توفيق السويدي

ولد توفيق يوسف السويدي في بغداد سنة 1892 وتولى رئاسة الوزارة العراقية للمرة الاولى سنة 1929 وعمره سبعا وثلاثين عاما وصار رئيسا للوزارة بعد ذلك مرتين ووزيرا للخارجية عشر مرات. درس السويدي الحقوق في استانبول وتخرج في كلية الحقوق سنة 1912 واكمل دراسته الاكاديمية في فرنسا حيث مثل العراق في المؤتمر العربي الاول الذي عقد هناك سنة 1913 (مع التاجر العراقي سلمان عنبر).

اشتغل اولا في القضاء ثم في المحاماة في سوريا ثم قام بالتدريس في كلية الحقوق في دمشق حتى سنة 1921 حيث رحل إلى بغداد مديرا (عميدا) لكلية الحقوق ثم مديراً عاماً في وزارة العدل ثم دخل معترك العمل الوزاري سنة 1927 عندما شارك في وزارة عبد المحسن السعدون الثالثة وزيرا للمعارف.

حياته السياسية

مثل السويدي العراق في عصبة الامم وشغل مناصب شتى أخرى منها عضو هيئة النيابة على العرش ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الاعيان وكان اول امين عام مساعد لجامعة الدول العربية عند تأسيسها.

ساهم توفيق السويدي في رسم اتجاهات السياسة العراقية والتدخل في مجراها طيلة فترة الحكم الملكي الذي استمر بين عامي 1921-1958 وكان وزيرا لخارجية الاتحاد العربي الذي انعقد بين العراق والاردن عام 1958. عندما قامت ثورة 14 تموز 1958 حيث القي القبض على السويدي وعشرات الساسة الاخرين واحيلوا إلى المحكمة العسكرية العليا الخاصة التي حكمت عليه بالسجن المؤبد لعدم وجود ادلة تثبت ادانته بالتآمر على سوريا وهي التهمة التي حكم بالاعدام على عدد من الساسة والعسكريين على اساسها ومنهم د.محمد فاضل الجمالي واللواء غازي الداغستاني والفريق محمد رفيق عارف والسيد احمد مختار بابان.

قضى السويدي ثلاث سنوات في السجن واطلق سراحه مع الاخرين فغادر هو واحمد مختار بابان إلى بيروت حيث استقر فيها مدونا مذكراته حتى انتقل رحمه الله في 15 تشرين الاول 1968. يقول الاستاذ نجدت فتحي صفوت الذي قدم لكتاب السويدي (وجوه عراقية عبر التاريخ) ان السويدي قد احتك خلال عمله السياسي بالكثير من رجال الحكم وانه كان يدون انطباعاته الشخصية عنهم او يمليها على صديقه المؤرخ خيري العمري.

توفيق السويد في وجوه عراقية عبر التاريخ

طبع هذا الكتاب في لندن سنة 1987 بعد وفاة السويدي بعدة اعوام (توفي في 15 تشرين الاول 1968 ) وكان مؤلفه قد دون تصديرا للكتاب هاجم فيه النظام الجمهوري واتهم من اعتقله بمصادرة مذكراته المخطوطة بستة اجزاء ومسودات (وجوه عراقية) ليعيد تدوين ما ضاع من جديد.

وهو يقول عن كتابه هذا انه يعرض لانطباعاته عن حياة واعمال هؤلاء الساسة ومنهم فيصل الاول وعبد الرحمن النقيب ومحمد الصدر وياسين الهاشمي ورشيد عالي ونوري السعيد وطه الهاشمي ورستم حيدر والملك غازي والامير عبد الاله وسواهم. والملاحظ على هذه العروض صراحة السويدي بقوله انا لم اكتب التاريخ بل اكتب التعليق الذي اعتقد انه كان ينطبق على تلك الشخصيات.. وانا لا ادعي العصمة فيما اكتب وارى.

المصدر

وصلات