كركوك

كركوك، هي مدينة في العراق، وهي عاصمة محافظة كركوك. تقع المدينة على بعد 236 كيلو متر شمال العاصمة بغداد، 83 كم جنوب أربيل، 149 كم جنوب شرق الموصل، 97 كم غرب السليمانية، و116 كم شمال شرق تكريت. تقع كركوك الحالية على اطلال المدينة الآشورية القديمة أررابخا (عرفة) التي يقدر عمرها بحوالي 5000 سنة.

تاريخيا وجيوغرافيا، معظم سكان المدينة من الأكراد، لكن يوجد أيضا سكان من التركمان، العرب، الآشوريون، والأرمن.

التسمية

هناك آراء مختلفة عن أصل تسمية المدينة. أحد النظريات تنص على ان تسمية كركوك اتت من الكلمة التي إستخدمها الآشوريون كرخاد بيت سلوخ التي تعني المدينة المحصنة بجدار بينما تشير اقدم سجلات الألواح الطينية المكتوبة بالخط المسماري التي عثر عليها بالصدفة سنة 1927 في قلعة كركوك إلى ان قطعة كيرخي (كرخا / قلعة) كانت تقع في آررابخا (عرفة) باقليم كوتيوم. هناك فرضية اخرى تستند على كتابات المؤرخ اليوناني القديم بلوتارخ حيث يذكر بلوتارخ أنه عندما قطعت القوات المقدونية البادية في سوريا وعبرت نهر دجلة في 331 ق.م. اتجه الإسكندر الأكبر بعد معركته المشهورة مع داريوش الثالث نحو بابل عن طريق ارابخي او اررابخا (عرفة) حيث اصلح قلعتها، أي قلعة كركوك. واضاف الكاتب اليوناني بلوتارخ ان على ارض ارباخي (أي كركوك) تشاهد نيران مشتعلة دائمة وتغطيها انهار من النفط وهذا الكلام ينطبق على موقع كركوك المعاصر. اما موقع بابا كركر فقد اورد بلوتارخ اسمه بصيغة كوركورا. وقد اضاف الميديون على نهاية الاسم اللاحقة الزاكروسية المحلية اوك فغدت التسمية كوركورك. عرفت مدينة كركوك في عهد الساسانيين بكرمكان والتي تعني الارض الحارة الذي تحول إلى جرمقان أو جرميق في العربية و كرميان بالكردية. يعتقد التركمان أن المدينة سميت بكركوك لاول مرة في عهد دولة قرة قويونلو حيث اشتقت اسم المدينة من كلمة كرك التي تعني الجمال بالتركية القديمة.

الجغرافيا

كركوك القديمة

الموقع

كركوك تعتبر مركزا رئيسيا لانتاج النفط في شمال العراق وتعتبر تاريخيا مدينة متعددة الأعراق يقطنها الأكراد والتركمان والآشوريون والكلدانيون والعرب والأرمن. تبعد كركوك 250كيلومتر شمال شرق محافظة بغداد عاصمة العراق يحدها جبال زاكروس من الشمال ونهر الزاب الصغير من الغرب وسلسلة جبال حمرين من الجنوب ونهر ديالى التي تعرف عند الاكراد بنهر سيروان من الجنوب الغربي. يقدر نفوس المدينة حسب تخمينات احصائية لعام 2003 بما يقارب 755,700 نسمة.

يمر نهر الخاصة في وسط مدينة كركوك ويقسم المدينة إلى شطرين كما يمر نهر الزاب الصغير ( من أهم روافد نهر دجلة) على بعد حوالي 45 كم من مركز المدينة وقد نفذ مشروع أروائي جبار على نهر الزاب يعرف بري كركوك يوصل الماء إلى مدينة كركوك ومزارعها المحيطة والموزعة بالمحافظة، حيث غير هذا المشروع نمط حياة ومعيشة الكثير من القرويين و الزراع إلى الأفضل.

التاريخ

بعد الفتح الإسلامي

فتحت منطقة كركوك من قبل الجيوش الاسلامية، عام 642.وبعد مرور سنين وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان، أمتها عشائر عربية قادمة من النجد. كما قصدتها العشائر التركمانية في العهد الاموي والعباسي انضموا الى المواطنين، واختلطوا مع من استوطن قبلهم من سكانها التركمان الاصليين الذين سكنوا المنطقة منذ عصر فجر السلالات 26 ق.م. في العهد السومري.

في سنة 155م ولأول مرة دخل العراق تحت نفوذ الاتراك، بعد توجه الخليفة العباسي القائم بأمر الله بالدعوة الى السلطان ارطغرل السلجوقي الى بغداد واصبح العراق ضمن الدولة السلجوقية الكبرى.

وفي القرن الثالث عشر – اصبحت كركوك وحواليها تابعة لاتابكية بكتكين، وبعد وفاة مظفرالدين گوگبوري حاكم اربيل سنة 1232م أصبحت كركوك تحت نفوذ الدولة العباسية ثانيةً.

احتلت القوات المغولية بغداد في سنة 1258م فأنتهى العصر العباسي في العراق بعد مقتل الخليفة بيد القوات المغولية. علماً انه في اثناء فترة الاحتلال المغولي، كانت منطقة الموصل وكركوك موطناً لقسم من العشائر الايوائية التركمانية. كما اتخذت هذة المنطقة مشتى لعشائر القره قوينلوية. وقد اعقب الانحلال المغولي، لأول مرة ظهور قوة سياسية مؤثرة في المنطقة من قِبل التركمان. وأسس القره قوينلويون دولتهم المشهورة في أواسط القرن الرابع عشر قي منطقة شرقي الاناضول وبعض الاقسام الجبلية منه وشمل كذلك العراق وايران كاملةً ماعدا منطقة خراسان.

ازداد نفوذ دولة القره قوينلو في الموصل وفي شرقي الاناضول قرب أريج. ويعتبر عصر دولة القره قوينلية من أكثر عصور الاستيطان التركماني في شمال العراق. وفي هذا العهد استبدلت اسم المدينة من كرخيني الى كركوك، من قبل التركمان القره قوينلويين .

وبعد ان قضى اوزون حسن (حسن الطويل) مؤسس دولة الاق قوينلية على جهان شاه سلطان القره قوينلية خضعت المنطقة لنفوذ دولة الاق قوينلية. فتمكنوا من فتح بغداد بواسطة ابنه مقصود بك سنة 1469م وبعدها أصبحت كركوك تابعة لدولة الاق قوينلية. ونالت شيئاً من الاستقرار والعناية.

حيث ازدادت كثافة نفوس التركمان في المنطقة في دور التركمان القره قوينلية والاق قوينلية في منطقة كركوك والموصل. يقول الدكتور مصطفى جواد (وقد أبقى تيمورلنك في عبوره من بلاد ايران الى العراق كثيراً من القبائل التركمانية). ويقول عن دور التركمان القره قوينلية والاق قوينلية (قد اختلطت قبائل هؤلاء بسكان شرقي العراق وشمال العراق وأكثرهم من الترك. وكان اختلاطهم اجتماعياً تاماً من حيث الجنس والدين والمذهب، وقد دام حكم هؤلاء من سنة 141م الى سنة 158م وان كان اختلاطهم بالشعب مستمراً قبل التاريخ الاول وبعد التاريخ الثاني بحيث لايستطيع الواحد منا ان ينفي انه (قره قوينلى) او(اق قوينلى) اولاً ان يشبه امره في النسب وقد كان هؤلاء من التركمان الرحالة فسنحت لهم الفرصة للاستيلاء على العراق واذربيجان والجزيرة. المدة التي قضوها في الحكم كانت كافية في امتزاجهم بالشعب وانصهارهم مع الاتراك الذين سبقوهم في أتخاذ العراق والجزيرة وطناً).

وبدخول الصفويين العراق سنة 1508م ازدادت كثافة التركمان في المنطقة لان الشعب الذي كان يحكمه اسماعيل الصفوي واولاده كانوا من التركمان، وجيشه الذي كان يسمى ( قزلباشية ) يتكون القسم الاكبر منهم من التركمان. وعند دخول السلطان سليمان القانوني بغداد سنة 1534م. انتهى الحكم الصفوي. وقدمت المنطقة الطاعة الى السلطان، واطاعته مدن طاووق (داقوق) وشهربان وكركوك وموصل وخراسان.

وفي اثناء رجوع موكب السلطان سليمان القانوني مر بكركوك، ومكث فيها في موقع قزل گوشك 28 يوماً. وهكذا تم دخول منطقة كركوك في ادارة الدولة العثمانية. وبسبب الموقع الجغرافي لمدينة كركوك، أصبحت موقعاً استراتيجياً مهماً للدولة العثمانية، لصد هجمات العدو والدفاع عن حدود الدولة من الجهة الشرقية. وساد المنطقة في هذة الفترة الامن والاستقرار والهدوء، مما ادى الى توسع الحركة التجارية بين الموصل وبغداد مروراً من كركوك. وأصبحت كركوك والموصل طرقاً تجارية وعسكرية وذات اهمية كبيرة للدولة العثمانية. غير ان الحالة لم تدم بغير منغصات، ففي سنة 1623م تقدم الشاه عباس الصفوي، وحاصر بغداد واستولى عليها ثم تقدم نحو الموصل واستولى على الموصل وكركوك ودخلت المنطقة تحت نفوذ الصفويين ثانية. وفي سنة 1630م استرجع القائد العثماني خسرو پاشا مدينة كركوك من الاستيلاء الصفوي. أما استرجاع الموصل فقد تم على يد كوچوك أحمد .

لقد قامت الدولة العثمانية بمحاولات عديدة لاسترجاع بغداد، ومن أهمها حملة السلطان مراد الرابع التي قادها بنفسه، فتقدم بجيش كثير العدد ماراً من الموصل والتون كوپرى ثم كركوك، فحاصر بغداد، وفتحها في سنة 1638م. ودخلت المنطقة كاملاً ضمن ديار الدولة العثمانية. وقسم العراق الى ولايات، وأصبحت كركوك في هذة الفترة مركزاً لولاية شهرزور. لكونها – كركوك – تقع في أرض منبسطة يسهل الوصول اليها، الى حانب تطورها عمرانياً وثقافياً. دامت حملة السلطان مراد الرابع من سنة 1630م الى نهاية سنة 1638م وانتهت جميع الحروب والمنازعات في جبهة العراق واذربيجان وهذا ما كان يتمناه الطرفان. وتم توقيع معاهدة (الزهاب) في 17مايس سنة 1639م وبموجب هذه المعاهدة اصبحت منطقة عراق العرب وتشمل البصرة وبغداد وشهرزور يكون تابعاً للدولة العثمانية. أما منطقة روان فتركت للصفويين. وأصبحت هذه المعاهدة ذات فائدة كبيرة للمنطقة ومن نتائجها إن توسعت الحركة التجارية بين الدولتين. ودام حكم هذه المعاهدة حتى سنة 1736م عندما تولى نادر شاه رئاسة قبائل الافشار التركمانية.

قام نادر قولى (وبعدها نادر شاه) في سنة 1732م بمحاصرة مدينة كركوك، ولم يستسلم أهالي كركوك، وفتك بهم فتكاً ضريعاً وقتل من قتل. وبعد سنة من الحصار، دامت معركة عنيفة قرب كركوك في منطقة ليلان بين جيش نادر شاه والجيش العثماني، حيث استشهد قائد الجيش العثماني طوپال عثمان پاشا ودفن في كركوك في مقبرة جامع امام قاسم. ولايزال مرقده عامراً ليومنا هذا. ودخلت مدينة كركوك في سنة 1743م تحت نفوذ الايرانيين. وبعدها عقدت معاهدة (گردن) بين الطرفين في ايلول 1746م وبموجب هذه المعاهدة بقيت كركوك تحت أدارة الدولة العثمانية حتى نهاية الحرب العالمية الاولى.

تقدمت القوات البريطانية من بغداد نحو الشمال في يوم 14مايس 1918م، ولأول مرة دخلت قوات الاحتلال البريطاني مدينة كركوك، وانسحب الجيش العثماني منها. وفي يوم 1 حزيران استطاعت القوات العثمانية طرد قوات الاحتلال من كركوك ودخلت القوات العثمانية الى المدينة مرة اخرى، ومكثوا فيها حوالي خمسة اشهر ونصف شهر وفي 9 كانون الاول 1918م اضطروا لترك المدينة والانسحاب منها الى التون كوپرى. وفي هذة الفترة اعلنت هدنة مندروس، فدخل جيش الاحتلال الانكليزي الى كركوك للمرة الثانية. وسميت هذة الفترة من قبل الاهالي في كركوك، فترة (السقوطين) أي سقطت المدينة مرتين بيد الاحتلال الانكليزي، واغفل المؤرخون والكتاب هذا الحدث التاريخي المهم. ولم يؤشر أحد الى ذلك. ولأول مرة أشار الاستاذ الباحث المحامي عطا ترزى باشى في بحوثه الى هذا الحدث التاريخي المهم في كتابه تاريخ الطباعة والصحافة في كركوك.

وفي هذة الفترة برزت مشكلة الموصل بعد الحرب العالمية الأولى، كنتيجة انحلال الامبراطورية العثمانية، لقد كانت اكثر مناطق ولاية الموصل وتشمل مدينة الموصل وكركوك والسليمانية غير محتلة عند توقيع الهدنة. وعند اعلان الميثاق الوطني التركي كانت ولاية الموصل ضمن الميثاق الوطني، ولذا تم عرض مشكلة الموصل على عصبة الامم في سنة 1924م. احتج الاتراك على احتلال ولاية الموصل على انه عملٌ غير قانوني وعدوه نقضاً للهدنة. وطلبوا اجراء استفتاء في المنطقة. ولكن بريطانيا رفضت اجراء الاستفتاء بحجة (ان السكان أميون) لايعلمون معنى الاستفتاء. وبعد مناقشات وجلسات طويلة وغير مجدية .. تم في 5 حزيران 1926م عقد اتفاقية بين تركيا وانكلترا والعراق وسميت اتفاقية انقرة، وتم توقيع هذة الاتفاقية وقرر على ان تبقى ولاية الموصل داخل العراق. وأصبحت كركوك منذ ذلك التاريخ احدى ولايات العراق.

هجرة العرب التواجد الكردي

هجرة التركمان

الإحتلال البريطاني دخولها مملكة العراق

اكتشاف النفط

نفط كركوك

في عام 1927 حدث تدفق تلقائي عظيم للنفط في منطقة بابا كركر بالقرب من مدينة كركوك مما حدى بشركة النفط العراقية لاستخراج النفط بصورة منظمة من حقل بابا كركر في سنة 1934 علما ان استخراج النفط كانت تتم قبل هذا التاريخ بطرق بدائية. يقدر كمية المخزون الاحطياطي لحقول النفط في كركوك باكثر من 10 مليار برميل بقدرة انتاجية قدرها750 ألف برميل إلى مليون برميل يوميا .

يعتقد بعض الخبراء في مجال النفط ان الاساليب السيئة التي كانت تتبع لاستخراج النفط ابان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين في ضل سنوات الحصار ادت إلى اضرار قد تكون دائمية في حقول النفط في كركوك. احد هذه الاساليب كانت اعادة ضخ النفط الفائض إلى حقول النفط مما ادت إلى زيادة لزوجة النفط التي تردي نوعية نفط كركوك وقد تؤدي كذلك إلى صعوبة استخراج النفط في المستقبل .

منذ شهر أبريل 2003 إلى ديسمبر 2004 تعرضت حقول نفط كركوك إلى ما يقارب 123 ضربات تخريبية وكانت اشد الضربات موجهة إلى خط الانابيب التي تنقل النفط إلى ميناء جيهان في تركيا. ادت تلك العمليات إلى خسارات بلغت المليارات بالدولار الامريكي. اضافة إلى الاضرار الناتجة عن هذه العمليات تعرضت البنية التحتية لانتاج النفط إلى اعمال سلب و نهب ابان غزو العراق 2003 والتي اطاحت بحكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين في أبريل 2003 .

اضافة إلى حقل بابا كركر العملاق تشتهر المدينة بحقول اخرى مثل حقل جمبور و حقل باي حسن الجنوبية وحقل باي حسن الشمالية وحقل آفانا وحقل خباز وحقل جبل بور وحقل خرمالة (تحت التطوير), تتميز حقول كركوك النفطية بغزارة إنتاجها وجودة نفطها فهو يعتبر من النفوط الخفيفة القياسية, يحوي نفط كركوك على غازH2S مما يستوجب معالجته قبل تهيئته للتصدير من خلال مجمع كبير متخصص لهذاالغرض. تدير عمليات النفط شركة نفط الشمال الوريث الوطني لشركة نفط العراق IPC التي أممت عملياتها عام 1972. توجد في كركوك في منطقة بابا كركر ضاهرة غريبة وهي اشتعال النار نتيجة خروج غازات من الأرض لوجود تكسرات في الطبقات الأرضية للحقل النفطي تسمى النار الأزلية وهي تشتعل منذ أكثر من أربعة الآف سنة.

اتفاقية الحكم الذاتي 1970

في 11 مارس 1970 م تم التوقيع على على اتفاقية الحكم الذاتي للاكراد بين الحكومة العراقية و الزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني وفيه اعترف الحكومة العراقية بالحقوق القومية للاكراد مع تقديم ضمانات للاكراد بالمشاركة في الحكومة العراقية و استعمال اللغة الكردية في المؤسسات التعليمية ولكن لم يتم التوصل إلى حل حاسم بشان قضية كركوك التي بقيت عالقة بانتظار نتائج احصائات لمعرفة نسبة القوميات المختلفة في مدينة كركوك.

هذه العملية الاحصائية كانت امل الأكراد باظهار الهوية الكردية لمدينة كركوك نتيجة لقناعة الأكراد بتفوقهم العددي في مدينة كركوك و ظواحيها بالاضافة إلى مدينة خانقين الواقعة جنوب شرقي مدينة كركوك. تم التخطيط لاجراء تلك الاحصائية المهمة عام 1977 ولكن اتفاقية آذار كانت ميتة قبل ذلك التاريخ حيث ساءت علاقات الحكومة العراقية مع الزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني وخاصة عندما اعلن البارزاني رسميا حق الأكراد في نفط كركوك. اعتبرت الحكومة العراقية اصرار الأكراد بشان كردية كركوك كاعلان حرب حيث حدى بالحكومة العراقية في اذار 1974 إلى اعلان الحكم الذاتي للاكراد من جانب واحد فقط دون موافقة الأكراد الذين اعتبروا الاتفاقية الجديدة بعيدة كل البعد عن اتفاقيات سنة 1970 حيث لم تعتبر اعلان 1974 مدينة كركوك و خانقين و جبل سنجار من المناطق الواقعة ضمن مناطق الحكم الذاتي للاكراد وقام الحكومة العراقية بالاضافة إلى ذلك باجراءات ادارية شاملة في مدينة كركوك كتغبر الحدود الادارية للمدينة بشكل يضمن الغالبية العددية للعرب في كركوك واطلقت تسمية محافظة التاميم على المنطقة .

كركوك بعد 2003

على اعقاب غزو العراق 2003 الذي اطاح بحكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين و حزب البعث العربي الاشتراكي، تشكل سلطة الائتلاف الموحدة الذي كانت بمثابة حكومة لادارة شؤون العراق لحد اجراء الأنتخابات العراقية . منذ أبريل 2003 عاد الألاف من الأكراد و التركمان إلى مدينة كركوك بعد ان كانوا مهجرين منها اثناء حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وبدا فترة جديدة من الخلافات والنزاعات حول ملكية الاراضي و البيوت الذي كانت ملكا للأكراد و التركمان و منحت للعرب القادمين من جنوب العراق كجزء من السياسة الذي اطلقت عليها تسمية سياسة التعريب. بالأضافة إلى ذلك المشكلة طفى على سطح السياسة العراقية مرة اخرى الجدل التاريخي حول الهوية العرقية لمدينة كركوك.

احد المصطلحات التي برزت على الساحة لاول مرة كانت مصطلح التكريد وهو اتهام وجهه التركمان و العرب الساكنين في كركوك إلى الاحزاب الكردية وخاصة الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني و الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني لمحاولة تلك الاحزاب جلب اكراد إلى مدينة كركوك بهدف تغيير الطبيعة السكانية للمدينة. حيث يرى التركمان و العرب بان تلك الأحزاب تتبع سياسة مماثلة لسياسة التعريب. هذا الأتهام ينفيه الزعماء الأكراد بشدة .

تحت اشراف بول بريمر جرت اول انتخابات بلدية في مدينة كركوك في 24 مايو 2003 لأختيار مجلس بلدية المحافظة حيث اختارت القوات الأمريكية 300 مندوب عن الأكراد والعرب والتركمان والآشوريين كمجمع انتخابي قام بانتخاب مجلس المدينة المكون من 30 عضوا. وجاءت هذه الخطوة في ظل مساعي ترمي إلى تخفيف حدة التوتر العرقي السائد في المدينة. وقد قررت القوات الأمريكية منح الطوائف الأربع نفس عدد المقاعد داخل المجلس الجديد. وتألف المجلس من ثلاثين عضوا، أنتخب أربعة وعشرون منهم بمعدل ستة مقاعد لكل طائفة، و يعين الأمريكيون ستة أعضاء "مستقلين".أما الآن، فقد توسع مجلس محافظة كركوك في جولته الثانية ليضم 41 عضوا. اختير الكردي عبد الرحمن مصطفى محافظا و وافق مجلس المدينة بأغلبية الثلثين على اختيار أشوري وتركماني وكردي كمساعدين للمحافظ

الديموغرافيا

يسكن كركوك مزيج متجانس من قوميات مختلفة من الأكراد العرب التركمان الآشوريين الكلدان والأرمن. كركوك عرفت منذ القدم بتجانس قومياتها المختلفة لكن هذاالتجانس طرات عليه تغيرات منذ ثمانينيات القرن المنصرم حيث قامت حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين باجبار الاكراد و التركمان بالرحيل عن ديارهم وقراهم في مدبنة كركوك كجزء من سياسة منظمة عرفت بسياسة التعريب. مدينة كركوك كانت ولم تزل موضع خلاف وجدل حول عرقية المدينة التاريخية الموغلة بالقدم.

من وجهة نظر الأكراد تعتبر كركوك جزءاً من مايطلقون عليه تسمية كردستان التي حاول غزاة المنطقة عبر التاريخ بتدمير إماراتها المتعددة واحدة تلو الاخرى. حيث كانت كركوك عاصمة لإمارة شهرزور الكردية في القرن التاسع عشر. أحد الأمثلة التي يشير إليها الأكراد هي السيطرة على مدينة كركوك من قبل الصفويين بقيادة القائد الصفوي اسماعيل شاه الثاني الذي حاول فرض مذهب الشيعة على الأكراد وقام بعمليات استيطان قسرية للتركمان في منطقة كركوك. بغض النظر عن صحة هذه المزاعم التاريخية يصر الاكراد مؤخرا على تطبيق الفقرة 58 من ما يسمقانون إدارة الدولة للفترة الانتقالية الذي كتب في مارس 2004 والذي اعتبر بمثابة الدستور المؤقت للحكومة العراقية الانتقالية الذي تشكل عقب غزو العراق 2003 والاطاحة بحكومة الرئيس السابق صدام حسين. المادة 58 تدعو إلى اتخاذ اجرائات لرفع الظلم الذي نتج عن ممارسات النظام السابق بسبب سياسات التعريب و التهجير القسري التي شهدتها بعض المناطق العراقية ومن ضمنها مدينة كركوك.

ومن أهم الأحياء السكنية الكوردية الخالصة في المدينة: الشورجة، رحيم آوه، تبه، إسكان، آزادي، إمام قاسم. هذا ويتواجد الكورد تقريبا في كل الأحياء السكنية الأخرى في المدينة وبنسب متفاوتة.

من وجهة نظر التركمان الذين يعتبرون بان اجدادهم قدموا إلى العراق اثناء خلافة الأمويون و العباسيون لحاجة الفتوحات الاسلامية لمقاتليهم الاشداء، ومنذ ذلك الوقت و على الخصوص اثناء حكم السلاجقة بدا الاستيطان التركماني لمدينة كركوك. دخل السلاجقة العراق سنة 1055 عندما قدم قائدهم طغرل بك على راس جيش مكون من قبائل الاوغوز التركية و حكموا العراق لفترة 63 سنة. يعتبر المؤرخ العراقي عبدالرزاق الحسني تركمان العراق جزءا من جيش السلطان العثماني مراد الرابع الذي احتل العراق بعد طرد الصفويين منها عام 1638 حيث ابقى على بعض من جنوده بالعراق لحماية الطرق بين الولايات العثمانية.

من وجهة نظر العرب كانت هناك عشيرتين رئيسيتين في منطقة كركوك، عشيرة التكريتي و عشيرة العبيد حيث قدم عشيرة التكريتي إلى منطقة كركوك من سوريا في القرن السادس عشر مع السلطان العثماني مراد الرابع الذي كافئهم على ولائهم للعثمانيين باعطائهم اراضي و قرى في الجنوب الغربي لمدينة كركوك بالاضافة إلى مدينة تكريت. من العشائر العربية الاخرى اتي استوطنت كركوك اثناء العهد الملكي في العراق، عشائر العبيد و الجبور، قدم عشائر العبيد إلى كركوك من منطقة الموصل بعد خلافات مع عشائر اخرى في الموصل واستقروا في منطقة الحويجة عام 1935 اثناء حكومة ياسين الهاشمي .

لسنوات طويلة كانت كركوك بمثابة البوتقة التي انصهرت فيها مختلف القوميات لكن الامر اصبح شائكا بعد الاطاحة بحكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين حيث تسعى القوميات المختلفة في كركوك لاثبات حقوقها التاريخية. يحاول الاكراد من جهتهم الحاق كركوك بكيان إقليم كردستان في شمال العراق بينما يحاول التركمان و العرب ابقاء كركوك ضمن الحكومة المركزية في بغداد. هذه الخلافات تم التعبير عنها بالعنف المسلح في بعض الاحيان والخلاف السياسي في احيان أخرى

المعالم الرئيسية

قلعة كركوك

قلعة كركوك

قلعة كركوك تقع في مركز مدينة كركوك في العراق وتعتبر من اقدم اجزاء المدينة. يرجح بعض المؤرخين بان الكوتيين هم الذين انشاوا القلعة و بالأستناد على رقيمات قديمة يمكن القول بان هذا المستوطن العالي المسمى الآن بقلعة كركوك كان يشتهر منذ اواسط الألف الثاني قبل الميلاد باسم ديمتو كرخي شيلواخو (قلعة مدينة بني شيلوا) التي تجسد باسم حاكمها الحوري القديم الملك شيلوا تيشوب. يعتقد مؤرخون اخرون ان القلعة بنيت في عهد الملك الاشوري اشورناصربال الثاني بين عامي 850 و 884 قبل الميلاد حيث اتخذه الملك كخط دفاعي و أحد مراكز جيوشه. الملك سلوخ من بعده بنى حائطا دفاعيا قويا حول القلعة و شيد 72 برجا حول شوارعها الاثنان و الثلاثون و مدخليها. قام القائد المنغولي تيمورلنك بزيارة القلعة عام 1393 اثناء حملاته العسكرية.

بنيت قلعة كركوك في الاصل على تل مدور ذي اربع زوايا يرتفع عن السهول المحيطة به بحوالي 120 قدما ويشرف على وادي نهر صغير ذي مياه قليلة يفيض عادة في الفصول الماطرة ويعرف بنهر الخاصة وعلى ما يظهر فان هذه القلعة كانت مسورة في العصور القديمة و كان لها اربعة ابواب سماها العثمانيون بالباب الرئيسي ذي المدرجات و باب الطوب و باب البنات السبع و باب الحلوجية. أشهر المجمعات السكنية في قلعة كركوك كانت تقع في قسمه الغربي الذي اشتهر بمحلة حمام حيث شاطر فيها المسلمون اخوانهم المسيحيين لقرون عديدة وكان كل من مركز مطرانية باجرامي و جامع النبي دانيال يقعان في نفس المحلة.

في الثمانينبات من العقد المنصرم قام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بحملة لتجميل و ترميم القلعة. الغرض الحقيقي من تلك الحملة كانت اجلاء 800 - 900 من العوائل الكوردية الذين كانوا يسكنون بيوتهاالقديمة.

جامع النبي دانيال

جـامـع النـبى دانيــال ينسب الجامع إلى أحد العارفين بالله وهو الشيخ محمد دانيال الموصلي أحد شيوخ المذهب الشافعي وكان قد قدم إلى مدينة الإسكندرية في نهاية القرن الثامن الهجري واتخذ من مدينة الإسكندرية مكانا لتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على نهج الشافعية وظل بمدينة الإسكندرية حتى وفاته سنة 810 هـ فدفن بالمسجد وأصبح ضريحه مزارا للناس ويقع جامع النبي دانيال في الشارع المعروف باسمه.

ويتكون تخطيط الجامع من مساحة مستطيلة يتقدمها صحن مكشوف أو زيادة يوجد بالناحية الشمالية الغربية منها دورة المياه والميضأة ، وللجامع واجهة رئيسية واحدة هي الواجهة الجنوبية الغربية ويقع بها المدخل الرئيسي للجامع حيث يؤدي هذا المدخل إلى بيت الصلاة وينقسم إلى قسمين القسم الأول وهو مصلي للرجال أما القسم الثاني فخصص لصلاة النساء .

يتكون بيت الصلاة أو المصلي إلى مساحة مستطيلة مقسمة إلى ثمانية أروقة من خلال سبعة أعمدة رخامية تحمل عقودا نصف دائرية ويوجد بالناحية الجنوبية الشرقية حنية المحراب ويفتح بالجدار الشمالي الشرقي فتحة باب مستطيلة تؤدي إلى الضريح وهو عبارة عن مساحة مستطيلة يتوسط أرضيتها فتحة مثمنة يحيط بها حاجز من الخشب الخرط يرتكز على رقبة مثمنة مكونة من ثلاثة صفوف من المقرنصات ويتم الهبوط بعمق حوالي خمسة أمتار إلى الضريح الذي يتكون من مساحة مربعة تقوم على أربعة دعائم متعامدة كان يؤدي الذي بالناحية الجنوبية الغربية إلي سرداب مغلق حاليا ويتوسط أرضية الضريح تركيبتين من الخشب أحدهما تحتوي على قبر الشيخ محمد دانيال الموصلي أو كما هو معتقد النبي دانيال والأخرى تضم قبر يعرف باسم قبر لقمان الحكيم وإن كانت المصادر التاريخية لم تتناول صحة أو خطأ هذه التسمية.

أما المصلي الخاص بالنساء فيقع بالناحية الشمالية الغربية وهو عبارة عن مساحة مستطيلة يوجد بها حاجز من الخشب الخرط لصلاة النساء.

قيصرية كركوك

قيصرية كركوك هو سوق قديم يقع بالقرب من قلعة كركوك في مدينة كركوك العراقية. استنادا على السفرنامة العثمانية، بنيت القيصرية في 1855 م أثناء حكم العثمانيين، إعادة تعميره في عام 1978 م.

الطراز البنائي للسوق تحمل رموزا تشير إلى عدد الأوقات. حيث تحتوي القيصرية على 365 دكانا ترمز إلى عدد أيام في السنة و 24 فرعا ترمز إلى عدد الساعات في اليوم و 12 غرفة صغيرة في طابقها العلوي كإشارة إلى عدد الأشهر و 7 أبواب إشارة إلى أيام الأسبوع. وقد تم تجديدها عام 1978.

قشلة كركوك

قشلة كركوك عبارة عن بناية قديمة كانت بمثابة المقر العسكري للقوات العثمانية في مدينة كركوك بالعراق. بنيت القشلة حسب السالنامات العثمانية سنة 1863. تقع القشلة في مركز مدينة كركوك. وتبلغ مساحتها 24،282 متر مربع.

كلمة القشلة هي كلمة تركية تعني المكان الذي يمكث فيه الجنود بالشتاء. قامت مؤسسة الآثار في كركوك باجراء ترميمات على القشلة وأصبحت القشلة تستخدم كمركز ثقافي و كمتحف.

قلعة جرمو

قلعة جرمو هي منطقة اثرية واقعة في شمال العراق في اسفل جبال زاكروس شرقي مدينة كركوك. يعتبر جرمو من اقدم التجمعات الزراعية في العالم يرجع تاريخ الأستيطان فيها إلى 7000 سنة قبل الميلاد، كما تعتبر جرمو من اقدم قرى العصر الحجري الحديث الذي تم التنقيب عنها. الاكتشاف

اكتشف موقع جرمو لاول مرة في أربعينيات القرن المنصرم من قبل دائرة الآثار العراقية التي اوكلت عملية التنقبب إلى معهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو الذي أرسل طاقماً من خبرائه وعلى رأسهم روبرت بريدوود Robert Braidwood (عاش 1907 - 2003).

استمر العمل في هذا الموقع لمدة 3 سنوات هي 1948، 1950 -1951 و 1954 - 1955.. اما العام الرابع الذي كان مخطط له اُلغي بسبب ثورة 14 تموز 1958.

استنادا إلى كتابات بريدوود كانت جرمو تحوي على 100 - 150 شخص كانوا يعيشون في 20 بيتا مصنوعا من الطين حيث مارس سكان جرمو الزراعة بطرق بدائية و كانوا يربون الحيوانات الداجنة. الزراعة وتدجين المواشي

كانت الزراعة والفلاحة تتم بالمناجل الحجرية، القواطع، وادوات أخرى للحصاد وخزن الغذاء.. و في المراحل التالية وجدت بعض الادوات مصنوعة من العظام مثل الملاعق وادوات التثقيب.. زرع سكان قرية جرمو الحنطة بنوعيها لهم ولحيواناتهم.. و كذلك زرعوا البازلاء والبذور والفستق.. و دجنوا المواشي مثل العنزات والخراف والكلاب.. و في عصور لاحقة عثر على اثار للخنازير مع آثار للأواني الفخارية مما يدل على تدجين الخنازير في العصور اللاحقة.

مرقد الامام سلطان ساقي

مرقد الإمام سلطان ساقي هو أحد أحفاد جعفر الطيار عم النبي يقع المرقد في منطقة تسعين القديمة التركمانية الواقعة في الجنوب الغربي من مدينة كركوك الواقعة ضمن مقبرة لأهالي منطقة تسعين القديمة حيث كانوا يدفنون موتاهم حول المقبرة تبركًا بالامام سلطان ساقي وحالياً منعت من الزيارة بسبب احتلال القوات الأمريكية للمقبرة.

( سلطان ساقي) ضريحين دفنا في هذه المنطقة. وسبب مجيئهم إلى هذه المنطقة هو التشريد من ظلم العباسيين انذاك وجاءوا وسكنوا في هذه المنطقة الامنة وبقوا فيها حتى وافاهم الاجل ، لماذا اذكرهما بشخصين لان سلطانه اخت ساقي وكلاهما احفاد جعفر الطيار ابن عم الرسول وجعفر اخ الامام علي (ع) وهو ابن ابي طالب (ع). ولهذا هذه الاضرحة أصبحت مكانا للزيارة ولكل الاعياد اهل منطقة التسعين كانوا يزورونها طوال السنين. وموتاهم نعم من القديم تدفن في هذه المقبرة تبركا لهم. ومنذ أن استلم صدام الحكم في 1979 أصبحت الزيارة ودفن الاموات في هذه المقبرة ممنوعا بحجة ان الاراضي ما حول الامام تصادر لاجل دمجها إلى المطار القريب منها وأصبحت منطقة عسكرية ويمنع الدخول إلى حرمها. وبعد ذلك دمر وهجر آلاف الناس الابرياء من اهالي المنطقة وصدرت جميع ممتلكاتهم واعطيت للعرب الوافدين إلى كركوك واعدم شبابهم وسجن منهم وشرد منهم كما فعل ابائهم ل سلطانه وساقي.

المصدر