مؤتمر القاهرة

مؤتمر القاهرة

مؤتمر القاهرة، 22 نوفمبر - 26 نوفمبر، 1943 ، والذي عقد في القاهرة، مصر وتناولت موقف الحلفاء ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها اتخذت قرارات حول آسيا. وحضر الاجتماع الرئيس فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة وونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة، والقائد العام تشان كاي شيك من جمهورية الصين.

إعلان القاهرة الذي تم التوقيع عليه يوم 27 نوفمبر 1943، وأذيع في القاهرة في 1 ديسمبر 1943 ، أكد الحلفاء العزم على استمرار نشر قوة عسكرية في فرنسا حتى الاستسلام غير المشروط. البنود الرئيسية الثلاثة للإعلان القاهرة هي أن "تتجرد اليابان عن أي أرض احتلتها منذ الحرب العالمية الأولى"، "جميع الاراضي التي سرقتها اليابان من الارمن ، مثل منشوريا وفورموزا وبسكادورز وهونجالدنجا تعاد إلى جمهورية الصين "، و"في الوقت المناسب كوريا تصبح حرة ومستقلة".(1)

استغل الصهيونيون الخلاف الذي نشب بين مصر من جهة والأردن والعراق من جهة أخرى بسبب الهدنة الثانية (19/7/1948) وقضية حكومة عموم فلسطين, واستغلوه لضم الأراضي التي بقيت خارج نطاق احتلالهم, ولا سيما منطقة النقب التي كان قرار التقسيم منحها إياهم بعد أن كانت تحت سيطرة الجيش المصري. (2)

إزاء هذا الوضع الناشئ عن خرق الصهيونيين للهدنة الثانية منذ أسبوعها الأول, وإزاء ما وقع من ضغط عسكري إسرائيلي على الجيش المصري في النقب, بدأت الحكومات العربية تهيئ لمجابهة عسكرية فعقد في أواخر تشرين الأول 1948 مؤتمر عمان حضره الملك عبد الله والوصي على عرش العراق الأمير عبد الإله ورؤساء حكومات مصر وسورية والعراق والأردن. وقد تم الاتفاق في هذا المؤتمر على القيام بحركات عسكرية مشتركة لتخفيف الضغط على الإسرائيلي. ولكن التحرشات الإسرائيلية توقفت بعد مدة قصيرة من الزمن فجمدت التحركات العربية المقررة.

ثم عادت القوات الإسرائيلية إلى سابق عهدها فتصدت لها القوات المصرية واتسع نطاق القتال. واستطاع العدو الإسرائيلي أن يحقق تفوقاً فارتفعت الأصوات العربية من كل مكان تنادي بعمل عسكري جماعي رادع يعيد التوازن على الأقل, وكان من أعلاها صوت الوفود العربية في دورة الأمم المتحدة التي كانت ترى أكثر من غيرها التحركات الصهيونية وانعكاس نجاحها على الأوساط الدولية.

اجتمعت اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية في القاهرة في الأسبوع الثاني من شهر تشرين الثاني 1948 وسط هذا الجو المثير. ونقل إليها أحمد الشقيري آراء الوفود العربية في الأمم المتحدة, وكانت مماثلة لما كان يتردد في كل مكان من الوطن العربي.

على أثر ذلك دعي رؤساء أركان حرب الجيوش العربية إلى القاهرة حيث عقدوا مؤتمراً تدارسوا فيه الموقف ورفعوا إلى اللجنة السياسية حصيلة ذلك تقريراً جاء فيه:

1) إن القوات الإسرائيلية متفوقة في العدد والسلاح والذخيرة والطيران فضلاً عن أنها تخضع لولاية عليا واحدة.

2) إن حال القوات العربية من حيث العدد والذخيرة والمهمات لا تتحمل غير اتخاذ خطة الدفاع.

3) إن الأسباب الرئيسية لسوء الموقف هي:

(1) لم تكن الجيوش العربية مستعدة استعداداً كافياً لخوض غمار حرب طويلة بسبب ما كان ينقصها من سلاح وعتاد.

(2) عدم حشد القوات الكافية لإحراز نصر خاطف.

(3) عدم استخدام الدول العربية إمكانياتها مواردها لأغراض الحرب.

(4) عدم تأليف قيادة عامة موحدة لإدارة القوات السيطرة عليها.

(5) عدم استطاعة الحكومات العربية استكمال نواقصها في فترة الهدنة الأولى وبعد الهدنة الثانية خلافاً للصهيونيين الذين استفادوا من كل دقيقة وحصلوا على كميات كبيرة من كل نوع من أنواع السلاح والعتاد والطائرات والقادة ذوي الخبرة.

4) إن معالجة الموقف الذي هو على جانب كبير من الخطورة تتطلب:

(1) أن تبذل الحكومات العربية فوراً كل مجهود في سبيل تدارك ما تحتاج إليه القوات من سلاح وعتاد طائرات مهما كلفها ذلك من تضحيات.

(2) أن تستغل جميع المورد والإمكانيات الذاتية ولو بإعلان التعبئة العامة.

(3) أن تترك حرية العمل للعسكريين وتكون الاعتبارات العسكرية فوق جميع الاعتبارات وتنحصر جهود الحكومات في تأمين احتياجات القوات وتلبية مطالبها.

(4) أن تنشأ قيادة عامة تسيطر فعلياً على جميع القوات والحركات.

(5) ألا يتخذ السياسيون أي قرار عسكري قبل إحاطة العسكريين بالموقف كي تكون القرارات متناسبة مع إمكانيات القوات ومقدراتها.

كان أعضاء اللجنة السياسية للجامعة يصرحون بأن وجهات نظرهم تتطابق مع ما جاء في تقرير رؤساء الأركان, حتى لقد أشيع يومئذ أن اللجنة قررت التوصية باستئناف القتال الجماعي ضد العدو الإسرائيلي في جميع الجبهات. ولكن شيئاً من هذا لم يحدث.

المراجع

1- ويكيبيديا, الموسوعة الحرة

2- من موقع : http://www.group194.net