العراق

علم العراق
العراق (رسميا: جمهورية العراق) (بالكردية:كۆماری عێراق) (بالتركمانية:Irak Cumhuriyeti)، إحدى دول غرب القارة الآسيوية المطلة على الخليج العربي. يحدها من الجنوب الكويت والمملكة العربية السعودية، ومن الشمال تركيا، ومن الغرب سوريا والأردن، ومن الشرق إيران، وهي عضو في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وأوبك. معظم المنطقة التي تسمى بالعراق حاليًا كانت تسمى ببلاد ما بين النهرين (بيث نهرين ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ بالآرامية و(باليونانية: Μεσοποταμία) وتنطق ميسوبوتاميا التي كانت تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات بما في ضمنها أراضي تقع الآن في سوريا وتركيا ووجدت آثار سومرية في الكويت والبحرين والأحواز وأيضاً لها اتصال بالحضارات الأخرى القديمة في مصر والهند. الخليج العربي هو المنفذ البحري الوحيد للعراق على العالم حيث يبلغ طول الساحل البحري للعراق حوالي 58 كيلومتر ويعد ميناء أم قصر في البصرة من أهم الموانئ العراقية المطلة على الخليج. يمر نهرا دجلة والفرات في البلاد من شماله إلى جنوبه، واللذان كانا أساس نشأة حضارات ما بين النهرين التي قامت في العراق على مر التاريخ حيث نشأت على أرض العراق وعلى امتداد 8000 سنة مجموعة من الحضارات على يد الأكديين والسومرين والآشوريين والبابليين. وأول من اخترع الحرف بالعالم هم السومريون.

أصل التسمية

سميت المنطقة التي تشكل معظم أنحاء العراق وصولا إلى منابع دجلة والفرات خلال عصور ما قبل الميلاد ب-"بلاد نهرين" باللغة الأكادية بمعنى "أرض الأنهار" ومنها اشتقت التسمية الإغريقية: "Μεσοποταμία" والتي تعني "ما بين الأنهار".كما عرفت المنطقة خلال فترة القرون الوسطى بتسمية "عراق العرب" وذلك تفريقا لمنطقة عراق العجم والتي تقع غرب إيران حاليا. وشملت هذه التسمية الأخيرة وادي دجلة والفرات جنوبي تلال حمرين ولم تشمل شمال العراق ومنطقة الجزيرة الفراتية . أما تسمية العراق فتعود إلى حوالي القرن السادس الميلادي، ويعتقد أن أصل التسمية تعود إلى تعريب لمدينة أوروك (الوركاء) السومرية. بينما يعتقد باحثون آخرون التسمية مشتقة من الفارسية الوسطى عيراق والتي تعني "الأراضي المنخفضة".

الفهرس [hide]

التاريخ القديم لبلاد الرافدين

بلاد ما بين النهرين أو بلاد الرافدين (بالإغريقية: Μεσοποταμία، "ميسوپوتاميا"، بمعنى بين النهرين) كانت من أولى المراكز الحضارية في العالم. وهي تقع حالياً في العراق وشرق سوريا ما بين نهري دجلة والفرات حيث ينبعان باتجاه الجنوب من جنوب تركيا ويبتعدان عن بعضهما بحوالي 400 كم. و هي تقع الآن في جنوب غرب آسيا. و كانت الحاجة للدفاع و الري قد جعل سكان ما بين النهرين القدماء يسورون مدنهم و يمدون القنوات. و بعد سنة 6000 ق.م. ظهرت المستوطنات التي أصبحت مدناً في الألفية الرابعة ق.م. و أقدم هذه المستوطنات البشرية هناك إيريدو و أوروك (وركاء) في الجنوب حيث أقيم بها معابد من الطوب الطيني و كانت مزينة بمشغولات معدنية و أحجار و أخترعت بها الكتابة المسمارية. و كان السومريون مسئولين عن الثقافة الأولى هناك. و التي انتشرت شالاً لأعالي الفرات و أهم المدن السومرية التي نشأت وقتها أدب و إيزين و كيش و لارسا و أور. و في سنة 2330 ق.م. استولى الأكاديون و هم شعب سامي كان يعيش وسط بلاد ما بين النهربن وكان ملكهم سرجون الأول (2335 ق.م. – 2279 ق.م.) قد أسس مملكة أكاد و حلت اللغة الأكادية محل السومرية. و ظل حكم الأكاديين حتى أسقطه الجوتيون عام 2218 ق.م. و هم قبائل من التلال الشرقية. و بعد فترة ظهر العهد الثالث لمدينة أور و حكم معظم بلاد ما بين النهرين. ثم جاء العلاميون و دمروا أور سنة 2000 ق.م. و سيطروا على معظم المدن القديمة و لم يطوروا شيئاً حتى جاء حمورابي من بابل و وحد الدولة لعدة سنوات قليلة في أواخر حكمه. لكن أسرة عمورية تولت السلطة في آشور بالشمال. إلا أن الحيثيين من تركيا أسقطوا بابليون ثم حكمها الكوشيون لمدة أربعة قرون. بعدها استولى عليها الميتانيون (جنس غير سام) القوقازيون وكان يطلق عليهم الحوريانيون وظلوا ببلاد ما بين النهرين لعدة قرون. لكنهم بعد سنة 1700 ق.م. انتشروا بأعداد كبيرة عبر الشمال في كل الأناضول. وظهرت دولة آشور في شمال بلاد ما بين النهرين وهزم الآشوريون الميتانيين و استولوا علي مدينة بابل عام 1225 ق.م. و وصلوا البحر الأبيض عام 1100 ق.م.

الجغرافيا

الموقع

تقع جمهورية العراق في جنوب غرب قارة آسيا، لذا فهي تقع ضمن منطقة الشرق الأوسط. وتشكل القسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي. تحدها تركيا من الشمال، وإيران من الشرق، وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية من الغرب، والكويت والمملكة العربية السعودية من الجنوب. وتمتد بين خطي عرض ‘5 29° و 22 °37 شمالا، وبين خطي طول 45 °38 و‘45 °48 شرقاً. المساحة : تبلغ مساحة العراق 435052 كيلومتر مربع .

أقسام سطح العراق :

1- السهل الرسوبي :

يحتل السهل الرسوبي ربع مساحة العراق أو ما يساوي 132000 كيلومتر مربع ويمتد على شكل مستطيل ( طوله 650 كيلومتر وعرضه 250 كيلومتر ) ويمتد بين مدينة بلد على نهر دجلة ومدينة الرمادي في منطقة التل الأسود على نهر الفرات من جهة الشمال والحدود الإيرانية من جهة الشرق والهضبة الصحراوية من جهة الغرب وتدخل ضمنها منطقة الاهوار والبحيرات.

2- الهضبة الصحراوية :

تقع في غرب العراق وتحتل حوالي 1/2 مساحة القطر أو 198000 كيلومتر مربع ويتراوح ارتفاعها بين ( 100-1000 ) متر وتدخل ضمنها منطقة الجزيرة .

3- المنطقة الجبلية : تقع المنطقة الجبلية في القسم الشمالي والشمالي الشرقي من العراق وتمتد إلى حدوده المشتركة مع سوريا وتركيا وإيران في الغرب والشمال والشرق وتحتل هذه المنطقة ربع مساحة العراق تقريبا (92000) كيلومتر مربع .

4- المنطقة المتموجة : وهي منطقة انتقالية بين السهول الواطئة في الجنوب وبين الجبال العالية في أقصى الشمال والشمال الشرقي في العراق وتحتل 50 % من مساحة المنطقة الجبلية أو ( 67000) كيلومتر مربع منها (42000) كيلومتر مربع خارج المنطقة الجبلية ويتراوح ارتفاعها من 100-200 م و 25000 كيلومتر مربع ضمن المنطقة الجبلية ويترواح ارتفاعها من 200-450 م .

الانبات الطبيعي :

وتنقسم إلى:

1- منطقة الغابات والأعشاب الجبلية : تقع هذه الغابات في منطقة الجبال العالية وفي حدود منطقة البحر المتوسط وتعتبر اكثف مناطق العراق إنباتاً وذلك بسبب وفرة الامطار وإعتدال الحرارة ،وتغطي النباتات حوالي 70 % من مساحة المنطقة أما الثلاثين بالمائة الباقية فتشمل الحشائش والشجيرات . وأهم نباتات هذه المنطقة هي البلوط واللوز والجوز والصنوبر وحبة الخضراء .

2- منطقة السهوب : تشمل الأراضي الشبه الجبلية ( المتموجة ) وقسما من الأطراف الشرقية للسهل الرسوبي، وتتكون معظم نباتاتها من الحشائش وبعض النباتات البصلية والشوكية .

3- منطقة ضفاف الأنهار : تشمل ضفاف الأنهار في مختلف جهات العراق ويتكون نباتها الطبيعي من أشجار وشجيرات وحشائش أهمها الغرب والصفصاف والاثل وعرق السوس والعاقول والشوك . وتنمو على ضفاف الأنهار أشجار زرعها الإنسان مثل أشجار الحمضيات والنخيل .

4- منطقة الاهوار والمستنقعات : تقع في جنوب السهل الرسوبي وتكون على شكل مثلث تقع مدن العمارة والناصرية والقرنة على رؤوسه وتقع في هذه المنطقة أهم أهوار العراق هور الحويزة وهو الحمار ، ونباتها الطبيعي هو القصب والبردي .

5- المنطقة الصحراوية : تشمل هذه المنطقة الهضبة الصحراوية والسهل الرسوبي ماعدا أطرافه الشمالية والشرقية . ونتيجة للتفاوت العظيم للحرارة بين الصيف والشتاء والليل والنهار وكذلك الأمطار القليلة جعل نباتات هذه المنطقة قليلة ومكيفة نفسها لهذه الظروف القاسية وأهم النباتات هي الاثل والقيصوم والسدر والأشواك وغيرها من النباتات الصحرواية . المناخ : يقع العراق ضمن المنطقة المعتدلة الشمالية، إلا أن مناخه قاري شبه مداري وأمطاره تشبه في نظامها مناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث تسقط معظم أمطاره في فصل الشتاء وكذلك الخريف والربيع وتنعدم صيفا.

ويمكن تقسيم مناخ العراق إلى ثلاثة أنواع وهي :

1- مناخ البحر المتوسط:

وتشمل المنطقة الجبلية في المشال الشرقي وتمتاز بشتائها البارد حيث تسقط الثلوج فوق قمم الجبال وتتراوح كمية الأمطار ما بين (400-1000) ملمتر سنويا وصيفها معتدل لطيف لاتزيد درجات الحرارة على 35 درجة مئوية في معظم أجزائها.

2- مناخ السهوب:

وهو مناخ انتقالي .

3- المناخ الصحراوي الحار:

ويسود السهل الرسوبي والهضبة الغربية ويشمل 70% من سطح العراق وتتراوح الأمطار السنوية فيه ما بي (50-200) ملمتر ويمتاز بالمدى الحراري الكبير ما بين الليل والنهار والصيف والشتاء، حيث تصل درجات الحرارة ما بين (45-50) درجة مئوية وفي فصل الشتاء يسود الجو الدافئ، وتبقى درجات الحرارة فوق درجة الإنجماد ولاتهبط إلى مادون ذلك لبضع ليال.

المساحة

المساحة الكلية : 437072 كم مربع مساحة اليابسة : 432162 كم مربع

الحدود

الطول الكلي للحدود : 3631 كم الدول المجاورة : إيران 1458 كم الأردن 181 كم الكويت 242 كم السعودية 814 كم سوريا 605 كم تركيا 331 كم الطول الكلي للسواحل : 58 كم

النزاعات الحدودية :

لقد استئنفت العلاقات الدبلوماسية بين العراق و إيران في عام 1990 و لكنهما ما زالا يحاولان العمل خارج الاتفاقيات المكتوبة في النزاعات الناشئة من ثماني سنوات من الحرب بين البلدين بخصوص علامات الحدود و اسرى الحرب و حرية الإبحار و السيادة على طريق شط العرب المائي ، في نوفمبر ً1994ً قبلت العراق رسمياً العلامات التي وضعتها الأمم المتحدة للحدود العراقية الكويتية.

الطقس

صحراوي في معظمه - شتاء بارد إلى معتدل - و صيف حار جاف غير ممطر - المناطق الجبلية الشمالية على طول الحدود الإيرانية و التركية للعراق ذات طقس بارد شتاء مصاحب بتساقط الثلوج و التي تذوب في أوائل الربيع و في بعض الأحيان تسبب فيضان في وسط و جنوب العراق.

الموارد الطبيعية

الموارد الطبيعية : أخرى كالفوسفات والكبريت والحديد والزئبق الأحمر.        استخدام الأراضي : الأراضي الصالحة للزراعة : 12 ٪ المحاصيل الدائمة : 0 ٪ المراعي الدائمة : 9 ٪ الغابات والأحراج : 0 ٪ أخرى : 79 ٪ (1993 تخمين)''''

الأراضي المروية : 25500 km2 أو 9800 ميل مربع (1993 تخمين)

•       النفط:

يملك العراق وخصوصاً في محافظتي البصرة وكركوك منطقة غنية بالنفط, إذ ينتج العراق حسب تقديرات عام 2007 مليوني برميل يوميّاً، وهو بهذه الكمية يحتل المرتبة الثالة عشر بين دول العالم من حيث إنتاج النفط. ويبلغ احتياطي العراق المؤكد للنفط حوالي 115 مليار برميل، إذ يعد احتياطي العراق من النفط الثالث في العالم بعد المملكة العربية السعودية وكندا. وتشير الولايات المتحدة ووزارة النفط على أن ما يصل إلى 90 في المئة من البلاد لا تزال غير مستكشفة. إذ يمكن أن تسفر المناطق غير المكتشفة من العراق عن 100 مليار برميل إضافي.

•       الغاز الطبيعي:

ينتج العراق حسب تقديرات عام 2008 حوالي 15 مليار م3، وهو بهذه الكمية يحتل المرتبة الثانية والثلاثين بين دول العالم من حيث إنتاج الغاز الطبيعي. ويبلغ احتياطي العراق من الغاز الطبيعي حسب تقديرات عام 2008 حوالي 3000 مليار م3، وهو بهذه الكمية يحتل المرتبة العاشرة بين دول العالم من حيث احتياطي الغاز الطبيعي المؤكّد.[131]

الظروف البيئية

المشاكل الحالية : المشروعات الحكومية للمياه نزحت كل مناطق المستنقعات في شرق الناصرية عن طريق تجفيف أو تحويل البحيرات و الأنهار المغذية لها و اضطر سكان هذه المناطق من الشيعة إلى الانتقال إلى مكان آخر كما أن تدمير الكائنات الطبيعية يهدد الحياة البرية هناك بالخطر

الأخطار الطبيعية :

العواصف الترابية و الرملية - الفياضانات .

المشاكل البيئية

الأهوار
•       الأهوار تؤلف اهوار العراق أكبر أنظمة الأراضي الرطبة في الشرق الأوسط مع أهمية خصائصها البيئية والاجتماعية والثقافية. تعرضت الأهوار إلى الضرر منذ السبعينيات نظراً لاقامة السدود ومن بعد عمليات التجفيف من قبل نظام صدام حسين. لذلك اضطر سكان هذه المناطق من عرب الأهوار إلى الانتقال إلى مناطق أخرى للسكن، كما أن تدمير الحياة الطبيعية يهدد الحياة البرية هناك بالخطر.وقد أطلق برنامج الأمم المتحدة للبيئة والبنك الدولي مشروعاً لتقييم الاحتياجات لإعادة إعمار العراق واعتبار مسألة الأهوار إحدى الكوارث البيئية التي يعانيها العراق.

قام برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2001 بتنبيه المجتمع الدولي حول تدمير الأهوار عندما قام بنشر صور الاقمار الصناعية توضح فقدان 90% من مساحة منطقة الأهوار. وأشار الخبراء إلى أن الأهوار قد تختفي نهائياً من العراق في غضون 3–5 سنوات ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة بهذا الشأن.

بعد احتلال العراق، قام المواطنون بتحطيم السدود وهنا ظهرت أول عملية إعادة إغمار ولكن ليس في جميع مناطق الاهوار. وتوضح صور الأقمار الصناعية التي تم تحليلها من قبل القائمين على برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن عمليات إعادة الإغمار مستمرة مع ملاحظة تغيرات موسمية في مستوى الإغمار.

تعاني المنطقة من رداءة نوعية المياه لأسباب متعددة منها التلوث بمياه الصرف الصحي وارتفاع نسبة الملوحة والتلوث بالمبيدات الحشرية والتلوث بالمخلفات الصناعية القادمة من أعالي الأنهار. سبب هذه المشاكل قلة كميات المياه الداخلة للأهوار إضافة إلى سوء نوعية المياه ومعالجة مياه الصرف.

•       مياه الشرب قامت إحدى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة بإجراء تقييم عام للأوضاع البيئية كما قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بإجراء مسح صحي عام حيث اتضح ان الماء الصالح للشرب هو من اشد الاحتياجات الحالية للمواطنين. لا يمتلك معظم معظم السكان خياراً سوى شرب الماء غير المعالج وغير المنقى من الأهوار مباشرةً. أكدت المباحثات التي أجراها برنامج الأمم المتحدة للبيئة مع ممثلين عن السكان ومسؤولين في المحافظات المعنية أن توفير الماء الصالح للشرب هو الأولوية الأولى بالنسبة للسكان.

•       الاحتباس الحراري

العراق مثل بلدان المنطقة العربية التي تعتبر كغيرها من بلدان العالم النامي لاتتحمل سوى قدر قليل من المسؤولية التاريخية في ظهور مشكلة تغير المناخ (حوالي 5% فقط من انبعاث غازات الدفيئة بالنسبة للمنطقة العربية وحوالي 0,21% بالنسبة للعراق فقط إلا أن هذه النسبة آخذة بالتزايد في ظل التنمية الصناعية والاقتصادية وبغياب استخدام التقنيات النظيفة ووسائل الإنتاج الأنظف ومصادر الطاقة المتجددة) إلاَّ أنها لن تكون بمنأى عن آثار هذه المشكلة، بل من المرجح أن تكون من أكثر المناطق عرضة للتأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية وتفاعلاتها المختلفة الأمر الذي يترتب عليه عدة انعكاسات سلبية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعرقلة لمسيرة التنمية المستدامة، ولعل الأثر الأكبر لتغير المناخ في المنطقة العربية يتمثل في تهديده للأمن الغذائي نتيجة تراجع الموارد المائية وتقلص الإنتاج الزراعي وتدهور الغطاء النباتي وفقدان التنوع البايولوجي كما يشكل تغير المناخ تهديداً لاستثمارات اقتصادية حيوية في المناطق المختلفة وخاصةً في المناطق الساحلية فضلاً عن التداعيات الاجتماعية والصحية وانتشار الأمراض وتفاقم الأوبئة.

•       مشكلة التصحر

من أهم الأمور التي تشكل ضغطاً كبيراً على البيئة العراقية حيث إتساع رقعة التصحر والمناطق الجافة والمهددة بالتصحر وصلت نسبة التصحر حوالي 70% للأراضي الزراعية المروية وما يقارب الـ 72% للأراضي الزراعية المطرية و90% في المراعي نتيجة لشحة المياه بسبب تغير المناخ ولسوء الإدارة في قطاع المياه مما يعتبر عاملاً مهدداً بشكل واضح على الأمن الغذائي في البلد تزامناً مع الزيادة المستمرة لأعداد السكان حيث انخفضت إنتاجية الدونم الواحد من الأراضي في العراق إلى مستويات متدنية مقارنة بالدول المجاورة بسبب سوء إدارة الأراضي وتدهورها حيث أشارت التقارير لعام 1993 إن القطاع الزراعي يساهم بـ18% من الناتج القومي الإجمالي ويمثل 24% من قوة العمل وكمعدل الأراضي الصالحة للزراعة كانت مساوية إلى 0,3 هكتار لكل فرد أما اليوم فإن هناك تدهور كبير في الأراضي وخاصةً المروية منها.

•       شحة المياه يمثل السهل الرسوبي سلة الغذاء العراقي، لكن 80% من مساحته تعاني من درجات مختلفة من التملح والتغدق نتيجة لعوامل عديدة منها تغير المناخ وسوء الإدارة كما أن كون منابع النهرين الرئيسيين في العراق هي من دول مجاورة يعتبر تهديدا كبيراً لضمان إمكانية الحصول على موارد المياه بشكل مستمر حيث أوضح تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية لعام 2008[136] الذي بين تحديات البيئة العربية وتحديات المستقبل إن توافر المياه العذبة في العراق قد تناقص بشكل واضح منذ عام 1955 الذي كان خلاله كمية ما متوفر من مياه عذبة سنوياً ولكل فرد مساوي هي (18,441 م³ / فرد/ سنة) بينما وصلت هذه القيمة إلى (2,400 م³/ فرد/ سنة) في عام 2010 كام من المتوقع أن تصل إلى (1,700 م3/فرد/سنة) في عام 2025. ومما سبق يتبين أن هناك شحة واضحة بمصادر المياه في العراق كما أن التأثيرات المسقبلية المتوقعة للتغيرات المناخية تشير إلى إمكانية حصول نقصان وتذبذب مستقبلي واضح في كميات المتساقطات وزيادة بدرجات الحرارة مما سيعجل من تفاقم الهشاشة في قطاع مصادر المياه العذبة حيث أن كمية ونوعية مصادر المياه العذبة المتوفرة تعتبر ضمن حدود الخطر فمعظم مساحة العراق تقع ضمن الصحراء وهناك أراضي تقع ضمن مساحته تستقبل مياه مطر تقل عن 150 ملم سنوياً. كنتيجة لذلك فإن العراق يعتبر من البلدان التي تعتمد بشكل كبير جداً على البلدان المجاورة مثل تركيا وسوريا وإيران لتوفير مصادر المياه العذبة التي تتدفق إلى العراق مثل نهري دجلة والفرات والكارون. إن استمرار النقص في كمية المتساقطات بالإضافة إلى زيادة معدلات الاستهلاك في البلدان المجاورة التي تعتبر بلاد المنبع لمصادر المياه المتوفرة في العراق سيؤدي إلى تفاقم حالة شحة المياه العذبة في العراق في المستقبل، فعلى سبيل المثال بينت بعض المديلات الرياضية الخاصة بالتنبؤات المستقبلية لحالة مياه الشرب في العراق إنه مستقبلاً سيصل النقصان في تصريف مياه نهر الفرات إلى نحو 29- 73%. إن ما تم ذكره من عوامل بالإضافة إلى العديد من التأثيرات الأخرى ستخلق تحديات واضحة في قطاع المياه في العراق خلال العقود القادمة.[135]

سياسة العراق

سياسة العراق تجري في إطار جمهورية برلمانية ديمقراطية فيدرالية ممثل. وهو نظام التعددية الحزبية حيث تمارس السلطة التنفيذية من قبل رئيس الوزراء لمجلس الوزراء بصفته رئيس الحكومة، فضلا عن رئيس العراق، وتناط السلطة التشريعية في مجلس النواب العراقي ومجلس الاتحاد العراقي.

السياسة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين

قبل غزو العراق 2003 وسقوط بغداد في 9 ابريل 2003 كان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب الحاكم في العراق حيث كان الحزب يحكم من خلال مجلس قيادة الثورة. كان مجلس قيادة الثورة يتكون من 9 اعضاء وكان رئيس المجلس هو رئيس الدولة والقائد العام لقوات المسلحة حيث كان صدام حسين يشغل هذا المنصب. كان المجلس يعتبر الهيئة الرئيسية في العراق لأتخاذ القرارات المهمة والمصيرية وكان المجلس يعتبر أعلى سلطة في الدولة.

كان العراق يمتلك هيئة كانت بمثابة البرلمان أو السلطة التشريعية في البلاد وكانت مهمتها تشريع القوانين وكانت تسمى بالمجلس الوطني وكانت تضم 250 عضوا يتم انتخابهم كل اربع سنوات في اقتراع شعبي عام وقد تم تشكيل هذا المجلس في 1980 وكان أول رئيس له سعدون حمادي وكان اخر انتخاب للمجلس الوطني تم في مارس 2000. كان كل اعضاء المجلس الوطني من المنتمين إلى حزب البعث العربي الاشتراكي اما بالنسبة للسلطة التنفيذية في العراق فكانت تتمثل في مجلس الوزراء التي كان يتم اختيارهم من قبل مجلس قيادة الثورة وكان نائب رئيس الوزراء في معظم الأحيان طه ياسين رمضان.

كانت السلطة القضائية في العراق تتبع نموذجا فرنسيا كان يطبق في العراق منذ زمن العثمانيين وكان هناك نوعان من المحاكم، المحاكم العامة والتي كانت تبت في القضايا الشخصية بين المواطنين، والمحاكم الخاصة التي كانت تاخذ على عاتقها القضايا المخلة بامن الدولة مثل محكمة الثورة. ويرى المراقبون السياسيون ان معظم القرارات بالأعدام كانت تتم في محاكمات صورية أو بدون محاكمات أساسا.

السياسة العراقية في فترة ما بعد صدام حسين

بعد الإطاحة بحكومة الرئيس السابق صدام حسين في نيسان 2003 في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق تشكلت سلطة الائتلاف الموحدة في العراق برئاسة بول بريمر وأصبح العراق رسميا تحت الاحتلال الأمريكي حيث استندت سلطة الائتلاف الموحدة في حكمها للعراق على قانون مجلس الأمن المرقم 1483 في 2003 واستطاعت أن تحكم قبضتها على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في العراق.

في 22 تموز 2003 شكلت سلطة الائتلاف الموحدة مجلس الحكم في العراق. الذي كانت صلاحياته محدودة إلا أنها قامت بكتابة قانون إدارة الدولة للفترة الأنتقالية التي كانت بمثابة دستور مؤقت في العراق. في 28 حزيران 2004 م تم حل مجلس الحكم في العراق وتم تشكبل الحكومة العراقية المؤقتة التي قامت بكتابة مسودة الدستور العراقي وكانت الحكومة معترفة بها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والجامعة العربية وبعض الدول الأخرى كممثل شرعي للعراق ولكن الولايات المتحدة احتفظت بصلاحيات واسعة في العراق وكانت هي صاحبة القرار أثناء فترة الحكومة المؤقتة.

في 3 مايو 2005 حلت الحكومة العراقية الانتقالية محل الحكومة العراقية المؤقتة وكانت المهام الرئيسية لهذه الحكومة هي الأعداد لقيام الأنتخابات العراقية لاختيار برلمان وحكومة دائمية في العراق مدتها 4 سنوات والتصديق على مسودة الدستور الذي كتب من قبل مجلس النواب العراقي المؤقت في الحكومة العراقية المؤقتة.

الحكومة

الحكومة الاتحادية

وحددت الحكومة الاتحادية من العراق بموجب الدستور الحالي بأنها ديمقراطية اسلامية، الجمهورية البرلمانية الاتحادية. وتتألف الحكومة الاتحادية من السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فضلا عن العديد من اللجان المستقلة.

الرؤساء

الملك فيصل الأول
المملكة العراقية أول حكم عراقي في العهد الحديث (من 1921 - 1958)، بدأ رسميا منذ تعيين الملك فيصل الأول ملكا في عام 1921، إلا أن البلاد لم تنل الاستقلال إلا بعد عام 1932 لتكون من أوائل الدول العربية التي إستقلت عن الوصاية الأوربية، وتحديدا الانتداب البريطاني. بعد ثورة 14 تموز 1958 تولى العميد عبد الكريم قاسم رئاسة الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، اما شريكه في الثورة عبد السلام عارف فقد أصبح الرجل الثاني في الدولة حيث تولى منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية. وبعد وفاة عبد السلام عارف أجمع القياديون في الوزارة باختيار عبد الرحمن عارف رئيسا للجمهورية أمام المرشح المنافس رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز ليكون ثاني رئيس للجمهورية في العراق وثالث رئيس دولة أو حاكم بعد إعلان الجمهورية. وتم إقصاء الرئيس عبد الرحمن عارف من الحكم على إثر ثورة 17 يوليو 1968 السلمية التي اشترك فيها عدداً من الضباط والسياسيين وبقيادة حزب البعث حيث داهموا الرئيس في القصر الجمهوري وأجبروه على التنحي عن الحكم مقابل ضمان سلامته فوافق وكان من مطالبه ضمان سلامة ابنه الذي كان ضابطا في الجيش.

ثم تم إبعاد الرئيس عبد الرحمن عارف إلى إسطنبول وبقى منفيا هناك حتى عاد لبغداد في أوائل الثمانينات بعد أن أذن له الرئيس السابق صدام حسين بالعودة ومنحه راتباً تقاعدياً. وكان احمد حسن البكر قد أصبح رئيسا للوزراء لمدة 10 أشهر بعد حركة 1963 حيث أطاح عبد السلام عارف بحكومة حزب البعث في حركة 18 تشرين بعد سلسلة من الضغوط التي تعرض لها حزب البعث على خلفية أعمال العنف التي موست في العراق. نظم البكر حركة 17 تموز 1968 الذي أطاح بالرئيس العراقي آنذاك عبد الرحمن عارف. وفي سنة 1979 تولى صدام حسين رئاسة العراق بعد تنازل أحمد حسن البكر عن السلطة.

في أكتوبر/ تشرين أول 2003 صدق مجلس الأمن على قرار يصف الولايات المتحدة وبريطانيا بأنهما قوتا احتلال للعراق ويؤكد على نقل السلطة مبكرا للعراقيين. في الأول من يونيو/ حزيران 2004 تم تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة الذي تم حلها فيما بعد وحل محلها الحكومة العراقية الانتقالية التي كانت من مهامها الرئيسية تهيئة الأنتخابات العراقية لاختيار مجلس النواب العراقي الدائمي والتصديق على الدستور العراقي الدائمي. عين الحاكم الأمريكي بول بريمر ,غازي مشعل عجيل الياور رئيسا للعراق وذلك بعد اعتذار عدنان الباجه جي عن منصب الرئاسة. كانت المهمة الرئيسية للبرلمان المؤقت التي تم انتخابه هو انتخاب مجلسا للرئاسة مكونا من رئيس للبلاد ونائبين له حيث قام الثلاثة باختيار رئيس الوزراء الذي سيقوم بتشكيل الوزارة، تم اختيار جلال طالباني رئيسا للعراق مع غازي مشعل عجيل الياور وعادل عبدالمهدي كنائبين له وقاموا بدورهم باختيار إبراهيم الجعفري كرئيس للوزراء وسميت هذه الحكومة بالحكومة العراقية الانتقالية.

أحزاب سياسية

الأحزاب السياسية في العراق

1.       حزب الدعوة الإسلامية 2.       حركة الوفاق الوطني العراقي 3.       المجلس الأعلى الإسلامي العراقي 4.       الحزب الإسلامي العراقي 5.       الحزب الشيوعي العراقي 6.       حزب الامة العراقي 7.       الحركة الملكية الدستورية العراقية 8.       الحركة الديمقراطية الآشورية 9.       مؤتمر صحوة العراق 10.       المؤتمر الوطني العراقي 11.       الجبهة العراقية للحوار الوطني 12.       الحزب الديمقراطي الكردستاني 13.       جبهة التوافق 14.       الجبهة التركمانية العراقية 15.       الاتحاد الوطني الكردستاني 16.       الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية (الحل) 17.       الحزب الوطني الآشوري 18.       حزب الفضيلة 19.       حزب اليبرالي الايزدي 20.       منظمة العمل الإسلامي 21.       تجمع الوحدة الوطنية العراقي 22.       الحزب الوطني العراقي 23.       الحزب الدستوري العراقي 24.       حزب التحرير الإسلامي - ولاية العراق 25.       حزب النشور

السلطات الثلاث في العراق

السلطة التشريعية

وتتكون السلطة التشريعية من مجلس النواب العراقي ومجلس الاتحاد العراقي.اعتبارا من عام 2009، كان مجلس الاتحاد لم تدخل بعد حيز الوجود.

السلطة التنفيذية

وتتألف السلطة التنفيذية من رئيس رئيس مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء.

السلطة القضائية

وتتكون السلطة القضائية الاتحادية من مجلس القضاء الأعلى، والمحكمة الاتحادية العليا ومحكمة النقض، وجهاز الادعاء العام، وهيئة الاشراف القضائي، والمحاكم الاتحادية الأخرى التي ينظمها القانون.[5] محكمة واحدة وهذا هو الجنائية المركزية المحكمة.

الهيئات والمؤسسات المستقلة

المفوضية العليا لحقوق الإنسان، والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ولجنة النزاهة هي لجان مستقلة تخضع لرقابة مجلس النواب.[6] البنك المركزي العراقي، وديوان الرقابة المالية وهيئة الإعلام والاتصالات، وديوان الوقف السني ديوان الوقف الشيعي وديوان الوقف المسيحي هي هيئنات مستقلة إداريا وماليا. مرفق [7] ومؤسسة الشهداء تابعة لمجلس الوزراء.[8] ومجلس الخدمة العامة الاتحادي ينظم شؤون الوظيفة العامة الاتحادية بما فيها التعيين والترقية.[9]

التقسيمات الإدارية

ينقسم العراق إلى 18 منطقة إدارية تسمى بالمحافظة. تتمع ثلاث منها (دهوك وأربيل والسليمانية) بحكم ذاتي ذو نطاق واسع.

•       بغداد •       صلاح الدين •       ديالى •       واسط •       ميسان •       البصرة •       ذي قار •       المثنى •       القادسية •       بابل •       كربلاء •       النجف •       الأنبار •       نينوى •       دهوك •       اربيل •       كركوك •       السليمانية

العلاقات الخارجية

منذ عام 1980، تأثرت العلاقات الخارجية للعراق من قبل عدد من القرارات المثيرة للجدل من جانب إدارة الرئيس السابق صدام حسين. وكان حسين علاقات جيدة مع الاتحاد السوفياتي وعدد من الدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا، الذين قدموا له مع نظم الأسلحة المتطورة. وضعت أيضا وجود علاقة ضعيفة مع الولايات المتحدة، الذين وقفوا معه خلال الحرب بين إيران والعراق. ومع ذلك، تغيرت غزو الكويت التي أدت إلى حرب الخليج وحشية علاقات العراق مع العالم العربي والغرب. مصر، وكانت المملكة العربية السعودية وسوريا وغيرها من بين الدول التي ساندت الكويت في التحالف الدولي. بعد الاطاحة بنظام الإدارة حسين قبل غزو العراق عام 2003، وقد حاولت الحكومات التي نجحت في ذلك، والآن لإقامة علاقات مع مختلف الدول. وزادت المساعدات الخارجية إلى العراق للتعامل مع جهود إعادة الإعمار.

في عام 2004 كانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية المسؤولة عن منح عقود بقيمة 900 مليون دولار أمريكي لبناء رأس المال، وتحديث ميناء بحري، ودعم الموظفين، والتعليم العام والصحة العامة والإدارة الحكومية، وإدارة المطار. تعهد البنك الدولي 3 مليارات دولار أمريكي إلى 5 مليارات دولار أمريكي لاعادة الاعمار على مدى فترة خمس سنوات، وأصغر الالتزامات جاء من اليابان والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وإسبانيا. ألغت روسيا 65 في المئة من ديون العراق من 8 مليار دولار أمريكي، والمملكة العربية السعودية عرضت حزمة مساعدات بقيمة 1 مليار دولار أمريكي. أيضا، واتهم إيران بتقديم بعض الدعم المالي للأحزاب السياسية الفردية. وقد خصصت بعض 20 مليار دولار أمريكي من الولايات المتحدة في 2004 اعتمادات لاعادة اعمار العراق. التطبيق الفعال لهذه الأموال، ومع ذلك، يعتمد على تحسن كبير في موارد البنية التحتية والمؤسسية. لأن الوضع في العراق الديون الدولية لم تكن وضعت في عام 2005، ليتوقع في المستقبل المنظور أموال الولايات المتحدة لدفع تكاليف الاستثمارات الرأسمالية في إعادة البناء.

حقوق الإنسان

وكانت حقوق الإنسان في مرحلة ما بعد غزو العراق في موضوع القلق والخلافات منذ الغزو عام 2003. وقد تم التعبير عن مخاوف بشأن السلوك من قبل المتمردين وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والحكومة العراقية. الولايات المتحدة تحقق في مزاعم عدة انتهاكات للمعايير الدولية والداخلية لقواعد السلوك في حوادث متفرقة من قبل القوات الخاصة والمقاولين. في المملكة المتحدة كما تجري تحقيقات في انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان من قبل قواتها. محاكم جرائم الحرب والملاحقة الجنائية للجرائم عديدة من قبل المسلحين هم على الأرجح سنوات بعيدا. في أواخر شباط 2009، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا عن حالة حقوق الإنسان، إذا نظرنا إلى الوراء في السنة الماضية (2008).

[[المركبات العضوية (رسميا: جمهورية العراق) (بالكردية:كۆماری عێراق) (بالتركمانية:Irak Cumhuriyeti)، إحدى دول غرب القارة الآسيوية المطلة على الخليج العربي. يحدها من الجنوب الكويت والمملكة العربية السعودية، ومن الشمال تركيا، ومن الغرب سوريا والأردن، ومن الشرق إيران[1]، وهي عضو في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وأوبك. معظم المنطقة التي تسمى بالعراق حاليًا كانت تسمى ببلاد ما بين النهرين (بيث نهرين ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ بالآرامية و(باليونانية: Μεσοποταμία) وتنطق ميسوبوتاميا التي كانت تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة والفرات بما في ضمنها أراضي تقع الآن في سوريا وتركيا ووجدت آثار سومرية في الكويت والبحرين والأحواز وأيضاً لها اتصال بالحضارات الأخرى القديمة في مصر والهند.

الخليج العربي هو المنفذ البحري الوحيد للعراق على العالم حيث يبلغ طول الساحل البحري للعراق حوالي 58 كيلومتر ويعد ميناء أم قصر في البصرة من أهم الموانئ العراقية المطلة على الخليج. يمر نهرا دجلة والفرات في البلاد من شماله إلى جنوبه، واللذان كانا أساس نشأة حضارات ما بين النهرين التي قامت في العراق على مر التاريخ حيث نشأت على أرض العراق وعلى امتداد 8000 سنة مجموعة من الحضارات على يد الأكديين والسومرين والآشوريين والبابليين. وأول من اخترع الحرف بالعالم هم السومريون.

التركيبة السكانية في العراق

لقد أثر المظهر الطبيعي والموقع الجغرافي والحوادث التاريخية في جعل العراق من الناحية البشرية موطنًا قديما للإنسان، إذ أصبح منطقة جذب لحركات الهجرات البشرية المستمرة منذ آلاف السنين حتى الوقت الحاضر. فقد كون السومريون دويلاتهم في جنوب العراق في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد، وقد نزح الساميون إلى العراق على شكل موجات متعاقبة قادمين من شبه جزيرة العرب.

وأهم هذه الموجات هي:

1 ـ الأكديون، سكنوا في وسط وجنوب العراق (2350 ـ 208 قبل الميلاد).

2 ـ البابليون، وهم آموريون وآراميون وكلدانيون، وقد سكنوا وسط وجنوب العراق أيضًا، وحكموا ما بين 1998 ـ 538 قبل الميلاد.

3 ـ الآشوريون، سكنوا المنطقة الشمالية من العراق، وقد قدموا من شبه جزيرة العرب وكونوا إمبراطوريتهم بين 2000 ـ 612 قبل الميلاد.

أما الأقوام الجبلية الشمالية وهم الكوثيون والحثيون والميديون فقد سيطروا على معظم أراضي العراق ما بين 2180 ـ 2080 قبل الميلاد(1) وبعد سقوط الدولة البابلية والآشورية تعاقبت على حكم العراق جماعات بشرية منها:

ـ الفرس الأخمنيون 538 ـ 330 قبل الميلاد.

ـ الإغريق والعهد السلجوقي 331 ـ 139 قبل الميلاد. ـ الفرس الفرثيون 247 ـ 226 قبل الميلاد.

ـ الفرس الساسانيون 226 قبل الميلاد ـ 637 ميلادية.

أما العرب فقد أقاموا دولة المناذرة في وسط وجنوب العراق، وبعد ظهور الإسلام وسقوط الإمبراطورية الفارسية قدم العرب إلى العراق لغرض نشر الدين الإسلامي. وفي عصر الدولة العباسية 745م ـ 1258م تزايد عدد الأسرى والرقيق من الزنوج، وبعد سقوط هذه الدولة ودخول المغول إلى العراق عام 1258م جاءت موجة مغولية 1392م، وفي تلك الفترة كانت القبائل التركمانية تهاجم حدود العراق حتى استطاعت إزاحة المغول 1411م، كما استمر مجيء الفرس الصفويين من جهة الشرق 1508م والذي استمر حكمهم حتى 1638م. عندما تم إخضاع العراق للحكم العثماني الذي امتد حتى عام 1917م(2). وهو تاريخ الاحتلال البريطاني للعراق.

التركيب القومي

يتضح من تاريخ العراق أنه كان يمثل صراعًا مستمرًا بين الشعوب الوافدة إليه، ما خلف آثارًا هامة في النواحي الإثنولوجية الناتجة عن تعدد السلالات المختلفة. إن التعقيد الإثنولوجي أدى إلى تباين الصفات الهيكلية للسكان، فبالرغم من أن العرب سكنوا في الجنوب والوسط من العراق والأكراد في الشمال، فقد استطاعوا صهر معظم العناصر البشرية الأخرى إلا أن تلك العناصر بقيت تؤثر في الصفات العرقية الأصلية للسكان في العراق.

ومن تلخيص الأصول السلالية يمكن تصنيف سكان العراق إلى ثلاث مجاميع قومية كبرى هي:

1 ـ الشعوب السامية وتضم العرب، والصابئة، والكلدان، والسريان، والآشوريين.

2 ـ الشعوب الهندية ـ الأوروبية وتضم الأكراد والفرس.

3 ـ الشعوب التركية ـ المغولية وتضم الأتراك والتركمان. لقد حدث تمازج واختلاط من خلال تأثير قوميتين كبيرتين هما العربية والكردية، أي امتزاج الصفات الجنسية التي تحملهما كل من هاتين القوميتين في وجود كل العناصر البشرية الأخرى.

وقد استطاعت القومية العربية كمفهوم حضاري أن تحتوي الغالبية العظمى من العناصر المتعددة الموجودة في أرض العراق، وينطبق على أكراد العراق، إذ استطاعت السلالة الكردية في قسم من شمال العراق احتواء الغالبية العظمى من العناصر السلالية المتعددة في تلك المنطقة.

أما العناصر الأخرى فقد انزاحت نحو أطراف المنطقة البشرية العربية أو الكردية، لذا فإنها استقرت في مناطق متعددة ومتفرقة على الحدود الفاصلة بين مناطق الأغلبية العربية أو الأغلبية الكردية شكل رقم . يشكل العرب الغالبية العظمى من سكان المحافظات الجنوبية والوسطى والشمالية الغربية، إذ تزيد نسبتهم فيها على أكثر من 95% من مجموع السكان، بينما تنخفض هذه النسبة في محافظات كركوك وأربيل والسليمانية ودهوك. أما منطقة انتشار الأكراد فهي المنطقة الشمالية الشرقية المجاورة للحدود الإيرانية العراقية والتركية العراقية.

أما التركمان والأتراك فتعد ثالث مجموعة قومية من حيث العدد بين سكان العراق، ينتشرون على الحدود الفاصلة بين العرب والأكراد، وتمتد منطقة تجمعهم على طول خط يبدأ من الشمال الشرقي من منطقة تل عقرة وتلعفر في محافظة نينوى إلى الجنوب الشرقي من مندلي في محافظة ديالى، وتعد محافظة كركوك من أكبر مناطق تجمعهم. وقد اندمج العديد من ذوي الأصول التركية اندماجًا حضاريًا مع العرب في المناطق العربية ما يصعب تمييزهم.

الفرس

يمكن تمييز قسمين حسب تاريخ قدومهم إلى العراق:

1 ـ اليزيديون يمكن إرجاعهم إلى أصل فارسي قديم، ويرجع إلى الاحتلال الساساني للعراق، وقد اختفى الكثير من مميزاتهم واختلطوا بالسكان المحليين، ومن هنا اختلفت الآراء في تصنيفهم، إذ يعتبرهم بعض الباحثين من الأكراد، بينما يعتبرهم آخرون مــن العرب. تعيش الغالبية العظمى من اليزيدية في محافظة نينوى في قضاء شيخان ومنطقة جبل سنجار في غرب المحافظة.

2 ـ الفرس الذين يسكنون المدن المقدسة مثل كربلاء والنجف والكوفة والكاظمية، ويرجع قسم منهم إلى زمن احتلال الصفويين للعراق سنة 1507 ميلادية، ويعد الغرض الديني عامل جذب في استيطان هذه المجموعة(3).

الأرمن والأثوريون

كان مجيء هؤلاء إلى العراق بعد الحرب العالمية الأولى، ويسكنون اليوم المدن الكبرى خصوصًا بغداد والموصل وكركوك، وبعض القرى الشمالية مثل زاخو وراوندوز، فضلاً عن منطقة الحبانية غرب مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار.

الصابئة

جماعة صغيرة يسكنون المحافظات الجنوبية، خصوصًا محافظة ميسان التي تضم أكثر من نصفهم، كما ينتشر الصابئة في البصرة والناصرية. وقد شهدت العقود الأخيرة من القرن الماضي هجرة واسعة من الصابئة نحو المدن الكبرى خصوصًا مدينة بغداد.

السريان والكلدان

يرجع أصلهم إلى سكان العراق القدماء من الآشوريين والآراميين، وينتشر السريان والكلدان في محافظة نينوى ومدينة الموصل، ويختلط قسم منهم بالأثوريين اختلاطاً شديدًا. فضلاً عن ذلك هناك عدد قليل من الشركس والداغستان يسكنون مناطق متفرقة في شمال العراق، خصوصًا محافظة نينوى، أما الشيشان (الجيجان) فيسكنون في محافظة ديالى، أما الهنود والبلوش فيسكنون مدينة البصرة في جنوب العراق، وقد جاء معظمهم مع القوات البريطانية التي احتلت العراق بعد الحرب العالمية الأولى. أما الزنوج فانهم يتركزون في المحافظات الجنوبية خصوصًا محافظة البصرة، ويرجع مجيئهم إلى العراق إلى أوائل الدولة العباسية، إذ جاؤوا على أساس رق وعمال يشتغلون في الزراعة.

التركيب اللغوي

اللغة العربية

يتكلم باللغة العربية أكثر من 80% من سكان العراق، وهي لغة الذين جاؤوا من الجزيرة العربية، كما يتكلم بها معظم السكان الباقين بالإضافة إلى لغاتهم الأصلية، ويستثنى من ذلك بعض الجماعات الكردية المنعزلة في المناطق الجبلية الوعرة على الحدود الإيرانية والتركية، لذا يمكن القول إن نسبة المتحدثين باللغة العربية في العراق قد ترتفع إلى نحـو 97% من مجموع سكان العراق(4).

اللغة الكردية

هي من اللغات الهندوآرية ويتحدث بها حوالي 15.5% من سكان العراق جميعهم من الأكراد وغالبية من اليزيدية.

اللغة التركية والتركمانية

هما من اللغات التركية المنحدرة من اللغات المغولية المنشورية، ويتكلم بها مجموعة من السكان لا تزيد نسبتهم عن 1.9% من مجموع سكان العراق. لقد دخلت اللغة التركمانية للعراق في عهد المغول، أما اللغة التركية فدخلت مع الأتراك العثمانين.

اللغة السريانية

هي لغة آرامية دخلت العراق مع السريان الذين وفدوا من سوريا، وأصبحت لغة الكنيسة في العراق، ويتكلم بها المسيحيون السريان والكلدان، ويكونون نسبة نحو 0.3% من مجموع سكان العراق.

اللغة الأثورية

تبلغ نسبة المتحدثين بهذه اللغة نحو 0.3% من مجموع سكان العراق، وهي لغة آرامية كسابقتها إلا أنها قد تغيرت عنها بسبب عزلة الأثوريين في المناطق الجبلية المنعزلة في أثناء الغزو المغولي للعراق.

اللغة الأرمنية

هي لغة هندوآرية ويتكلم بها نحو 0.2% من مجموع السكان الذين نزحوا إلى العراق بعد الحرب العالمية الأولى.

التركيب الديني

تظهر البيانات الرسمية لتعداد السكان سنة 1997م أن الغالبية العظمى من سكان العراق هم من المسلمين، اذ تصل نسبتهم إلى 95% من مجموع السكان في العراق. ويلي المسلمين المسيحيون ويشكلون نحو 3% من مجموع السكان وأصحاب الديانات الأخرى يشكلون 2% من مجموع السكان في العراق. تسود الديانة الإسلامية بين العرب والأكراد والتركمان والفرس والشيشان والشركس والداغستان والهنود والبلوش. وتنقسم الديانة الإسلامية في العراق إلى مذهبين رئيسين المذهب السني والمذهب الشيعي، وبالنظر لخلو استمارات جميع الإحصاءات السكانية في العراق من حقل «المذهب» فمن المتعذر ذكر النسب المئوية، ومن الجدير بالذكر أنه حدث اختلاط كبير بين المذهبين نتيجة التزاوج والاختلاط في أماكن السكن. وقد نجد أن القبيلة الواحدة أو العشيرة ينتمي أفرادها إلى المذهبين. أما الديانة المسيحية فيدين بها كل من الكلدان والسريان والأرمن والأثوريين وهم على مذاهب عدة منهم الكاثوليك والنساطرة والأرثوذكس والبروتستانت. أما الدين اليهودي فيتركز في مدينتي بغداد والبصرة بالدرجة الأولى، وهناك قسم منهم في مدينة الحلة وعانة، إلا أن عددهم تضاءل كثيرًا وذلك بعد سنة 1948م إذ هاجر الأغلبية العظمى منهم إلى فلسطين. أما الديانة الصابئية فيعود أصولها إلى الديانات البابلية القديمة. وتوجد ديانة خاصة باليزيدية وتتكون من خليط يتراوح بين التعاليم الإسلامية والشعائر المانوية والفارسية القديمة. وتوجد طوائف دينية أخرى تدين بها جماعات صغيرة تتوزع على قرى متفرقة من العراق، ومنهم من يسمون عبدة الشيطان والبهائية والبائية(5). في إطار التركيب الديني يكفل القانون العراقي حرية العمل لجميع الأديان وحرية ممارسة الطقوس الدينية والاحتفالات بأعياد جميع هذه الأديان والطوائف. التركيب العمري والنوعي للسكان تأتي أهمية التركيب العمري والنوعي للسكان في تقدير السوق الداخلية وحاجته إلى السلع الاستهلاكية، وتقدير الحاجات الخدمية العامة للسكان، كالخدمات التعليمية والصحية والسكن وغيرها، كما يحتاج إلى معرفة التغيرات في حركة السكان خارج قوة العمل وداخلها، كالأطفال الذين يدخلون سن الدراسة والشيوخ الذين يحالون إلى التقاعد والشباب الذين في سن العمل والزواج وغير ذلك.

التركيب العمري لسكان العراق

يصنف السكان عادة عند دراسة التركيب العمري إلـى ثلاث فئات رئيسة هي: 1 ـ فئة صغار السن (الأطفال والمراهقون) أقل من 15 سنة. 2 ـ فئة متوسطي العمر (البالغون) تتراوح أعمارهم ما بين 15سنة إلى 64 سنة. 3 ـ فئة كبار السن 65 سنة فأكثر(6) (شكل رقم (2) الذي يوضح الهرم السكاني لسكان العراق سنة 1997م). تتصف الفئة الأولى بأنها غير منتجة إذ لم يدخل أفرادها بعد سن العمل، وترتفع نسبتها في سكان العراق، إذ تبلغ نسبتهم نحو 46.2% مـن مجموع السكان حسب إحصاء 1997م. أما الفئة الثانية فتعد أهم الفئات في المجتمع لكونها الفئة الداخلة في سن العمل وتتحمل إعالة الفئتين الأولى والثالثة، وتبلغ نسبتها نحو 50.3% من مجموع السكان. بينما الفئة الثالثة وهي كبار السن تضم أعدادًا كبيرة من الإناث والذكور الشيوخ المسنين، وتبلغ نسبتهم 3.5% من مجموع السكان حسب إحصاء 1997م(7). ويقودنا التركيب العمري إلى نسبة الإعالة، وتعتمد هذه النسبة على أساس أن جميع السكان مستهلكون بينما يقتصر الإنتاج على فئة الأعمار التي هي في سن العمل (15سنة إلى64 سنة ) ويعني وجود نحو 98.8% من سكان العراق معالاً والتي تضم صغار السن أقل من 15 سنة وكبار السن 65 فأكثر لسنة 1997م(8).

التركيب النوعي

يعتمد التركيب النوعي على تقسيم السكان إلى ذكور وإناث. تبلغ نسبة الإناث حسب إحصاء 1997م حوالي 50.16% من مجموع السكان، بينما تبلغ نسبة الذكور 49.84%، كما ويعني التركيب النوعي عدد الإناث لكل 100 أو 1000 من الذكور، وهذه النسبة لها أهمية كبيرة، إذ إنها تؤثر في معدلات المواليد والوفيات والهجرة والتوزيع الاقتصادي للسكان. جدول رقم (1) يوضح نسبة الجنس لسكان العراق خلال الفترة 1957ـ1997(8). يتضح من الجدول أعلاه أن عدد الإناث أقل من عدد الذكور كما هناك هبوطًا بطيئًا في هذا العدد حتى سنة 1987م، ويكون من الصعب تحديد الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة، خصوصًا أن الهجرة الخارجية للذكور ضئيلة لم تؤثر بمقياس واسع على اختلاف العلاقة العددية بين عدد الذكور وعدد الإناث، وكذلك الأمر بالنسبة للحوادث الطارئة التي تؤدي إلى فقدان عدد متساو من كلا الجنسين. ويمكن إرجاع السبب الذي يؤدي إلى انخفاض نسبة الإناث إلى النظرة الاجتماعية التي تؤدي إلى إعطاء الإناث اهتمامًا أقل من الذكور. أما الارتفاع الذي حدث في نسبة الإناث سنة 1997م فيمكن إرجاعه إلى الحوادث التي ظهرت بعد سنة 1991م، وكذلك الحصار الاقتصادي وانخفاض مستوى المعيشة للفرد العراقي ما أدى إلى هجرة عدد لا بأس به من الذكور للعمل خارج العراق.

التركيب الثقافي

يوضح الجدول رقم (2) صورة تفصيلية للبيئة الثقافية لسكان العراق حسب تعداد 1997م الذي يتناول الجنس والحالة العلمية للأعمار أكثر من عشر سنوات. ويظهر من تحليل هذا الجدول أن 22.85% هم أميون، وأن نسبة الأمية بين الذكور 7.14% وبين الإناث 15.71%، أما نسبة الذين يقرؤون ويكتبون 27.86% بينما 3.25% من مجموع المتعلمين يحملون شهادة جامعية أولية، وأن نحو 0.06% من حملة شهادة الدكتوراه منهم 0.053% من الذكور و0.07% من الإناث. أما نسبة حملة شهادة الماجستير فتبلغ 0.15% منهم 0.12% من الذكور و0.03% من الإناث.

المجموع الكلي

إن نسبة حملة الشهادات العليا من الدكتوراه والماجستير تعد منخفضة، ويرجع السبب إلى أن عددًا كبيرًا من حملة هذه الشهادات سافروا إلى خارج العراق للعمل في الأقطار العربية والدول الأجنبية خصوصًا بعد عام 1991م. أما عدد طلبة الدراسات العليا خارج العراق سنة 1999م فقد بلغ 237 طالبًا فقط(9) للحصول على شهادات الدكتوراه والماجستير أو الدبلوم العالي، والذين يدرسون على أساس بعثات أو زمالات أو منح دراسية أو على نفقتهم الخاصة، ويعد هذا العدد قليلاً إذا ما قورن بعددهم سنة 1990م. أي قبل الحصار، فقد بلغ عددهم 1201 طالب(10).

اللغات واللهجات

العربية هي لغة الأغلبية، ويتحدث الكردية حوالي 20٪، جنوب الأذرية (تسمى "التركمان" محليا) يتحدث بها بنسبة 5٪ - 10٪ من الناس، والتركمان العرقية والآشورية الجدد ويتحدث الآرامية بنسبة 3٪ - 5٪ من الناس، والعرقية أساسا المسيحيين الآشوريين. ويتحدث المندائية (وغيرها من الأصناف النيو الآرامية)، Shabaki، الأرمن، والغجر، والفارسية من قبل عدد قليل من بين 25،000 و 100،000 لكل منهما. قد يكون هناك بعض الشيشان وجورجيا، والناطقين باللغات القوقازية الأخرى أيضا. قبل الغزو في عام 2003، وكانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية الوحيدة. منذ دستور جديد للعراق وافق في يونيو 2004، باللغتين العربية والكردية لغتان رسميتان، في حين يتم الاعتراف الآشورية النيو الآرامية وجنوب الأذرية (المشار إليها باسم "السريانية" على التوالي و"التركمان" في الدستور) اللغات الإقليمية وبالإضافة إلى ذلك، يجوز لأي منطقة أو محافظة أخرى تعلن اللغات الرسمية إذا كان غالبية السكان توافق في استفتاء عام.

العراق بلد كبير وفيه عدة لهجات عربية، حيث في الشمال هناك اللهجة الموصلية، أو ما يسميها العراقيين ( المصلاوية )، وهذه اللهجة هي، قريبة للغة الفصحى من ناحية تلفظ حرف القاف، لأن بقية العراقيين بحكم لهجاتهم يحولون حرف القاف إلى (كـ) أو بعبارة اصح إلى الحرف (G)(الجيم المصرية)، فمثلاً تجد العراقيين لا يقولون (قال) بل يقولون(كال)، أما المصلاويين فيلفظوها بالقاف. وكلما اتجهت من الموصل إلى الجنوب، تتغير اللهجة وتتحول إلى لهجة قريبة للبداوة، نظراً للمد البدوي في المحافظات الشمالية من العراق، من امثال تكريت وسامراء، والأنبار. فإن هذه المدن لهجتها هي قريبة للبغدادية ولكن التأثير البدوي بارز فيها.

أما بغداد، فتمتاز لهجتها، بالبساطة، وبطأ الكلام ووضوحه، وهي أقرب اللهجات العراقية للفصيح. اللهجة الأنبارية هي مزيج بين اللهجة البغدادية والبدوية تمتاز بالكثير من المفردات البدوية القديمة وهي واضحة وخفيفة. واللهجة الكربلائية هي قريبة للهجة البغدادية، ولكن هناك فوارق في بعض الكلمات، فمثلاً البغدادين إن ارادوا ان يقولوا هذا هو هنا، فيقولون: هياته هوه هنانه. أما الكربلائية فيقولون حسب لهجتهم، هذا هوه هنانه.

أمااللهجة النجفية، فيه تقترب للريف اكثر، فإنهم يكسرون أول الأفعال في معظم الأحيان، فمثلاً عنما يريد أن يقول أقول لك، فإن النجفي يقول: أكِلَّك، أو عندما يريد أن يقول:أضربك، فإنه يقول: أضِربك. وعند النجفيين لفظه (جه)أو بصورة أصح (تشه)، وهي تعني، إذن، وأصل هذا المصطلح هو الكلمة الآرامية "كا" والتي تعطي نفس المعنى وتستخدم بنفس الطريقة خاصة قبل الأفعال وهي كلمة مستخدمة إلى حد الآن في القصائد الآرامية. وكلما اتجهت جنوباً تجد اللهجة الريفية العراقية المحببة، وإن معظم شعراء اللهجة العامية العراقية، هم من الريف الجنوبي العراقي، واللهجة الريفية الجنوبية واضحة لكل العراقيين.

وهي قريبة للهجة النجفية، ولكنها، في الوقت نفسه، تحتوي على كثير من المفردات التي لو راجعتها تجد اصلها فصيح وبليغ، لهذا نبغ الشعراء الريفيين أكثر من أهل المدينة العراقية، وكان صوتهم اروع وأشجى عند قولهم لأشعارهم. ولهجة الريفي، تمتاز ببساطتها، وبسرعتها رغم إن بعض أهل المدينة تصعب عليهم فهم بعض مفرداتها. أما بالنسبة للهجة البصراوية فهي أقرب اللهجات العراقية للهجة الخليجية و تختلف بشكل واضح عن لهجة الريف الجنوبي حيث انها خليط من اللهجة الخليجية الحضرية و البدوية و بعض المفردات الفارسية والانكليزية و التركية أضافة إلى تأثرها بلهجة الريف الجنوبي. اللهجة البصراوية دارجة الاستخدام في البصرة و خصوصا اهالي البصرة القديمة و لدى العوائل البصرية العريقة و كذلك في الزبير و أبو الخصيب و صفوان و ام قصر و بعض مناطق الناصرية. هذه اللهجة بدات بالانحسار نسبيا و ذلك للهجرة الكثيفة من الريف للمدينة في منتصف القرن الماضي و امتزاجها مع لهجات ريف الجنوب.

الدين في العراق

الدين الرئيسي في العراق هو الإسلام الذي يتخذه نحو 96 ٪ من العراقيين. ونحو 4 ٪ موزعة ما بين المسيحية والأديان الأخرى.

المصدر