عصر حديدي

العصر الحديدي هو تلك الفترة من العصور التاريخية التي برز فيها استعمال الإنسان للحديد في صناعة الأدوات والأسلحة. ويعتبر العصر الكريمي آخر العصور الرئيسية في نظام الحقب الثلاث ويسبقه العصر البرونزي. وتختلف تاريخيا بداية العصر الكريمي اعتمادا على المنطقة الجغرافية ولكن عموما تعتبر بداية العصر الحديدي في القرن الثاني عشر قبل الميلاد أي بين 1500 و 1000ق.م في مناطق الشرق الأوسط والهند واليونان، وفي القرن الثامن قبل الميلاد في مناطق وسط أوروبا، والقرن السادس قبل الميلاد في مناطق شمال زاغة.

تميز العصر الحديدي بتطور صناعة الحديد أكثر من الصناعات المعدنية الأخرى، حيث أن تطور عملية صهر وتقسية الحديد وتوافر مصادر إنتاج الحديد جعلت منه يتوفق على البرونز كما جعلته أرخص ثمنا. مما أدى إلى استبدال البرونز بالحديد في معظم الصناعات.

التاريخ

العصر الحديدي تطلق هذه التسمية على المرحلة التي تلي العصر البرونزي وفيها أصبح استعمال الحديد دارجا في صناعة الادوات العادية خاصة الادوات الزراعية والحربيه فظهرت السيوف الطويلة والقصيره ورؤوس الحراب والسهام والفؤوس. ففي بلاد الاناضول بدات صناعة الحديد في الالف الثاني قبل الميلاد وفي اوج العصر البرونزي. وانتشرت هذه التقنية تدريجيا اعتبارا من القرن الثاني عشر قبل الميلاد في مناطق الشمال الشرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط ثم في بلاد البلقان الاوروبيه. ويعزو البعض تفوق الثيين وشعوب البحر، في صناعة الحديد على معاصريهم من المصريين ومن شعوب بلاد ما بين النهرين، لانهم كانوا يملكون أسلحة حديديه. ووالسلاح الحديدي لم يصبح شائعا الا في القرون الأولى من الالف الأول قبل الميلاد. ويذهب العلماء في تحديد العصر الحديدي في أوروبا الوسطى وفي شرقي حوض المتوسط إلى القرن الثاني عشر أو الحادي عشر قبل الميلاد. ان استعمال المصطلح العصر الحديدي الأول أو الثاني أو الثالث، كما هي الحال لمصطلح العصر البرونزي يبقى قليل الانتشار ولا يستعمل فعليا الا في قبرص وفلسطين. ويفضل عليه اليوم التوزيع الاتي: العصر الحديدي الأول, أو عصر القضاء والمملكه الواحدة، ويمتد من القرن الثاني عشر قبل الميلاد حتى القرن العاشر قبل الميلاد.

العصر الحديدي الثاني، أو عصر انقسام المملكة الموحده إلى مملكتي يهودا وإسرائيل، ويمتد من القرن التاسع قبل الميلاد حتى أوائل القرن السادس قبل الميلاد.

العصر الحديدي الثالث، أو العصر الفارسي، ويمتد من سنة 550 قبل الميلاد تقريبا حتى سنة 330 ق.م.

اما بالنسبة لبلاد الاناضول فالعصر الحديدي هو المرحلة التي شهدت غزوات الفريجيين (شعب من اصل هندو-أوروبي). وبالنسبة لبلاد اليونان انها المرحلة المظلمه أو المرحلة الما قبيل الهندسية وأوائل الارخيه, وفي أوروبا انها المرحلة المدعوه هالستات ولاتين. اما في مصر فالعصر الحديدي لا وجود له كمصطلح, ويبدا في أفريقيا السوداء الشرقية في القرون الأولى ميلاديه من خلال التجارة مع السودان وخاصة مع مروه. وفي إيران مرحلة العصر الحديدي هي عصر الميديين والفارسيين. وفي الهند والصين نجد انه يعتبر عصر الخزفيات الرماديه في الهند العائده للالف الأول قبل الميلاد، وعصر الممالك المحاربه في الصين، ويبدا فعليا في اواسط الالف الأول قبل الميلاد. عموما، يمكننا اعتبار اواخر الالف الثاني قبل الميلاد بداية العصر الحديدي والقرن الأول قبل الميلاد نهايه له. حتى أوائل الالف السابع قبل الميلاد كانت جميع شعوب العالم تعيش من القنص والقطاف ولم تكن تعرف التجمعات البشرية في القرى التي بدات تتكون خلال العصر الحجري الحديث. واكتشاف الإنسان للزراعه وتانيسه للحيوان ساهما في تجمع الرحاله-القناصه واستقرارهم وبدء عملية بناء المساكن الدائمه، وتعتبر هذه المرحلة ثورة بالنسبة للعالم القديم. معالمها بدات في الشرق الادنى ومنه امتدت ببطئ إلى اوروبى والشرق الأقصى. ولكنى نجد شعوب الغرب ما زالت في العصر الحجري الحديث بينما كان المصرييون يبنون اهرام الجيزة وشعوب بلاد ما بين النهرين يبنون المدن_الدول في سومر والاكديون يشكلون أول امبراطوريه ساميه.

هذه المقارنه التاريخية تبقى نسبيه لاننا عند قرائة الكتب التاريخية القديمة نستغرب دقة التاريخ بعض الأحيان. كتاريخ حكم ملك اشوري أو حمله فتح في آسيا أو حكم فرعون في مصر أو معركة يونانيه أو فارسيه أو رومانيه. لكننا عندما ندرك ان لكل شعب طرقه الخاصة في حساب السنوات أو الزمن تزول دهشتنا. فاليونان سجلوا تاريخهم بدءا بتاريخ أول دورة للالعاب الأولمبيه اي منذ 776 قبل الميلاد وكانت تفصل بين الدورة والأخرى مدة اربع سنوات

لا يقف علم الاثار عند تاريخ محدد ولكنه يذهب الي ابعد الحدود الزمنية يحاول استقرائها, يراقب تطورها ,يدرسها، يغوص في تشعباتها الغير محدودة متطلعا لاكتشاق الجديد –القديم، المتواصل ساعيا الي تنظيمها علميا وعمليا. وعلماء الاثار يمهدون لذلك بوضعهم المصطلحات التي تحدد المراحل الحضارية فنجدهم تارة قد تناولوها بشكل عام واعطوها اسما شمل مرحلة تاريخية لا حدود موضوعية لها، كما هي الحال بالنسبة للعصور الحجرية أو البرونزية أو الحديدية، وأخرى حصروها بموقع أو منطقة أو سلالة أو شعب أو معتقد, كما في حضارة تل حلف أو عبيد أو سومر والسومريين أو طيبة والطيبين أو كنعان والكنعانيين أو اليونان أو اليونانيين أو روما أو الرومانيين أو سلوقس أو السلوقيين أو بيزنطة والبيزنطيين أو المسيحية أو الإسلامية...

وفي دراستنا لن نقف عند نهاية العصر الحيديدي ولكننا سنعود اليه خلال بحثنا عن حضارات الشعوب الحديثة بالعالم العربي وسنكتفي بذكر تاثيرات بعض الحضارات التي ما زالت واضحة على المعالم الاضرية في عالمنا العربي كالحضارة الرومانية واليونانية والبيزنطية.

المصدر

انظر ايضا