المجلس الاعلى الاسلامي العراقي

المجلس الأعلى الإسلامي العراقي (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سابقا) هو أحد الأحزاب السياسية تأسس في المنفى في إيران بتاريخ 17 تشرين الثاني 1982 حيث أعلن تأسيسه السيد محمد باقر الحكيم واشترك إلى جانب الجيش الإيراني في حربه ضد العراق من خلال جناحه العسكري المسمى بفيلق بدر.

نبذة تأريخية

لاشك ان استشهاد المرجع الديني ومفجر الوعي الاسلامي في العراق، وقائد التحرك الميداني ضد دكتاتورية السلطة والحزب العفلقي الفاشي، الامام السيد محمد باقر الصدر"قدس سره" في نيسان عام 1980م قد ترك فراغا كبيرا في قيادة الحركة الميدانية والسياسية للساحة الاسلامية العراقية، وهذا هو الذي كان يستهدفه النظام الدموي نظام صدام حين اقدم على تصفيته... من هنا كان ينبغي التحرك بسرعة لملئ الفراغ الذي ازداد الاحساس به بسبب تطورات الاحداث، وتصاعد وتيرة التصفيات لرموز التحرك الاسلامي من علماء دين ومثقفين رساليين ومجاهدين مخلصين، وا شتداد هجمة النظام لتصفية بؤر المعارضة، وتوالي التداعيات الاخرى التي ادت الى توتر الاوضاع السياسية والداخلية والاقليمية، حيث كان ذلك احد اسباب نشوب الحرب التي فرضها صدام على ايران الاسلامية بأمر من اسياده وانطلاقا من نزعته العدوانية ومن منهجه في نقل مشكلاته الداخلية الى الخارج.

وفي هذا الظرف الحساس تنادى المجاهدون العراقيون من علماء وحركات ورموز اسلامية في حركة جادة ومتواصلة لايجاد بديل قيادي للساحة الاسلامية العراقية بمستوى الاهداف والطموحات، وشهدت ساحة المعارضة الاسلامية في خارج العراق بعد ان تعذّر وجود البديل في الداخل بسبب القمع وبعد استشهاد المرجع السيد الصدر (رض)؛ حركة دؤوبة لايجاد البديل القيادي، فمن تشكيل مجلس العلماء للثورة الاسلامية الى تأسيس الجيش الثوري الاسلامي لتحرير العراق، الى تشكيل جماعة العلماء المجاهدين في العراق، ثم ايجاد مكتب الثورة الاسلامية في العراق.. الا ان هذه التشكيلات جميعا كانت تواجه مشكلات عديدة، من اهمها انها كانت دون طموح الساحة، ولهذا اصبح من الواجب انبثاق كيان اكمل واشمل ويحضى بالشرعية، يتحمل جميع المنضوين فيه مسؤولية التصدي لمثل هذه المهمة التأريخية.

وبعد ابحاث متعددة، ومداولات مستمرة بين جميع اطراف الساحة السياسية والعلمية العراقية، تم في النهاية تبني تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في شهر شوال 1402. وفي الاول من صفر 1403

(17تشرين الثاني 1982) اعلن آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) في مؤتمر صحفي موسع تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، ليكون كيانا قياديا لادارة الثورة الاسلامية في العراق، يستمر في تحمل مسؤولياته حتى الاطاحة بالنظام الدكتاتوري الصدامي، ثم يترك الامر بعد ذلك للشعب العراقي في اختيار نظامه السياسي المناسب له من خلال الانتخاب الحر المباشر.

ومنذ انطلاقته، واصل المجلس الاعلى مسيرته المباركة مستعينا بالله تعالى، ومستندا الى ارادة الشعب العراقي من اجل جمع الطاقات بأتجاه العمل المشترك في مشروع سياسي للتغيير في العراق، ضمن تعهّد واتفاق الاطراف الداخلة فيه للعمل المشترك. وفي هذه المسيرة اجتاز مراحل عمل، قدّم فيها جهودا مشهودة على كافة المستويات، وحقق في هذا الصعيد اعترافا دوليا واقليميا متميزا، واصبح رقما اساسيا في الساحة السياسية للمعارضة العراقية، اذ تمكن ولله الحمد، في مرحلة عمل المعارضة العراقية ضد النظام الدكتاتوري من تأسيس قوة عسكرية مجربة وكفوءة ومتميزة ومنظمة متمثلة في فيلق بدر الظافر... وبعد اسقاط النظام المقبور انتهت مهمته العسكرية بوصوله الى هدفه، وتحول الى منظمة مدنية لحفظ الامن والدفاع عن مكاسب الشعب وتطويرها نحو الهدف النهائي بتحقيق الحرية والعدالة والاستقلال للعراق.

الهوية

يتساءل الكثير من المهتمين بالتعرف على تشكيلات الساحة السياسية العراقية والاسلامية منها خصوصاً عن طبيعة تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهل هو حزب حسب الصيغ المعروفة، ام تنظيم على شكل اخر، ام مؤسسة واطار اتحادي. والنظام الداخلي للمجلس الاعلى اوضح الهوية والتعريف بالنص على ان: " المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق: كيان سياسي عراقي اسلامي مستقل، يضع نفسه بمثابة الاطار الذي ينفتح على كافة الاحزاب والتنظيمات والشرائح العراقية (الاسلامية خاصةً)، ويعمل في ظل المرجعية الدينية السياسية المتصدية للشأن العراقي بأتجاه الاهداف الدائمية والمرحلية "وشعار المجلس الاعلى هو الحرية والاستقلال والعدالة للعراق".. وبهذا التعريف لا يكون المجلس الاعلى حالة ائتلافية او جبهوية او بديل عن القوى الاسلامية. يتكون هيكل المجلس الاعلى من المفردات التالية:

الهيئة العامة

تتألف الهيئة العامة من 200-300 عضو يمثلون الشرائح العراقية الاسلامية، حسب الشروط الموضوعة لهم، ومن مسؤولياتها إقرار سياسات وخطوط عمل المجلس، وانتخاب اعضاء الشورى المركزية ومراقبة نشاطاتها مع مكاتبها، وتعقد اجتماعاتها كل ستة اشهر، وللهيئة العامة رئاسة تتكون من رئيس ونائبين ومقررين.

رئاسة المجلس الاعلى

الرئيس هو اعلى سلطة تنفيذية، وينتخب من قبل الشورى المركزية لدورة كاملة، ومن صلاحياته تمثيل المجلس الاعلى في الامور السياسية المهمة داخل وخارج العراق، ورئاسة الشورى المركزية، واصدار احكام تعيين مسؤولي المكاتب بعد عرضهم على الشورى المركزية وموافقتها عليهم، واصدار احكام تعيين مسؤولي الاقسام في الوحدات التنفيذية كما ان من مسؤولياته الاشراف على الجهاز التنفيذي ومتابعة حسن تطبيق قرارات الشورى المركزية. ويحضع لرئاسة المجلس عدد من التشكيلات، منها: مكتب الامانة العامة، ومكتب الهيئة العامة، ومكتب المعلومات والاحصاء ومكتب العلاقات.

الشورى المركزية

والشورى المركزية تمثل الهيئة القيادية ومركز القرار، وتتألف من 15-20 عضواً يتم انتخابهم عن طريق الهيئة العامة ، كما ان القرارات فيها تتخذ عموما بالاكثرية المطلقة... ومن اهم واجباتها: اقتراح خطوط العمل العامة في المجالات المختلفة وعرضها على الهيئة العامة لاخذ موافقتها، ووضع الخطط والبرامج التفصيلية لتطبيق خطوط العمل العامة المقرة في الهيئة العامة. ومن واجباتها المصادقة على الانظمة الداخلية لتشكيلات المجلس والنظام الداخلي للهيئة العامة، وكذلك اقرار وارسال الوفود التي تمثل المجلس الاعلى الى الخارج. وتعقد الشورى المركزية اجتماعاتها الدورية والاستثنائية برئاسة رئيس المجلس. وقد كان للشورى المركزية حضور فعال في كافة الاحداث والتطورات التي تهم الوضع العراقي، وقامت باعداد كثير من الدراسات والتحليلات والابحاث حول القضايا المختلفة التي تهم القضية العراقية والشعب العراقي ومستقبل العراق بعد سقوط صدام، واستمرت بعد العودة للعراق بعقد اجتماعاتها. وبعد استشهاد آية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض) اجمعت الشورى المركزية على انتخاب سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيسا للمجلس والشورى المركزية.

المكاتب

مر الجهاز التفيذي في المجلس الاعلى بعدة مراحل كان يبنى ويتطور خلالها على اساس تلبية متطلبات العمل وحاجات الحركة والمرحلة، وفي الدورة الثامنة للمجلس بني الجهاز التنفيذي على اساس مجموعة من المكاتب وهي:

1ـ المكتب التنفيذي:-

ومن اهم وظائفه ترتيب الاوضاع الادارية والمالية للمجلس الاعلى وجمع المعلومات المفيدة، وتقديم الدراسات والخطط المرتبطة بالمجلس والقضية الاسلامية العراقية، ومن واجباته المساهمة في رعاية العراقيين بقدر الامكان، وكذلك السعي لتوفير الموارد المالية لتغطية نفقات المجلس، واسناد مكاتب المجلس في اداء واجباتها. وترتبط بالمكتب التنفيذي مجموعة من الوحدات التنفيذية وهي وحدة الشؤون الاجتماعية، ووحدة الادارة والمالية، ووحدة التخطيط والبرمجة، ووحدة الخدمات الداخلية، ووحدة الحسابات والميزانية، ووحدة المعلومات، وتقوم هذه الوحدات والدوائر باعمال ووظائف اختصاصية تساهم في تكوين صورة المكتب التنفيذي. ويرأس المكتب التنفيذي عضو من الشورى المركزية.

2ـ المكتب السياسي:-

ويعنى هذا المكتب بتقديم الدراسات والرؤى السياسية الى الشورى المركزية، كما يقوم بالنشاطات السياسية والحوار مع القوى الوطنية العراقية، ويقوم بادارة النشاط الدبلوماسي للمجلس الاعلى، وترتبط به مكاتب المجلس الاعلى في خارج العراق. وترتبط بالمكتب السياسي عدد من الوحدات والدوائر منها: وحدة العلاقات الدولية، وحدة العلاقات الوطنية، ووحدة حقوق الانسان، والدائرة القانونية، ودائرة شؤون الدولة والبرلمان ويرأس المكتب احد اعضاء الشورى المركزية.

3ـ المكتب الثقافي والاعلامي:-

ويعنى هذا المكتب بالشأن الثقافي والاعلامي للمجلس الاعلى، وقد مارس هذا المكتب في مرحلة المعارضة ضد نظام صدام جهودا كبيرة على الصعيد الاعلامي في تعبئة الامة وتثقيفها، ونشر قضية الشعب العراقي في العالم، وبعد سقوط النظام ازدادت فعالية المكتب وتوزعت مسؤولياته في الجانبين الثقافي والاعلامي و حالياً يصدر صحيفة "الاستقامة" الناطقة بإسم المجلس الاعلى، ويسعى المكتب للتوسع في المجال الاعلامي والثقافي. وترتبط بهذا المكتب الوحدة الثقافية التي تعنى بنشر الثقافة التي يتبناها المجلس الاعلى بكل الوسائل والاساليب المشروعة المتاحة، وكذلك الوحدة الاعلامية التي تعنى بالعمل الاعلامي بكل وسائله الممكنة.

4ـ مكتب تنظيم الأُمة:-

وهو يعنى بنظم الامة بالشكل الذي يتصوره المجلس، فهو يهتم بالكادر المهني والعلمي والثقافي والعشائري والعسكري... الخ، كما انه يسعى الى رفع طاقات وقابليات الكادر سواء المرتبطين بالمجلس او انصاره عن طريق اقامة الدورات الثقافية والسياسية وغيرها من الفعاليات. وترتبط بهذا المكتب وحدة الكوادر والانصار، والوحدة المهنية والوحدة العشائرية ووحدة نظم الامة ووحدة الشباب، ووحدة المرأة.

المصدر