن إجمالها بما يلي: إن فرنسا لا تعلم شيئاً عن طبيعة المهمة الرسمية التي سأضطلع بها في المؤتمر، لذا ليس من المرغوب فيه أن أتابع سفري إلى باريس.

وإبقاءً على مظاهر المجاملات واللياقات قضى فيصل في فرنسا عشرة أيام، زار خلالها بعض المدن الفرنسية، وميادين الحرب، وجهت إليه الدعوة أخيراً لزيارة باريس بنتيجة ضغط شديد من بريطانيا، فسافر إليها، واستقبله رئيس الجمهورية بوانكاريه، وفي مساء يوم9 ديسمبر 1918 غادر فيصل إلى لندن. وأقام فيها حتى 7 يناير 1919 عندما غادرها إلى باريس لحضور المؤتمر بعد أن نصح بأن يقبل بسيطرة فرنسا على سوريا لأن بريطانيا غير مستعدة أن تخاصمها حول مشكلة سوريا. وفي الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر قال : إن العرب يعترفون بالجميل لبريطانيا وفرنسا، ويشكرونهما على ما قدمتاه من عون في سبيل تحرير أوطانهم، والعرب يطالبون الآن أن يفي الحلفاء بالوعود التي قطعوها على أنفسهم.

لم يتمكن فيصل من عرض قضيته أمام المؤتمر إلا في يوم 6 فبراير 1919م. في حين كان انعقاد المؤتمر في يوم 1 يناير 1919. حيث قدم مذكرة أولى، ثم مذكرة ثانية في يوم 29 فبراير 1919، وجاء فيه قوله: ((جئت ممثلاً لوالدي الذي قاد الثورة العربية ضد الترك تلبية منه لرغبة بريطانيا وفرنسا لأطالب بأن تكون الشعوب الناطقة بالعربية في آسيا من خط الإسكندرونة ديار بكر حتى المحيط الهندي جنوبًا، معترفًا باستقلالها وسيادتها بضمان من عصبة الأمم. ويستثنى من هذا الطلب الحجاز وهو دولة ذات سيادة، وعدن وهي محمية بريطانية.وبعد التحقق من رغبات السكان في تلك المنطقة يمكننا أن نرتب الأمور فيما بيننا، مثل تثبيت الدول القائمة فعلاً في تلك المنطقة، وتعديل الحدود فيما بينها وبين الحجاز، وفيما بينها وبين البريطانيين في عدن، وإنشاء دول جديدة حسب الحاجة وتعيين حدودها، وستتقدم حكومتي في الوقت المناسب بمقترحات تفصيلية في هذه النقاط الصغيرة وإني لأستند في مطلبي هذا على المبادئ التي صرح بها الرئيس ولسن (وهي مرفقة بهذه المذكرة) وأنا واثق من أن الدول الكبرى ستهتم بأجساد الشعوب الناطقة بالعربية وبأرواحها أكثر من اهتمامها بما لها هي نفسها من مصالح مادية)).

اتفاقية الأمير فيصل مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية

اتفاقية فيصل وايزمان ،وقعت من قبل الامير فيصل أبن الشريف حسين مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسلام 1919م يعطي بها لليهود تسهيلات في إنشاء وطن في فلسطين والإقرار بوعد بلفور.

النص:

إن الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية والقائم بالعمل نيابة عنها والدكتور حاييم وايزمن ممثل المنظمة الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنه، يدركان القرابة الجنسية والصلات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي ويتحقق أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية هو في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون سبيل تقدم الدولة العربية وفلسطين ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي بينهما فقد اتفقا على المواد التالية:

1- يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين أقصى النوايا الحسنة والتفاهم المخلص وللوصول إلى هذه الغاية تؤسس ويحتفظ بوكالات عربية ويهود معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما.

2- تحدد بعد اتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرة الحدود النهائية بين الدول العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين المتعاقدين.

3-عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917.

4- يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها وبأقصى مايمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الاسكان الواسع والزراعة الكثيفة. ولدى اتخاذ مثل هذه الإجراءات يجب أن تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين المستأجرين العرب ويجب أن يساعدوا في سيرهم نحو التقدم الاقتصادي.

5- يجب أن لا يسن نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة ما في ممارسة الحرية الدينية ويجب أن يسمح على الدوام أيضا بحرية ممارسة العقدية الدينية والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفصيل ويجب أن لا يطالب قط بشروط دينية لممارسة الحقوق المدنية أو السياسية.

6- إن الأماكن الإسلامية المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين.

7- تقترح المنظمة الصهيونية أن ترسل إلى فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم بدراسة الإمكانيات الاقتصادية في البلاد وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستضع المنظمة الصهيونية اللجنة المذكورة تحت تصرف الدولة العربية بقصد دراسة الإمكانيات الاقتصادية في الدولة العربية وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستستخدم المنظمة الصهيونية أقصى جهودها لمساعدة الدولة العربية بتزويدها بالوسائل لاستثمار الموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية في البلاد.

8- يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم التامين في جميع الأمور التي شمتلتها هذه الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح.

9- كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة البريطانية للتحكيم وقع في لندن، إنجلترا في اليوم الثالث من شهر جانفي سنة 1919.

ملكاً على العراق (1921 - 1933)

على إثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 بحضور ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني للنظر في الوضع في العراق. والتي اجبرت الحكومة البريطانية لتغيير سياستها بالتحول من استعمار مباشر إلى حكومة إدارة وطنية تحت الانتداب، بعد تكبد القوات البريطانية في العراق خسائر فادحة. أعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية، ورشح في هذا المؤتمر فيصل بن الحسين ليكون ملكا للعراق، تشكل المجلس التأسيسي من بعض زعماء العراق وشخصياته السياسية المعروفة, بضمنها نوري السعيد باشا، ورشيد عالي الكيلاني باشا، وجعفر العسكري، وياسين الهاشمي وعبد الوهاب النعيمي الذي عرف بتدوين المراسلات الخاصة بتأسيس المملكة العراقية. وأنتخبت نقيب أشراف بغداد السيد عبد الرحمن الكيلاني النقيب رئيسا لوزراء العراق والذي نادى بالأمير فيصل الأول ملكاً على عرش العراق. في 12 يونيو 1921 غادر فيصل ميناء جدة في الحجاز متوجها إلى العراق على متن الباخرة الحربية البريطانية نورث بروك، وفي 23 يونيو 1921 رست الباخرة في ميناء البصرة، فاستقبل الامير فيصل استقبالا رسميا حافلا، وبعدها سافر فيصل بالقطار إلى الحلة وزار الكوفة والنجف وكربلاء، ووصل بغداد في 29 يونيو 1921 واستقبله في المحطة السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني والجنرال هولدن قائد القوات البريطانية في العراق ورئيس الوزراء العراقي المنتخب عبد الرحمن النقيب وكان برفقه فيصل من جدة إلى بغداد مجموعه من ثوار ثورة العشرين الذين ذهبوا إلى الحجاز حاملين تواقيع ومضابط عدد كبير من وجهاء العراق وشيوخهم يدعونه فيها للحضور كملك على العراق, باعتباره أحد أنجال الشريف حسين. في 16 يوليو 1921 أذاع المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس قرار مجلس الوزراء العراقي بمناداة فيصل ملكا على العراق في ظل حكومة دستوريه نيابيه، توج الملك فيصل ملكاً على العراق باسم الملك فيصل الأول بعد تصويت حصل فيه على نسبه 96% من أصوات المجلس. وتم تتويجه في 23 أغسطس من عام 1921، في ساحة البرج ساعة القشلة ببغداد. بعد مبايعته ملكا على العراق وفي عام 1930 عقد معاهدة مع بريطانيا، سميت بمعاهدة 1930 أقرت بموجبها بريطانيا استقلال العراق عن التاج البريطاني وإنهاء حالة الانتداب، وضمنت الاتفاقية أيضا بعض التسهيلات لبريطانيا في مجال تسهيل مرور القوات البريطانية في أوقات العمليات الحربية، والتعاون في المجالات الاقتصادية.

وفاته

سافر الملك فيصل الأول إلى بيرن في سويسرا في 1 سبتمبر 1933، لرحلة علاج وإجراء فحوص دورية ولكن بعد سبعه أيام أُعلن عن وفاته في 8 سبتمبر 1933، أثر أزمة قلبية ألمت به. وقيل وقتها بأن للممرضة التي كانت تشرف على علاجه لها علاقة بموته حيث شيع بأنها قد سمته بدس السم في الإبرة التي أوصى الطبيب بها. وقد نشرت صحف المعارضة العراقية أن الوفاة لم تكن طبيعية، وشككت في دور بريطانيا في القضاء عليه، ودس السم في شرابه أو في الحقن الطبية التي كانت يحقن بها. وكانت تقارير الأطباء السويسريين قبل وفاته بيومين تؤكد أنه بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض خطيرة، ولكن تقرير الوفاة ذكر أن سبب الوفاة هو تصلب الشرايين. وترجع الممرضة البريطانية الي كانت ترافق الملك سبب الوفاة إلى التسمم بالزرنيخ الذي أذيب في الشاي الذي شربه قبل وفاته بست ساعات، وبخاصة أن الأعراض التي ظهرت على الملك فيصل في الاحتضار هي أعراض التسمم بالزرنيخ. حُنطت جثته وأُرسلت إلى إيطاليا ومنها إلى ميناء حيفا ومنه إلى عكا ومنها إلى مدينة الرطبة العراقية عن طريق الجو، حيث وصلت بغداد في 15 سبتمبر 1933 ودُفن في المقبرة الملكية في منطقة الأعظمية في بغداد. تولى من بعده ولده الأكبر الملك غازي حكم العراق وقد قال قبل وفاته (أنا مرتاح. قمت بواجبي. خدمت الأمة بكل قواي ليسير الشعب بعدي بقوة واتحاد).

مراجع