خان مرجان

أنشأ خان مرجان في عهد السلطان الجلائري الثاني (أويس أبن الشيخ حسن) و هو أول من ثبت هذه الدولة المترنحة . و(ويس) هذا الملقب( بمعز الدين) تولى السلطة بعد أبيه عام 1356م ومما ذكر عنه انه كان جميل المنظر والمظهر وكان أهل بغداد يتسابقون لرؤيته عندما يخرج مترجلا فرسه للتمتع بطلعته البهية .ومن مناقبه انه كان رجلاً مرهف الإحساس، وشاعرا وفنانا ونقاشا ومبدعاً في الخط والموسيقى. وكان في خدمته كرئيس للخدم أو(اغا الحرم) مملوك رومي الأصل يلقب بـ(الخواجة مرجان).

نبذة

وخان مرجان بني عام 1358 بعد عامين من المدرسة ويقع اليوم مقابل جامع مرجان من الجهة الغربية في شارع السموأل على موقع المدرسة النظامية الشهيرة.وهو خان مغطى على عكس ما الفته عمارة الخانات العراقية، حتى أطلق عليه الترك (خان الأورتمة) أي (الخان المغطى المستور) ثم استعملوه كعنبر للجمارك . ويرد في الكتابة التي تعلو باب الخان بعد البسملة النص التالي : ( أمر بإنشاء هذا التيم والمنازل والدكاكين المولى المخدوم الأمر الصاحب الأعظم الأعدل ملك ملوك الأمر في العالم ، صاحب العدل الموفور ،عضد السلطنة والأمارة،حامي مرتبة الأمارة والوزارة ،افتخار شهد الأوان،المخصوص بعناية الرحمن أمين الدين أمين الأولجايتي، وقفها على المدرسة المرجانية ودار الشفاء بباب الغربة …تقبل الله تعالى منه الطاعات في الدارين، وبلغه نهاية المراد، وكان الفراغ منه سنة ستين وسبعماية ،والحمد لله وحده ،وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي العربي).

وقد هدم جزء كبير من المدرسة التاريخية هذه في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين على يد أمين بلدية بغداد "أرشد العمري" وذلك بغرض استقامة شارع الرشيد. ومخطط الخان مستطيل الشكل حيث يبلغ طوله 30.25م وعرضه 11.40م ويبلغ ارتفاع ذروة عقادته 14م. ويتكون المخطط من بهو وسطاني واسع تحيط به 22 غرفة تفتح أبوابها عليه يعلوها في الطابق العلوي عدد 23 غرفة وتفتح الغرف على شرفة أو طنف من جهاته الأربع على ارتفاع 6م. والخصوصية الفذة التي تصل الى حد العبقرية في عمارة هذا المعلم تكمن في تسقيف بهوها بقبو يشمل الطابقين مقطعه عقد مدبب مرسوم بأربعة أقواس..وتتميز هذه الطريقة ببناء عقود من الآجر عرضية متساوية توضع بعرض القاعة أو الإيوان وتتوالى وراء بعضها في الاتجاه الطولي ويملأ ما بين كل عقدين بقبو عرضي يسير بين الجدارين الجانبيين ويرتفع نصف دائرته فوق قمتي العقدين اللذين يحصرانه وكأن القاعة قد غطيت بقبو طولي كبير ينقسم الى جملة عقود متوالية تفصل بينها أقبية عرضية ومما يدعو للإعجاب تسقيفه بثمانية (طوق) ضخمة جزئية عالية وهنا نقف عند آثار تلك الحقبة التي أراد لها (نصير الدين الطوسي) وبعض المخلصين لإرث بغداد أن يعيدوا لها المجد الغابر دون أن يفلحوا في مسعاهم ولاسيما بعد أن حل فيها (تيمورلنك) ودولتا الخروف الأبيض والأسود التركيتان ، ثم الفرس الصفويون وتلاهم الترك العثمانيون الذين تعاملوا بسفهٍ مع ارثها حتى لم نجد معلماً يستأهل الانتباه خلال تلك الحقبة حيث لم تخلُ إلا من مجموعة من المساجد التقليدية المشادة في ثنايا المدينة وعلى أنقاض خرائبها والتي لم تأت بأدنى جديد أو إبداع معماري.

المصدر