الشبك

الشبك (بالشبكية شَبَكَي) اسم يطلق على مجموعة سكانية تقطن في أكثر من 35 قرية منتشرة في مناطق متنوعة في شمال العراق وبالتحديد في محافظة نينوى. الغالبية تتحدث بالشبكية الباجلانية القريبة من اللهجة الكورانية.

الشبك حاليا بغالبيتهم من الشيعة الجعفرية مع قسم من السنة، وهم فئة تضم في صفوفه مختلف الاقوام العراقية من عرب وتركمان واكراد. ويقطنون في الجانب الشرقي من الموصل. وأهم مناطق انتشارهم هي : دراويش، قره تبه، باجربوغ ، بازواية ،طوبرق زياره، خزنة تيه، منارة شبك، طيراوه ،علي رش، طوبراوه ، كورغريبان، كبرلي، باشبيثه، تيس خراب، ينكيجه، خرابة سلطان، بدنة، باسخره، شيخ امير وبعويزه، ويسكن الشبك مع قوم يسمون بالــ (باجوان)) قيل ان اصل اسمهم (باج الان) وهؤلاء شيعة وسنة، يظهر الشيعة منهم حباً زائداً للامام علي والائمة. ولسان الباجون قريب جدا من لسان الشبك ولكنه يختلف عنه قليلا، وهذه اسماء القري التي يسكنها الباجلان في الديار الموصلية والشبك، او شبك واقوام اخري من عرب وتركمان وكرد وهي: طوبزاوه، بئر حلان، جريوخان اورته خراب، عمر كان ، اللك، قره شور، ترجله، تل عامود، بلوات، كهريز، جديدةؤ، بطلي (البساطليه)، تل عاكوب.

كما ينتشرالشبك في قرى أخرى من الموصل مثل : كوكجلي، اريه جي ،عمر قايجي، زهرة خاتون، جنيجي، القاضية، الخضر. والقرى التي يسكنها التركمان والعرب و: قره قوينلي العليا، بشري خان، بابنيت، يارمجه، قز فخرا، الشمسيات والسلامية، اما قري بايبوخ وخرساباد والعباسية، وباريمة، والفاضلية وتلياده فيسكنها الباجلان فقط. وحسب احصائية عام 1977 يبلغ عدد الشبك في العراق حوالي 80 ألف نسمة ، وهذا يعني انهم يتجاوزون الآن ال 150 الف نسمة.

لغة الشبك

يقول الباحث رشيد الخيون ان الشبك يتكلمون لهجة كردية تحتفظ بالكثير من الألفاظ القديمة، إضافة إلى تأثير المحيط الدولي المتمثل بوجود ألفاظ فارسية أو تركية أو عربية. وتذكر المصادر ان لهجة الشبك هي اللهجة الكردية الباجلانية وهي احدى فروع اللهجة الكورانية.

التاريخ والتوزع السكاني

يعتقد بأن الشبك قدموا إلى منطقة سهل نينوى من إيران في أواخر القرن السابع عشر. وفي العهد الملكي تم الاعتراف بهم كإحدى طوائف العراق. ولكن سرعان ما ساءت أحوالهم عندما قام النظام السابق في العراق بتهجير معظم الشبك من قراهم لأنهم قاوموا سياسة التعريب التي انتهجها النظام ضد الكرد والاقليات خارج ما كان يسمى بمنطقة الحكم الذاتي. يتوزع الشبك في عدة قرى في أقضية الموصل والحمدانية وتلكيف والشيخان. كما يتواجد عدد كبير من الشبك في مدن عراقية أخرى كأربيل وبغداد. بالإضافة إلى ذلك فقد هاجر عدد آخر إلى دول عربية وأوروبية. بعد الغزو الأمريكي للعراق أصبحت معظم القرى الشبكية تحت سيطرة الپيشمرگه الكردية، التي تتهم بقيامها بتكريد تلك القرى، كما تم قتل وتهجير عدد كبير من الشبك في مدينة الموصل من قبل بعض المجموعات السنية المسلحة.بعد احداث الموصل في حزيران 2014 و سقوط الموصل بيد مسلحي الدولة الأسلامية في العراق والشام(داعش) تحولت قرى سهل الموصل إلى مناطق خطرة وترك معظم السكان قراهم خوفا من بطش المسلحين الاصوليين والتجأوا إلى مناطق اكثر امناً تسيطر عليها الپيشمرگه الكردية ، وقد دعا ممثل الشبك في البرلمان العراقي (سالم جمعة) المنظمات الدولية التدخل لحماية القرى التي يقطنها الشبك من بطش (داعش)

معتقداتهم

اقدس الكتب الدينية عند الشبك هو كتاب مخطوط بالتركي يسمي (بويورق ـ الأوامر) اي ما يتفضل به. وهذا المخطوط يحتوي علي حوار بين الشيخ صدر الدين والشيخ صفي الدين في آداب الطريقة القزلباشيه (من التركي وتعمي ذوي الرؤوس الحمر) وهم اصلا من غلاة الشيعة في آذربيجان وتركيا .إضافة إلى كتاب (الكلبنك) والكلمة مركبة من كلمتين (كل) اي زهر و (بنك) صوت من الفارسية وتتصحف هذه الكلمة احيانا في كتب العرب الي (كلبند)، وهي القصائد التي نظمها شعراء الشبك وشيوخهم باللغة التركمانية الجفكائية في مدح آل البيت، وفي كتاب (بويروق ـ الأوامر) هو الكتاب المقدس لدى الشبك الذين يكثرون من الالتماس والاستغاثة في اذكارهم واورادهم باعداد لا تتجاوز السبعة وهذه الاعداد هي: الثلاثة، الخمسة، السبعة، الاثني عشر، الاربعة عشر، والاربعون، وكل عدد من هذه الاعداد ترمز عندهم الي امور دينية مقدسة.

الثلاثة هم الله ومحمد وعلي. الخمسة وهم الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ويسمون باصحاب الكساء. ويرمز العدد سبعة الي درجات ومراتب اهل الطرق الصوفية وهي: المنتسب، المريد، الدرويش، المرشد، الپير ــ البابا، القلندر، الرند، والقطب. الاثنا عشر ويرمز الي الائمة الاثني عشر وهم الامام علي المرتضي والحسن المجتبي، والحسين الشهيد بكربلاء، وعلي بن الحسين زين العابدين (السجاد) ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسي الكاظم، وعلي النقي (الهادي)، وحسن العسكري، ومحمد المهدي، ويرمز العدد اربعة عشر الي الائمة الاثنا عشر يضاف اليهم اسم الرسول (ص) واسم ابنته فاطمة الزهرا. والاربعون وهم الابدال او الواصلون وهؤلاء لا يعرفهم الناس ولا يرونهم لانهم رجال الغيب او رجال الله وجند الله وان الله منحهم قوة وزودهم قدرة علي حفظ نظام الدنيا وفي مقدمة ذلك اغاثة الملهوف ومعاونة المظلوم.

الشبكي لا يري مولوده مباركا ما لم يبارك له البابا ويدع له بالخير ويقرأ له (الكلبنك)، وعن مراسيم الزواج فان البابا ايضا هو الذي يتولي العقد ويحضر الافراح في بيت العروس حيث تضرب الدفوف ويرقص المجتمعون علي شكل حلقة وتمسي محليا رقصة الجوبي او الدبكة ويندر ان يطلق الشبكي زوجته حتي لو ابتليت بمرض عضال لا يرجي شفاؤه ويظل الشبكي ملازما لزوجته. وفي حالات الوفاة يحضر البابا في دار الشبكي و يقوم هو بغسل الميت او رجل تقي وورع ويكفن علي وفق عادة المسلمين وبعد دفنه في مقبرة القرية يضع اهل الميت طعاما يوزع بين فقراء القرية. اما بصدد الزواج بالعلوية يؤمن الشبك بان العلوية المنحدرة من الاصلاب الطاهرة مقدسة بسبب نسبها، لذلك فلا يجوز لغير العلوي ذي النسب الصحيح ان يتزوج علوية. كان الشبك يعالجون مرضاهم وفق عاداتهم فان لم يتماثلوا للشفاء يأخذونهم الي احد المزارات المقدسة وهذه العادة ليست من عادات الشبك وحدهم فالمسلمون جميعهم يقصدون قبور الاولياء ويفعلون كما يفعل الشبك لمرضاهم، ومن اهم عاداتهم الندب والتوسل بالامام المرتضي والائمة الاثني عشر والاربعين والخمسة والثلاثة خاصة في شدة المرض وفي المواقف المحرجة والشبك يتفاءلون بتسمية ابنائهم باسماء الائمة الاثني عشر ويعتقدون ان الفتي والفتاة المسمي باحد اسماء آل البيت بركة في الدار ورحمة لهم، يدفع الله بهذا الاسم السوء ويبعدهم المكروه فاكثر اسمائهم حسن، حسين، جعفر، صادق، حيدر، مهدي، خديجة، فاطمة، زينب، كلثوم الي غير ذلك من الاسماء التي يعتبرونها مباركة. ولشيوخ الشبك اعلام ترفرف علي بيوتهم ويرفع العلم الاسود في شهر محرم الحرام مشيرا الي المآتم والحزن وبيدهم اكف مصنوعة من البرونز والحديد يجولون بها في الضياع في ايام معدودة فيتهافت عليها الشبك يقبلونها ويتبركون بها، ويسمي الكف (كف العباس) يقصد به الشهيد ابو الفضل العباسي حامل راية الامام الحسين في واقعة كربلاء وهذه العادة موجودة في الفرات الاوسط ايضا.

كانت الامية شائعة بين الشبك سابقا ، وكان معظمهم لا يحسن القراءة والكتابة باستثناء بعض الشيوخ اي الدده او البير او المرشدين، وكانت اداب الشبك الذي هو من نوع الادب الديني محصورا في هؤلاء الناس فقط. كان ذلك خلال الربع الاول من القرن العشرين، ولكن بحلول منتصف القرن الماضي ثم فتح المدارس الحكومية في كل قرية من قري الشبك وتم تشييد الجوامع وبعض الحسينيات في معظم قرى الشبك، واصبح المجتمع الشبكي مجتمعاً مثقفاً مواكباً للمستجدات العصرية الحديثة وبرز بينهم مثقفون وأطباء ومهندسون.

البكتاشية

معظم الذين تناولوا موضوع الشبك يتفقون على أن عقيدة الشبك عقيدة بكتاشية ـ قزلباشية وأن كتابهم المقدس المسمي (البويوروق) قد وضع بلغة تركمانية شديدة الشبه بلغة الشبك الحالية. البكتاشية طريقة صوفية اسسها الحاج بكتاش ولي الخراساني الاصل النيسابوري المولد وكان من السادة الموسوية اي ممن يتصل نسبهم بالامام موسي الكاظم عليه السلام وقد تتلمذ في خراسان للشيخ لقمان الصوفي الشهير ودرس علي احمد البوي الشهير، توفاه الله سنة 738 هــ في عهد السلطان خذا وندكار في قرية (قرشهر). ودفن في محل سمي باسمه (حاجي بكتاش) ومازال مرقده مزارا يؤمه اهل التصوف وقيل ان المؤسس الحقيقي للطريقة البكتاشية هو (بالم بابا) المتوفي سنة 922هــ الا انه ذكر في بيان الاولياء علي انه (الپير الثاني) فيكون الحاج بكتاشي هو (الپير الاول). وقد تأثرت البكتاشية بالحروفية تأثرا عظيما ولذلك فلفضل الله الحروفي وكتابه (الجاويدان) المقام الاسمى عند البكتاشية وقد تفشت هذه الطريقة في الاناضول والبلقان فدان بها الالبانيون، وعندما حصل لهم الاتصال الوثيق بالانكشارية صاروا لهم بمثابة الائمة، بل انهم كثيرا ما يطلق اسم البكتاشية علي الانكشارية فيقال لهم (اتباع الحاج بكتاش). البكتاشية يحبون الامام علي حبا مفرطا ويبجلون الائمة الاثني عشر تبجيلا عظيما سيما الامام جعفر الصادق ويرددون كلمات الله محمد علي . البكتاشي اذا اخطأ او ارتكب اثما هرع الي (البابا) واعترف له بما ارتكبه وتلقي منه المغفرة،. و البكتاشيه طريقة صوفية لا يتيسر الانخراط في سلكها الا بعد مضي مدة التجربة وهي الف يوم ويوم. و الشبك يكررون في اجتماعاتهم لفظة الف الله م محمد ع علي تكرارا مستمرا متواليا في جميع اذكارهم واورادهم وادعيتهم.

القزلباشية

اما القزلباشيه فكانت في بدء نشأتها تسمي (الصوفية) نسبة الي مؤسسها قطب الاقطاب صفي الدين اسحق الاردبيلي المتوفي سنة 730 هــ وهو الجد السادس للشاه اسماعيل الصفوي . هذا وقد سميت الطريقة الصفوية بــ (القزلباشيه) في عهد الشاه اسماعيل الصفوي حينما التفت حوله قبائل استاجلوا، وشاملو، وبنكلوا، وبهارلو، وذو القدرة، وفجر، وافشار، فألبسهم الطرابيش الحمر فسموا القزلباش و(القزل) هو الاحمر بالتركية و(الباش) الرأس. والقزلباشيه فرقة دينية انتشرت في بر الاناضول وتعتبر شيعية المذهب في نظر المسلمين وهي تقارب كل المقاربة نصيرية سورية وهم يسمون انفسهم العلوية اي من فرقة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، وبين القزلباشية اكراد واخرون هم ترك واغلبهم لا يتكلمون سوى التركية . علما بأن صفي الدين القزلباشي(الآذربيجاني )هو الذي اسس الدولة الصفوية في ايران ثم تحول الى المذهب الشيعي الجعفري ونشره في ايران، في القرن السادس عشر ميلادي. وفي افغانستان يسمي القزلباشية مهاجرين من الاصل التركماني ويعتبرون مع (الطاجيك) و(النهدكي) اهم عناصرالطبقة المتوسطة وقد جاءوا الي تلك الديار من فارس (ايران) بعد نادر شاه الذي اسكنهم في كابل وفي عدة ولايات اخري ليكونوا حماة لها يذودون عن حياضها، وهم لا يختلطون بسائر السكان. كما ورد في دائرة المعارف الاسلامية، بأن اغلب موظفي البلاط في كابل وسائر الدواوين يؤخذون منهم، وفي هرات بيدهم التجارة والصناعة، ويتكلمون الفارسية وبينهم من يتكلم التركية، عددهم في افغانستان كان في منتصف القرن العشرين 75000.

عباداتهم

اما في باب العبادات الشبك شيعة وسنة مسلمون متمسكون بأركان الدين الاسلامي الحنيف ويؤدون فريضة تسعة ايام من شهر محرم الحرام، وهم يزكون اموالهم والشبك الشيعة يدفعون الي سادتهم خمس الجد. والشبك يقومون بتأدية فريضة الحج الي الديار المقدسة ، ويزور الشبك الشيعة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء وبغداد وكل اضرحة الائمة علي امتداد العراق. وتنتشر الجوامع وبعض الحسينيات في معظم قرى الشبك والباجلان تقام فيها الصلوات الخمس وخطبة الجمعة، وما تقاعس واهمال البعض لبعض الفرائص الاسلامية ووجود بعض الغلاة سابقا في مجتمع الشبك والباجلان كسائر المجتمعات الاخري في ارجاء المعمورة الا حالات استثنائية .

من عادات وتقاليد الشبك التي لا تخرج عن حظيرة عقيدتهم، الاحتفال ببعض الليالي المقدسة وهي :

1 ــ ليلة رأس السنة، وهي من الليالي المقدسة وتكون في الليلة الاولي من شهر كانون الاول (يناير) من كل سنة ولهم احتفال خاص بها، ويجوز ان يكون الاحتفال به في العشر الايام الاولي او العشر الثانية منه.

2 ــ ليلة التعاذر او ليلة التغافر التي يعقد فيها الشبك اجتماعات خاصة في ليالي الجمعة وذلك لازالة الاحقاد والبغضاء من قلوب الشبك واحلال الحب والسكينة فيها يغفر المتباغضون بعضهم لبعض ويصطلحون فيها، ولها مراسم خاصة يقوم بها اثنا عشر شخصا برئاسة البابا البير، ويعتبر الاجتماع في ليلة التعاذر من الاجتماعات المقدسة، والاثنتا عشر شخصا هم رمز الاثني عشر معصوما من ائمة الشيعة وهم: البير، البابا اي الشيخ وهو الرأس عند الشبك، الرهر وهو الدليل وله مقام ادني من مقام البير، حامل الجراغ اي حامل المصباح او الشمعة، حامل المكنسة ويتولي كنس دار البير المعد للاجتماع السقاء الموكل بسقاية المجتمعين، اربع خدام وبوابان يلازمان باب دار البير.

3 ــ ليلة الاعتراف، وهي الليلة التي يتقدم بها الشبكي الي البابا فيعترف له بخطاياه وذنوبه وفيها ينشد البابا (الكلبنك) الخاص بالاعتراف وقد يجاريه في الانشاد الرهبر. وقد اقتبس الشبك عادة الاعتراف بالذنوب من البكتاشية فصارت جزءا من تعبدهم، كما انهم اكتسبوا عادة التناول من البكتاشية ايضا.

4 ــ مراسم الدخول في الطريقة وهي مراسم خاصة يقوم بها البابا ويساعده علي ذلك الرهبر(الدليل أو المرشد) . وكل من اراد الدخول في الطريقة الصوفية يسمي صوفيا يجب عليه ان يفتش عن شخص اخر لييصاحبه هو وزوجته ليكونا اربعة لمدة اربعين يوماً او سبعين يوما.

5 ــ زيارات مراقد الائمة، يقدس الشبك الائمة الاثنى عشر الذين يقدسهم الشيعة الامامية ويعدونهم ائمتهم المكرمين المعصومين فينذرون لهم النذور ويقدمون باسمائهم القرابين ويتغنون بالقصائد (كلنبك) بمآثرهم وكراماتهم ومعجزاتهم تقربا اليهم وطلبا للشفاعة منهم. وللشبك مواسم عامة ومواسم خاصة لزيارة المراقد والعقبات المقدسة، ومواسمهم العامة هي عين مواسم الشيعة الامامية كيوم عاشورا ويوم مرد الرأس، ويوم الخامس عشر من رجب وكذلك الخامس عشر من شهر شعبان يوم ذكرى مولد الامام المهدي الغائب المنتظر. اما مواسمهم الخاصة فهي زيارة مرقد العباس في قرية العباسية ومرقد حسن فردوش في قرية الدراويش ومرقد زين العابدين في قرية علي رش ورجم قبر عبد الله بن زياد في موقع شرقي الموصل.

6 ــ العشرة الاولي من محرم الحرام حيث يقيم الشبك المناحات والمآتم فيبكون وينوحون ويلطمون ولهم في ذلك اهازيج خاصة وتسمي مراسيم عاشوراء حزنا علي الحسين الامام الشهيد، ويرتدي فريق منهم السواد ويصومون تسعة ايام عاشورا الاولي، وبعد انتهاء اليوم العاشر يحرمون اكل اللحم علي انفسهم مدة ثلاثين يوما اخرى، وفي اليوم العاشر يهييء الموسرون منهم طعاما لفقرائهم فاذا طلع اليوم العاشر عليهم وقفوا في قراهم او في المزارات المقدسة في علي رش وبير حلان صفوفا رجالا ونساء واطفالاً يلطمون وينوحون ويبكون.

التكوين العشائري للشبك

يتكون الشبك من عشائر متعددة أغلبها لها فروع في مناطق أخرى من اربيل وكركوك وخانقين في العراق وكرمانشاه في غرب إيران.. وابرز مكونات الشبك العشائرية أهمها الباجلان والزراري والداودي الزه‌نگنه والروژبياني. ويمكن تحديد علاقة الشبك بمنطقة كردستان العراق من خلال تحديد الأصل الكردي وتواجدهم القديم في المنطقة.

الشبك بين الاحصاءات والتجاذبات

المعلوم ان الشبك مكون سكاني عراقي يشكل لحمة من المجتمع العراقي. حاولت الأنظمة التي حكمت العراق، على مدى العقود الطويلة. تهميش هذا المكون لأهداف ومصالح خاصة وسياسة اتبعتها تلك الأنظمة، وجعلت المجتمع العراقي يتمزق ويصبح هشاً من الداخل. ويرى الباحث رشيد الخيون ان الشبك عشائر كردية ربما تأثرت منهم مجموعة بالمذاهب والديانات المحيطة، ودخل بعضهم في التكايا والطرق الصوفية وقد قاوموا كبقية الأكراد محاولات كثيرة لتعريبهم، كتهجير قسم من العائلات الشبكية سنة 1975، ثم تهجير قرى بكاملها إلى مجمعات قسرية للغرض نفسه(1988-1989) وقبل ذلك كانت السلطة قد سجلتهم خلال تعداد(1977) عرباً، ومن قبل كانت الإحصاءات تجمعهم مع الايزيديين. لذا لم يشر تقرير مديرية الأمن العامة الخاص بالتوزيع الديني للسكان العراقيين اليهم أو ذكرهم جمعاً مع الايزيديين، كما حصل في الإحصاءات السابقة. ويتوصل رشيد الخيون من خلال دراسته حول الشبك في كتابه(الأديان والمذاهب بالعراق)، عند عدد نفوس الشبك بالقول تتفاوت التقديرات والإحصاءات حول عدد نفوس الشبك، منها التقديرات الإنكليزية القديمة، التي عدتهم بعشرة آلاف نسمة، وفي الإحصاء العراقي (1947) عدوا جميعاً مع الايزيديين بثلاثة وثلاثين الف نسمة، وفي إحصاء (1977) بلغت نفوسهم 57-58 إلف نسمة ومن اللافت للنظر ان الدليل العراقي لعام (1936) وإحصاءات أخرى لم تذكر الشبك بالاسم، على اعتبار أنهم كرد مسلمون فليس هناك تفاصيل خاصة بالعشائر، عربية كانت أو كردية لكن جميعهم في إحصاء (1947) مع الايزيديين يؤكد الرأي الرسمي المعتمد على البحوث والدراسات المذكورة سلفاً على انهم منفصلين عن الأكراد وفي إحصاء(1977) إشارة إلى أنهم عرب، حسب الادعاء الرسمي.

المصدر

وصلات