بلاد مابين النهرين تحت الحكم العربي

الفتوحات العربية ( 637 م )

يبدو ان اول نزاع بين القبائل البدوية العربية المحلية والقوات الساسانية كان في 634 حين هزم العرب في معركة الجسر. كانت قوة المسلمين 5000 تحت قيادة ابو عبيدة الثقفي حين هزموا من قبل الفرس. في عام 637 كانت قوة اكبر تحت قيادة سعد بن ابي وقاص قد دحرت القسم الاعظم من جيش الفرس في معركة القادسية وتقدمت للسيطرة على المدائن واخذ غنائمها. بعد نهاية السنة التالية (638 )، سيطر المسلمون على معظم ارجاء العراق، وفر آخر ملوك الفرس الساسانيين " يزدجرد الثالث" الى ايران حيث قتل في عام 651 . لقد تبع الفتح الاسلامي هجرة عربية من شرق الجزيرة العربية وعمان. ولم ينتشر القادمون الجدد ويقطنون في كل انحاء البلاد؛ بل اسسوا مدينتين كحاميتين عسكريتين في الكوفة، قرب بابل القديمة، وفي البصرة في الجنوب. كانت الغاية ابقاء االمقاتلين المسلمين مع عوائلهم والدعوة للاسلام وجبي الجزية من دون المسلمين من السكان الذين لم يدخلوا الاسلام بعد. في شمال البلاد ، بدات الموصل تبرز كاهم مدينة وقاعدة للحاكم المسلم ومعسكرات الجند. ماعدا النخبة من الفرس وكهنة الزرادشتية، والذين تم الاستيلاء على ممتلكاتهم، فان معظم السكان سمح لهم بالابقاء على ممتلكاتهم واديانهم.

اصبح اعراق الان ولاية من ولايات الخلافة الاسلامية، والتي امتدت من شمال افريقيا وبعد ذلك من اسبانيا غربا الى بلاد السند ( الان جنوب الباكستان) شرقا. كانت المدينة في البدء هي عاصمة الخلافة، ولكن، بعد اغتيال الخليفة الثالث "عثمان بن عفان" في 656 ، جعل خليفته، ابن عم الرسول وزوج ابنته علي بن ابي طالب ، العراق قاعدته. في عام 661، اغتيل علي في الكوفة، وانتقلت الخلافة الى العائلة الاموية في سوريا. واصبح العراق ولاية تابعة، بالرغم من كونها اغنى منطقة في العالم الاسلامي وبلد اكبر عدد من المسلمين نفوسا. افرز هذا الموقف شعور مستمر بعدم الرضا من حكم الامويين واتخذ هذا اشكالا عديدة.

في عام 680 وصل الحسين بن علي الى العراق قادما من المدينة، على امل ان يناصره اهل الكوفة . لقد ذبح هو وكل اتباعه في كربلاء بعد ان خذله اهل الكوفة، ولكن ذكراه بقيت مستمرة كمصدر الهام لكل من يناوئ الامويين. وفي القرون التالية، اصبحت كربلاء ومرقد علي في مدينة النجف القريبة مركزين مهمين لحج اصحاب المذهب الشيعي ولا زالت موضع تبجيل لحد اليوم. كانت للعراقيين فرصتهم بعد وفاة يزيد الاول في 683 عندما واجه الامويون مخاطر من عدة جهات. في الكوفة اخذ المختار بن ابي عبيد المبادرة مسنودا بالموالي، وهم من المسلمين غير العرب الذين دخلو الاسلام لشعورهم بان الاسلام ينصفهم. قتل المختار في 687، وقرر الامويون بان المطلوب حكما اقسى. عين الخليفة عبدالملك بن مروان (685 – 705 م) الرهيب الحجاج بن يوسف الثقفي حاكما على العراق وكل الشرق. واصبح الحجاج اسطورة كحاكم قاس عادل. لقد انهضت اجراءاته الصارمة المعارضة من قبل النخبة العربية، وكانت في 701 ثورة عارمة قادها محمد بن الاشعث. ولقد دحر العصيان فقط بمساعدة الجنود الامويين . اصبح العراق بعدئذ ولاية محتلة، وبنى الحجاج مدينة جديدة هي واسط، تقع في منتصف المسافة بين الكوفة والبصرة لتصبح قاعدة دائمة لمعسكرات الجيش الاموي. وبطريقة اكثر ايجابية فقد شجع العراقيين على الالتحاق بالحملات التي قادها القائد قتيبة بن مسلم الباهلي بين 705 و 715 والتي نشر الاسلام من خلالها فيما يعرف اليوم باسيا الوسطى. وحتى بعد موت الحجاج في 714 م بقي حكم الامويين قويا على العراق وزاد الامتعاض وانتشر.

الخلافة العباسية

واخيرا ظهر معارضون للامويين في 747 في شمال شرق ايران (خراسان) حيث رفع المولى ابو مسلم الخراساني الرايات السود باسم العباسيين، وهم فرع من عائلة الرسول ( ينتسبون لعمه العباس)، ويتصلون بعلى وذريته. وفي 749 بلغ الجيش القادم من الشرق العراق، حيث لقي مساندة معظم الشعب. العباسيون ذاتهم جاؤوا من منفاهم في الحميمة في جنوب الاردن (الحالية)، وفي 749 نصب اول خليفة عباسي ابو العباس السفاح في مسجد الكوفة.

ان هذه الثورة العباسية قادت الى العهد الذهبي في القرون الوسطى في العراق. كانت خراسان على اطراف العالم الاسلامي ولا تصلح لتكون عاصمة للخلافة، ومنذ البداية، جعل خلفاء العباسيين العراق قاعدة لهم. كان الاسلام في هذا الوقت قد انتشر بعيدا عن محمياته ومدنه الاصلية، بالرغم من ان المسلمين كانوا اقلية السكان.

حكم العباسيون في البدء من الكوفة او قربها، ولكن في عام 762 وجد المنصور عاصمة جديدة على اثرموقع قرية بغداد القديمة. كانت تعرف رسميا بمدينة السلام، ولكن كاسم متداول بقي الاسم القديم. واصبحت بغداد اكبر من اية مدينة في اوربا او غرب اسيا. بنى المنصور مدينة مدورة هائلة باربعة ابواب وكان قصره والمسجد في المركز. كانت هذه المدينة المدورة حصرا لدوائر الدولة، وبعيد انشائها فقد انتشرت الاسواق في ضاحية الكرخ الى الجنوب. وتوسعت ضواحي اخرى، وتطورت من قبل الرجال المقربين: الحربية الى الشمال الشرقي، حيث استقر الجيش الخراساني وعبر دجلة على الضفة الشرقية بني قصر جديد للمهدي ابن الخليفة.

اثبت اختيار موقع بغداد بانه عمل عبقري. فلها مخارج على كل من نهري دجلة والفرات ونظامهما وكانت قريبة من الطريق العام الى جبال زاغروس الى الهضبة الايرانية. كان يمكن جلب الحنطة والشعير من الجزيرة والتمور والرز من البصرة والجنوب بواسطة الطرق المائية. في حلول عام 800 كان سكان المدينة يربو عن 500.000 نسمة وكانت مركزا تجاريا مهما اضافة الى كونها تضم مقر الحكومة. وقد توسعت المدينة على حساب مراكز اخرى، وبهذا تردت احوال كل من العاصمة الساسنية القديمة " المدائن" والمركز الاسلامي "الكوفة".

ان اقصى حالة رفاه بلغتها بغداد ربما في عهد هارون الرشيد ( 786 – 809 )، حيث كان العراق مركز الامبراطورية، وكانت الخيرات تاتي الى العاصمة من كل بقاع العالم الاسلامي. الا ان الخير والاستقرار في القسم الجنوبي من البلاد كان يتاثر باندلاع اعمال الشغب في الجزيرة، وخاصة تمرد البدو بقيادة وليد بن طارف، الذي حارب جيش الدولة بين 794 و 797. وحتى اقوى الحكومات وجدت انه من الصعوبة بمكان فرض سيادتها على ابعد من الاراضي المأهولة.

وبعد وفاة هارون الرشيد في عام 809 كانت هناك حالة خطيرة من عدم الاستقرار. اورث ابنه الامين الخلافة في بغداد ولكنه قسم الخلافة واعطى ابنه المأمون السيطرة على ايران والجزء الشرقي من الامبراطورية . وسرعان ما انفرطت هذه الترتيبات واندلعت حروب اهلية طويلة ومدمرة. قام اتباع الامين بمحاولة فاشلة لغزو ايران في ربيع 811 ولكنهم دحروا في منطقة الري ( شهر الري، جنوب طهران الحديثة). وقام اتباع المأمون برد فعل معاكس وذلك باحتلال العراق، ومن آب 812 ولغاية ايلول 813 فرضوا حصارا على بغداد، في حين كان باقي العراق قد انحدر الى حالة من الفوضى. ان انهيار المقاومة البغدادية وموت الامين لم يحسن الوضعن لان المامون الذي آلت الخلافة اليه قرر ان يدير الحكم من مرو في اقاصي خراسان (ماري الحديثة في تركمانستان). ان الاقلال من شان العراق وحد العديد من المجموعات لخوض مقاومة طويلة ومريرة لحكم المأمون وقادت الى حصار آخر لبغداد. اضطر المأمون اخيرا الى الاعتراف بانه لا يمكنه القيادة من بعد وفي آب 819 عاد الى بغداد.

وعادت بغداد مرة اخرى لتكون مركز الخلافة، ولكن النزاعات الطويلة تركت آثارها المدمرة على المدينة ولحق دمار كبير في الضواحي. قد يكون هذا بداية الانهيار في رخاء المنطقة؛ لقد اشر هذا الانهيار من القرن التاسع فصاعدا. ارسل المأمون قادة لاستعادة كل من مصر ويلاد الشام الى الحكم العباسي والبدء بترميم مراكز الدولة، حيث دمر الكثير من سجلات الدولة خلال المعارك. لقد كان العراق ابان حكمه من بغداد ( 819 – 833 ) مركزا لفعاليت ثقافية مميزة، وخاصة ترجمة علوم وفلسفة الاغريق الى العربية. ولقد جمع الخليفة نفسه نصوصا، وشغل مترجمين مثل الشهير حنين ابن اسحق، واسس اكاديمية في بغداد، بيت الحكمة مع مكتبة ومرصد. ولقد اتبع نهجه مجموعات خاصة مثل اخوان بني موسى. كان لهذه الفعاليات اثرا ليس فقط على الحياة الثقافية الاسلامية بل حتى على الحياة الثقافية لغرب اوربا، حيث ان الكثير من العلوم والفلسفة والتي كانت تدرس في الجامعات في القرون الوسطى كان مصدرها من تلك المصادر العربية، التي ترجمت الى اللاتينية في اسبانيا في القرن الثاني عشر.

لم يكن الوضع السياسي بنفس اللون الوردي. فلم يكن المأمون قادرا على تجنيد قوة كافية من الجنود لتبديل القوة العباسية القديمة التي دمرت خلال الحرب الاهلية، فاصبح يعتمد اكثر فاكثر على اخيه الاصغر، ابي اسحق الذي استطاع من جمع قوة صغيرة لكنها كفوءة من المرتزقة الاتراك، معضمهم من العبيد او العبيد العتقاء من اواسط اسيا. عندما مات المأمون في 833 استطاع ابو اسحق الملقب بالمعتصم من تولي الخلافة من بعده بصعوبة. لم يكن المعتصم مثقفا بل جنديا محاربا واداريا. فقد اتسم حكمه ببدء التحالفات، وخاصة مع الطبقة العسكرية من الاتراك والذين سيطروا على الحياة السياسية في البلد لقرون قادمة. لم يتولى العراقيون العرب مناصب عسكرية بالرغم من استمرار نفوذهم في الادارة المدنية.

تجنيد هذه الطبقة الجديدة من الجند اغاض البغداديين الذين شعروا بانهم قد ابعدوا عن السلطة. دفع هذا الامتعاض المعتصم من ايجاد عاصمة جديدة في سامراء، اكبر مؤسسة حضرية في العراق لغاية القرن العشرين. اختار موقعا على دجلة حوالي 100 ميل الى الشمال من بغداد. هنا بنى مدينة بقصور ومساجد، وشوارع عريضة ومستقيمة، وبيوت مبنية بنظام موحد. ان آثار المدينة، والتي وسعها الخليفه المتوكل الذي اعقبه ( 847 – 861 )، يمكن مشاهدتها على الارض ومن المدهش ان الصور الجوية تظهر جميع مخطط المدينة. اصبحت سامراء مدينة واسعة ولكنها تفتقر الى الخصائص الطبيعية التي تتمتع بها بغداد: فان المواصلات النهرية، والقناة التي تربط الفرات وجنوب العراق كانت اكثر صعوبة، وبالرغم من الاستثمار الهائل فان تجهيز الماء كان دائما غير كاف. احتفظت سامراء بمكانتها فقط عندما كانت عاصمة الخلافة، من 836 ولغاية 892 . وعندما عاد الخلفاء الى بغداد، لم تبد اهمية حضرية مستقلة لذا فقد تقلصت بسرعة الى مدينة من مدن الاطراف، لهذا يمكن مشاهدة آثارها في الوقت الذي اندرست فيه الاثار العباسية البغدادية القديمة. كان النظام الجديد ولقرابة 30 عاما يعمل بصورة حسنة، وكان العراق ولاخر مرة مركزا لامبراطورية كبيرة. لقد انعشت الضرائب التي كانت تجبى سامراء، واستمرت بغداد بالانتعاش تحت حكم عائلة الطاهري . وبقيت البصرة مركزا تجاريا عظيما على الخليج. ان تجنيد الاتراك الذين لا تربطهم اية روابط بالمجتمع المحلي شجع على عدم الاستقرار السياسي. في عام 861 اغتيل الخليفة المتوكل في قصره في سامراء من قبل قطعات ساخطة، وبدات بعدها تسع سنوات من الفوضى السياسية والتي قام خلالها الجنود الاتراك بخلع الخليفة عمليا متى شاؤوا.

وفي عام 865 امتدت الحرب الاهلية بين سامراء وبغداد، مما نتج عنه حصار مدمر آخر لبغداد. ان الفوضى السياسية انحسرت وعاد الاستقرار في 870 مع مجئ الخليفة المعتمد الى سامراء كحاكم شرفي فقط في حين كان اخوه الموفق العسكري الفعال يمارس السلطة الحقيقية من بغداد، ولكن الفوضى السياسية قد ادت ماعليها من خراب مستديم للعراق. معظم ولايات الامبراطورية، سواء على الارض الايرانية شرقا او بلاد الشام ومصر غربا كانت قد انفرطت واعلنت استقلالها. اسوأ واكبر تمرد اندلع في جنوب العراق ذاته. في السنوات الاولى من العهد الاسلامي حيث كان العراق يرفل بالخير، تم جلب الكثير من عبيد شرق افريقيا استخدموا في اعمال زراعية قاسية في مناطق الاهوار في جنوب العراق. بداوا ثورتهم في 869 بقيادة عربي يدعي انه من سلالة علي. كان لهذه الثورة تاثير كبير على الحكومة العباسية: فقد ادت الى ضياع اراض زراعية شاسعة، والاستيلاء على الميناء التجاري العظيم البصرة وتدميره في 871، قام الثوار بتدمير وحرق المساجد والبيوت وذبح الاهالي بوحشية دونما تفريق. وبالرغم من ان البصرة اعيد احتلالها، فمن المستبعد انها عادت الى حالتها الاصلية، وانحسرت التجارة الى مدن ابعد الى الجنوب مثل سيراف ( طاهري الحالية) جنوب ايران. ان سحق هذه الثورة تضمن عمليات برمائية في الاهوار طويلة وشاقة، قادها الموفق وابنه ابو العباس ( الذي اصبح فيما بعد الخليفة المعتضد) من 879 ولغاية الاستيلاء على آخر معقل للثوار في المختارة في 833.

ان حكم المعتضد ( 892 – 902 ) وابنه المكتفي (902 – 908 ) اظهر وحدة العراق تحت السيطرة العباسية. وعادت بغداد مرة اخرى عاصمة، بالرغم من ان الخليفة كان قد اخلى العديد من غرب مدينة المنصور المدورة واصبح مركز الحكومة في الضفة الشرقية واستمر مركزا للمدينة الى يومنا هذا. كانت فترة فعاليت ثقافية عظيمة وكانت بغداد موطنا للعديد من المفكرين، بضمنهم المؤرخ العظيم الطبري، صاحب العمل الكبير الذي ارخ للدولة الاسلامية؛ وعلى كل فبغداد لم تعد عاصمة الامبراطورية العظيمة.

خلال حكم الخليفة الصبي المقتدر ( 908 – 932 ) تدهور الوضع السياسي بسرعة. ان ضعف الخليفة سمح لظهور مكائد وفتن لا نهاية لها ضمن احزاب الوزراء وتطور الى ان قام الجيش بتولي الامور. وفقدت الحكومة في بغداد السيطرة على ثروات واراضي العراق. وكانت الكارثة الاخيرة في 935 عندما اجبر الخليفة الراعي لتسليم كل سلطاته الى قائد مغمور هو ابن رائق.

ان كارثة الخليفة العباسي صحبها كارثة انهيار اقتصادي. انه من المحتمل ان دورة الانحطاط القاسية بدات مع الحرب الاهلية بعد وفاة هارون الرشيد في 809 ، ولم يكن هناك شك بانها قد تفاقمت من جراء طلبات الجنود الاتراك للدفع. لقد قام الاداريون باستمرار باتباع وسائل نفعية قصيرة الامد مثل ضريبة الزراعة والتي شجعت على الابتزاز والاضطهاد، وجعل العسكر اقطاعيين. الاقطاع، نظريا هو منح الحق في جمع واستخدام فوائد الضرائب؛ والتي لا يمكن توريثها او بيعها. الغاية من الاقطاع هو ان يجني الجنود انفسهم مايستطيعون مباشرة من الارض المخصصة لهم. ان هذين الحلين امنا مردودا من استغلال الارض لفترة قصيرة بدلا من استثمارها لفترة طويلة. ماعدا في الشمال، فمعظم الزراعة العراقية كانت تعتمد على الاستثمار في مجمعات الري والنظم المالية الجديدة التي جلبت الكوارث. في 935 نفس السنة التي سلمت فيها الري السلطة الى القائد العسكري ابن رائق، تم شق اعظم عمل اروائي قديم في وسط العراق، وهو قناة النهروان لمنع تقدم الجيوش الزاحفة. ان الضرر الذي حصل لا يمكن اصلاحه، مساحات كبيرة لم يجر زرعها، واخليت قرى كثيرة. ان تدمير القناة كان رمزا لنهاية الحضارة الاروائية التي جلبت الخير الوفير الى بلاد مابين النهرين القديمة وهذا ما ارسى ركائز الساسانيين والحكومات الاسلامية الاولى.

ثورة الزنج ( 869_- 883 م)

(869 – 883 م) ، ثورة العبيد السود ضد امبراطورية الخلافة العباسية. جلب عدد من اصحاب الاراضي (الملاك) البصريون عدة آلاف من زنوج شرق افريقيا الى جنوب العراق لتجفيف الأهوار المالحة شرق البصرة. اخضع االملاك الزنوج، والذين لا ينطقون العربية، الى اعمال شاقة واعطوهم القليل مايسدون به رمقهم. في ايلول 869 قام علي ابن محمد، فارسي يدعي النسب الى الخليفة الرابععلي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت النبي محمد (ص) قام هذا بتاليب وتحريض عدد من هؤلاء العبيد والذين بلغ عددهم مابين 500 الى 5000 رجل – وذلك بان اشار الى الجور وعدم المساواة في وضعهم الاجتماعي ووعدهم بالحرية والغنى. لقي عرض علي هذا استحسانا وجذبهم اكثر حين اعتنق فكر الخوارج. واعلن بان من حق اي كان حتى العبد الاسود ان يكون خليفة وانه سيشن حربا مقدسة على كل من لا يعتنق مذهب الخوارج.

تعاضمت قوة الزنج في الحجم والقوة وانظم اليهم العبيد المدربين الفارين من جيوش الخليفة، اضافة الى بعض الالفلاحين المتضررين. وفي تشرين اول 869 هزموا قوة بصرية، وسرعان ما اتخذوا المختارة عاصمة لهم، بنيت في منطقة ملحية جافة تحيطها القنوات المائية. تمكن الثوار من السيطرة على جنوب العراق باستيلائهم على الابيلا ( في حزيران (870 )، وكانت ميناءا على الخليج، وقطعوا خطوط المواصلات الى البصرة، ومن ثم احتلوا الاهواز في جنوب ايران. وهنا سلم جيش الخلافة الى القائد الموفق، اخو الخليفة الجديد المعتمد ( حكم 870 – 892 ) ولم يكن بمقدوره التعامل مع الثوار. واحتل الزنج البصرة في ايلول 871، واعقبوا ذلك بدحر الموفق ذاته في نيسان 872

بين 872 و 879 وحينما كان الموفق مشغولا في شرق ايران بتوسعات الصفاريين، وهم سلالة ايرانية مستقلة، استطاع الزنج من اخضاع واسط ( 878 ) واسسوا لهم موطئا في خوزستان، في ايران. في 879 نظم الموفق هجوما واسعا ضد العبيد الزنج. وخلال سنة استطاع الاستيلاء على مدينة زنجية اخرى هي المنية. وطرد الثوار من خوزستان وفي ربيع 881 حاصر الموفق المختارة من الضفة الاخرى لدجلة. وبعد سنتين وفي آب 883 وبدعم من المصريين تمكن الموفق اخيرا من سحق الثوار واحتل المدينة وعاد الى بغداد برأس علي.

فترة البويهيين (945 – 1055 م)

بعد عشر سنوات من الفوضى، حين كان ابن رائق وامثاله يتصارعون من اجل السلطة، كانت قد حصلت هناك فترة استقرار في عام 945 حينما احتلت بغداد من قبل زعيم البويهيين معز الدولة. كان البويهيون قادة شعب الديلم من مناطق جنوب شرق بحر قزوين. لقد استغل اقوام الجبل هؤلاء الفوضى السائدة لاحتلال غرب ايران في عام 934 وتحركوا الان نحو العراق. اسس معز الدولة مقره في بغداد، ولكن هذا النظام لم يحكم العراق بكامله. وفي العاصمة ذاتها كان هناك توتر دائم بين الديلم والاتراك الذي كانوا تقليديا يشكلون القوة الرئيسة. وعندما اعلن البويهيون التصاقهم بالشيعة، صار التوتر ياخذ طابع العنف بينهم وبين انصار السنة وهم الاغلبية. بدات بغداد بالتفكك الى عدد من المجتمعات الصغيرة، بين شيعة وسنة وكل بنى جدارا ليحميه من جيرانه. ولقد دمرت مناطق واسعة بضمنها اجزاء من مدينة المنصور المدورة. وازدادت المشاكل بفقدان السيطرة على الجزيرة في شمال العراق، والتي كانت تجهز بغداد بالحبوب. ولقد كان عدد سكان بغداد كبيرا بحيث لا يمكن اطعامهم من غلة ارض بغداد و عندما اندلع الصراع السياسي فان عجز تجهيز الحبوب من الجزيرة اضاف الى بؤس الشعب بؤسا آخر. قام البويهيون وفي مجال واحد بالابقاء على الطابع القديم بدلا من التغيير الكامل، فقد سمحوا لخلفاء العباسيين من البقاء حبيسي اماكنهم وقصورهم في بغداد. اما من نسي منهم اين تقبع السلطة الحقيقية فقد كان يذكر بقسوة.

منذ بداية القرن العاشر كان العراق مقسما سياسيا، ونادرا ماسيطر البويهيون الذين كانوا في بغداد على كل المنطقة كما كان اسلافهم من العباسيين. اما الاراضي المحيطة بالبصرة فغالبا ما كانت بيد الامراء البويهيين المنافسين، وكان الشمال يسير باتجاه اخر. تدهور الاقتصاد وان آثار مشاريع الري المندرسة والتي كانت تنعش وسط وجنوب العراق لم يكن لها تاثير على الجزيرة، حيث الزراعة هناك كانت تعتمد على الامطار؛ ولم تكن المنطقة اساسا بغنى الجنوب ولكنها اقل منها تاثرا بالاضطرابات السياسية. كانت الموصل ومنذ الفتح الاسلامي اكثر مدن الجزيرة اهمية، واصبحت الان مركزا اقليميا مهما. كانت المنطقة تحت سيطرة الحمدانيين. اساسا هم اسياد تغلب العشائر البدوية التي تسكن الجزيرة، وانظم قسم منهم الى جيش الدولة العباسية. وفي عام 935 بويع قائدهم ناصر الدولة حاكما على الموصل مقابل ماتبرع به من مال وارزاق وحبوب الى بغداد وسامراء، بالرغم من انه لم يدفع المال او احبوب على اساس منتظم. قوى الحمدانيون موقعهم بتجنيد جنود اتراك في جيشهم وتاسيس علاقات جيدة مع القبائل الكردية في جبال الشمال.

تولى في عام 967 الحكم ابو تغلب ابن الحاكم ناصر الدولة، ولكن في عام 977 احتل عظيم البويهيين عود الدولة الموصل وطرد الحمدانيين خارجها. لم يوحد هذا النصر العراق لفترة طويلة؛ فبعد وفاة عود الدولة في 983 انفلت شمال العراق من يد خلفه الضعيف. وتزايدت قوة شيوخ بني عقيل في الشمال وهم من القبائل البدوية الكبيرة في منطقة الجزيرة. وفي بدايات القرن الحادي عشر سيطر قرواش قائد العقيليين على الموصل والجزيرة. وعلى نقيض البويهيين والحمدانيين، فقد عاش شيوخ العقيليين في مخيمات في الصحراء بدلا من المدن، واعتمدوا على رجال قبائلهم بدلا من الاتراك او جنود الديلم. وفي 1010 امتدت سلطة قرواش جنوبا الى الكوفة، مع ان بغداد ذاتها لم تصبح تحت سيطرة البدو، وحاول تدبير حلف مع الخليفة الفاطمي في مصر. منذ ذلك الوقت بدات سلطته بالهبوط، وفي بدايات ال1040 وجد بنو عقيل انسهم مهددين من قبل عدو جديد، هم الاغوز وهم قبائل تركية زحفت من ايران. وفي 1044 احتلوا شمال غرب الموصل، واقتتل الاتراك والعرب البدو في معركة فاصلة، حيث انهزم الاتراك شر هزيمة. وبالرغم من ان القليل قد اورده المؤرخون، فمن المحتمل ان هذه المعركة اثبتت ان سكان السهول من شمال العراق بقوا ينطقون العربية، عكس سكان الجبال في الاناضول في الشمال الذين يتكلمون التركية.

وفي الجنوب ايضا اصبح البدو ذوو سلطة واسعة. على حدود الصحراء في منطقة الكوفة يوجد بني مزيد، شيوخ قبيلة بني اسد، الذين اسسوا دولة صغيرة وصلت اوجها في عهد الحكم الطويل لدبيس ( 1018 – 1081 ). خلال هذا الوقت كان معسكرهم الاساس ( الحلة) اصبحت مدينة مهمة و اصبح اسم الحلة بدل المدينة الاسلامية القديمة الكوفة كاكبر مركز حضري في المنطقة.

بقيت بغداد والمناطق المحيطة بها من اسفل دجلة وحتى الخليج تحت حكم البويهيين. في عام 978 تم احتلال بغداد من قبل البويهي عود الدولة(حاكم فارس) (جنوب غرب ايران). وفي السنوات الخمسة التي سبقت وفاته في 983 حاول مرارا لاعادة بناء الادارة، للسيطرة على البدو ولتوحيد الموصل مع باقي اجزاء العراق الجنوبية. اضافة الى كونه نموذجا للتعلم فقد عمل جاهدا لاعادة اعمار انظمة الري المخربة. كان تصميمه هذا فريدا، فللاسف بعد وفاتهقسمت البلاد التي كان يحكمها. لقي حكام البويهيين التالين صعوبة في فرض حكمهم حتى على بغداد والاراضي المحيطة بها مباشرة. ولقد ضاعف الفقر مشاكلهم؛ فلقد اضطر جلال الدولة ( حكم من 1025 الى 1044 ) الى اخلاء سبيل خدمه واطلاق خيوله لانه لم يستطع اطعامهم.

مثلت بغداد صورة الدمار في عهده. لقد قام اللصوص وقطاع الطرق بالعيش من خلال الاختطاف والابتزاز واصبح الخلاف بين الشيعة والسنة عنيفا جدا. فالشيعة ، وان كانوا اقل عددا الا انهم كانوا يلقون تشجيعا من الامراء البويهيين الذين كانوا يبغون دعمهم. هذا مادفع بالسنة للتطلع الى الخلفاء العباسيين لقيادتهم. الخليفة القادر (991 – 1031 ) اعلن قيادة السنة واصدر بيانا، سمي بالرسالة القادرية (1029 ) والتي تتضمن الخطوط الاساسية لمذاهب السنة. ولم يسعى الى اي سلطة سياسية.

بالرغم من اختلال النظام والفوضى السياسية الا ان بغداد بقيت مركزا ثقافيا. ان عدم وجود سلطة سياسية حازمة كان يعني ان حوارا حرا وتبادل الاراء كان افضل مما لو كان هناك نظام حازم متسلط. انتهى عهد فوضوي لكنه غزير بالانتاج الثقافي من تاريخ العراق في كانون اول 1055 حين دخل قائد السلاجقة الاتراك توغرل بيك مدينة بغداد بقواته واسس بسرعة حكومة على معظم اراضي العراق. ولقد شهد العراق تغيرات كثيرة منذ القرن السابع. لقد اختفى الكثير من مظاهر الاختلاف العرقي والديني والطائفي في آخر ايام الساسانيين في العراق. ماعدا العسكر الاتراك والاكراد في المناطق الجبلية فمعظم سكان العراق الان يتكلمون العربية. وكان لايزال هناك مجتمعات مسيحية، وخاصة في المناطق الشمالية حوالي تكريت والموصل، ولكن اغلبية السكان الان هم من المسلمين. وضمن المجتمع المسلم كان هناك تفرقة مهمة بين السنة والشيعة. وفقد العراق ايضا موقعه كاغنى منطقة في الشرق الاوسط. لا تتيسر ارقام ولكن يمكن افتراض ان عدد السكان قل بشكل كبير، ومن الواضح ان العديد من السكان ممن استطاع الهرب من اوضاع الفوضى قد هاجر الى مصر. لقد فقد العراق موقعه الامبراطوري الى الابد.

السلاجقة ( 1055 – 1152 )

لقد دخل القائد السلجوقي السني توغرل بيك بغداد في كانون اول 1055 وقد اسر المالك الرحمن ( 1048 – 55 ) امير البويه واودعه السجن . ومن دون ان يلتقي الخليفة العباسي فقد واصل حملته ضد العقيلين في الموصل واحتل المدينة في 1057 ونصب الحاكم العقيلي واليا نيابة عن السلاجقة. وفي عودته الى بغداد في 1058 استقبل الخليفة القائم (1031 – 75 ) القائد توغرل والذي اسبغ عليه لقب "ملك الشرق والغرب."

في 27 كانون اول 1058 وحين كان توغرل مشغولا في مكان آخر قام العبد البويهي القائد ارلان الظفر البصاصيري والقائد العقيلي قريش بن بدران ( 1052 – 61 ) باحتلال بغداد واعترفوا بالمستنصر الخليفة الفاطمي الشيعي على مصر وسوريا وارسلوا اليه شارة السلطة كتذكار. قام البصاصيري باحتلال القائم وبمساعدة مزياديد دوبيس الاول ( 1018 – 81 ) بسط نفوذه بسرعة على واسط والبصرة.

سحب كل من الفاطميين والمازياديين اسنادهم وقتل البصاصيري من قبل قوات السلاجقة في 1060 . توغرل اعاد تنصيب القائم كخليفة الذي منحه من بعد ذلك شرفا اضافيا بمنحه لقب سلطان، ولقد عثر على مسكوكات نقدية بالاسمين الخليفة والسلطان. حاول السلاجقة من تخليص العراق من نفوذ ابويهين. وذلك بابدال كل الامراء البويهيين بسلاطين سلاجقة في الوقت الذي لم يفرق ذلك كثيرا، للخليفة العباسي الذي بقي في ايدي العساكر الاقوياء. وبالرغم من ان بغداد بقيت مركز الخليفة، الا ان السلاطين السلاجقة اسسوا عاصمتهم في اصفهان في المناطق الفارسية من العراق. ان العلاقة التي كانت سائدة بين الخليفة والسلطان وضحها المؤرخ العظيم الغزالي ( المتوفى في 1111 ) كما يلي:

" ان الحكومة في هذه الايام هي منطقيا ماتمليه السلطة العسكرية فحسب، فمن يمتلك السلطة العسكرية هو من يعطي ولاءه لشخص الخليفة. ومن يمارس سلطة مستقلة فما دام يبدي ولاءا للخليفة في مجال امتيازاته (السيادية)، نفس الشي هو السلطان الذي تطبق اوامره واحكامه في العديد من اجزاء الارض."

هذه وغيرها من العقائد السياسية الدينية كانت قد عممت على نطاق عالمي من خلال انتشار اسلوب المعاهد الثقافية ( المدارس)، فلكونها مرتبطة بالوزير السلجوقي القوي نظام الملك ( المتوفي في 1092 ) وهو ايراني من خراسان. والمؤسسات التعليمية هذه كانت تسمى النظامية على شرفه. واشهرها النظامية في بغداد التي اسست في 1067 . لقد جاهد نظام الملك من اجل خلق سلطة سياسية مركزية قوية، وركز على السلطان ونموذج السياسة الساسانية التي سبقت الاسلام في ايران وعلى بعض الحكام المسلمين الاوائل. تحت حكم من خلف ترغل وخاصة الب ارسلان و مالك شاه، فان ماسمي بالامبراطورية السلجوقية العظيمة قد طبقت درجة معينة من المركزية وقام السلاطين والامراء باحتلال شرق ووسط الاناضول باسم الاسلام وطردوا الفطميين من سورية.

في النصف الثاني من القرن الحادي عشر والنصف الاول من القرن الثاني عشر قام السلاجقة الاتراك بالتدريج بتاسيس حكم مباشر على كل اللاجزاء العربية من العراق. وتم اخيرا ازاحة العقيليين من شمال العراق من قبل تاج الدولة توتوش (1077 – 1095 ) وهو من الفرع السوري للعائلة السلجوقية. واصبح شمال العراق الان تحت حكم امراء السلاجقة وحكامهم، الذين غالبا ماكانت اصولهم من العبيد. احد هؤلاء الحكام هو عماد الدين زنكي، فبانهيار سلطة سادته السلاجقة اوجد سلالة مستقلة هم الزنكيين. فرع من هذه السلالة حكمت الموصل من 1127 ولغاية 1222 . كانت الموصل ابان الغزو المغولي بيد قائد من العبيد هو بدر الدين لولو ( 1222 –59 ). كان المازيديون في جنوب العراق قادرين على توسيع نفوذهم في اوائل 1100 استولوا على مدينة هيت وواسط والبصرة وتكريت. وفي 1108 كان ملكهم صدقه قد اندحر وقتل من قبل السلطان السلجوقي محمد طبار ( 1105 –8 ) ولم تسترجع هذه السلالة اهميتها السابقة. ولقد طرد المازياديين اخيرا من قبل السلاجقة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، واحتلت عاصمتهم الحلة من قبل قوات الخليفة.

الفترة العباسية الاخيرة (1152 – 1258 )

بموت محمد طبار اصبحت دولة السلاجقة العظيمة متقسمة بين اخي محمد سنجار ومقره في مرو في خراسان وبين ابنه محمود الثاني (1118 –31 )، والمتمركز في همدان الايرانية من العراق. حاول السلاطين السلاجقة العراقيين هؤلاء ادامة السيطرة على الخليفة العباسي في بغداد ولكن لم تتكلل محاولاتهم تلك بالنجاح، وفي عام 1135 قاد الخليفة العباسي المسترشد بنفسه جيشا ضد السلطان مسعود وكان قد دحر ثم اغتيل فيما بعد. عين السلطان مسعود االخليفة المقتفي (1136 – 60 ) ليخلف اخاه المسترشد. بعد وفاة المسعود تمكن المقتفي من تاسيس دولة الخلافة ومقرها في بغداد بعد احتلاله كل من الحلة والكوفة وواسط وتكريت.

ان اهم شخصية في احياء سلطة الخلافة المستقلة في العراق العربي والمناطق المحيطة به

عندما اصر تكيش بعد بضع سنين على اعتراف رسمي اكبر من قبل الخلافة رفض الناصر واندلع قتال حاسم بين الاثنين. واستمر الصراع الى ان وصل الى ابن تكيش، خوارزم شاه علاء الدين محمد ( 1200 – 20 )، الذي طلب ان يتنازل الخليفة عن السلطة الوقتية التي بناها العباسيون بعد اندحار السلاجقة. وعندما فشلت المفاوضات اعلن محمد خلع الناصر واعلن ان مناطق ايران الشرقية ضد الخليفة وزحف الى بغداد. في 1217 استطاع محمد من الاستيلاء على معظم غرب ايران ولكن قبل دخوله الى عاصمة الناصر هلك الجزء الاعظم من جيشه يعواصف ثلجية في جبال زاغروس. منحت هذه الحادثة الناصر وخلفه وقتا قليلا من الهدوء بالرغم من الخطر القادم من الشرق.

المصدر

وصلات خارجية