ناظم الطبقجلي
العراق ناظم الطبقجلي الرفاعي (توفي 1379 هـ / 1959 م) عميد ركن في الجيش العراقي وعضو في تنظيم الضباط الوطنيين في العراق وهو التنظيم الذي قام بالإطاحة بالحكم الملكي في العراق عن طريق القيام بثورة يوليو 1958م.
حياته
كان الطبقجلي أقدم رتبة من عبد الكريم قاسم، وتم نقله بعد الثورة قائدا للفرقة الثانية في محافظة كركوك حيث كان الجيش العراقي مكون من أربعة فرق عسكرية كل فرقة مكونة من ثلاتة ألوية وكل لواء من أربعة أفواج أو كتائب وكل كتيبة من اربعة فصائل تكون بامرة ملازم ثان أو ملازم أول. وكان ناظم الطبقجلي معروفا بمهنيته العالية وشخصيتة القوية وذو دماثة خلق وسلوك مؤدب. وأكمل دراسته العسكرية في بريطانيا، ويتمتع بثقافة معاصرة ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة. ولم تكن له أي اهتمامات سياسية سوى انخراطه في تنظيم الضباط الوطنيين. ويذكره أبناء كركوك في تسخير أمكانياته وإمكانيات فرقته العسكرية في أعمار المحافظة وتنميتها، وكان عبد الكريم قاسم يشعر بالخشية منه ومن عبد السلام عارف لشعبيتهما فأستغل حركة الشواف في آذار من عام 1959م، وزج اسمه مع المتهمين الذين نفوا علاقته بالحركة.
وفاته
في ساحة الإعدام ناظم الطبقجلي مع رفعت الحاج سري وبقية أعضاء تنظيم الضباط تم أعدام ناظم الطبقجلي بعد اتهام عبد الكريم قاسم له بالاشتراك في ثورة الشواف عام 1959م. ولقد نفى التهمة متحديا المحكمة ابراز مايثبت تآمره، وعرض امام المحكمة المنقولة مباشرة عبر شاشات التلفزيون آثار إهانته ووحشية تعذيبه بعد أن تم تقطيع رتبه وحلاقة رأسه أسوة بالمجرمين ثم مالبث أن سكت ودمعت عيناه قائلا "لايمكن لكرامتي تتحمل ان اكمل ما فعلوا بي أثناء التحقيق من قبل شذاذ الافاق". وبعد عدة جلسات أصدر رئيس المحكمة المهداوي حكما بالأعدام على ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري وبقية المتهمين. ثم سيقوا إلى ساحة الأعدام في منطقة أم الطبول على حدود بغداد الجنوبية الغربية حيث تم تصويرهم قبل وأثناء الإعدام، ودعى الحزب الشيوعي انصاره لحضور الإعدام حيث أطلقت الشعارات الماركسية وشعارات أخرى تمجد برئيس الوزراء عبد الكريم قاسم، واجه الطبقجلي وزملائه من اعضاء تنظيم الضباط الوطنيين "الأحرار" الكامرات والمدعوين باللامبالاة ووصف المشهد مؤيدو الطبقجلي بالاستهزاء والشموخ (راجع مذكرات صبحي عبد الحميد وزير خارجية العراق 1964). وبعد الإعدام المدوي للطبقجلي ورفعت الحاج سري والآخرين، أنقلب الكثير من الضباط الذين كانوا مع عبد الكريم قاسم إلى الصف المعارض، كما أقسم الضباط من خصوم قاسم في تصريح موجه إلى قاسم بانهم سيطيحون به ويعدموه بنفس الطريقة، وانهم سيشيدون ضريحا مهيبا وجامعا في موقع الإعدام، وكان اعدام الطبقجلي ذو الشخصية اللامعة صدمة للجماهير ومحبيه وبمثابة الاسفين الأول الذي دق في نعش حكم العميد عبد الكريم قاسم. فبعد أربعة سنوات وعند قيام الخصوم بحركة أو ثورة 8 شباط 1963، سيق عبد الكريم قاسم ومعه ابن أخته المهداوي رئيس المحكمة، إلى المحكمة الصورية في محطة التلفزيون، وبعد المحكمة الصورية تم اعدام قاسم وزملائه من الضباط وتم تشييد جامع ام الطبول الفخم. وفي عهد الرئيس الاسبق أحمد حسن البكر، جلبت رفاة الطبقجلي وزملائه ليدفنوا في باحة خاصة بالشهداء في جامع أم الطبول في مراسيم دفن عسكرية رسمية مع تأبين رسمي لهم.