تل حسونة

تل أثري يقع على بعد 35كم جنوب غربي الموصل، في منطقة جبل سنجار في شمالي العراق، تبلغ أبعاده 200×150م وارتفاعه 7م، نُقب في الأربعينات من القرن العشرين من قبل فؤاد سفر، من دائرة الآثار العراقية، وسيتون لويد S.Lioyd من المدرسة البريطانية للآثار في العراق، فغدا أحد أهم مواقع عصور ما قبل التاريخ في بلاد الرافدين.

تعود مرحلة الاستيطان، الأهم في التل، إلى النصف الثاني من الألف السابعة ق.م، وقد جسدتها ست طبقات أثرية متتالية.

الطبقات

الطبقة الأولى والأقدم، لم يُعثر فيها على آثار بناء وإنما مجرد مواقد وحفر تخزين، كما كانت الأواني الفخارية بسيطة وخالية من العناصر الزخرفية، وهناك القليل من الأدوات الحجرية والأوبسيديانية، كل ذلك يشير إلى استيطان بدائي أُطلق عليه اسم حضارة ما قبل حسونة Pre-Hassuna.

ومع الطبقة الثانية، بدأت بالظهور الآثار التي نُسبت إلى حضارة حسونة Hassuna Culture بمعناها الدقيق، فقد ظهرت البيوت المؤلفة من عدة غرف، ذات وظائف مختلفة، وهناك المخازن والمواقد والأفران، كما وُجدت الأواني الفخارية المتطورة.

وفي الطبقة الثالثة حتى السادسة، حصل في الموقع تطور كبير، فقد أصبحت البيوت أكبر وغرفها أكثر، وخاصة بيوت الطبقة الرابعة، وبلغت صناعة الفخار أوج ازدهارها، فصنعت الأواني المتنوعة الأشكال والأحجام والمزخرفة بالحزوز أو بالتلوين، وهناك الكثير من الأواني التي زخرفت بالحزوز وبالتلوين في الوقت نفسه وحملت صوراً إنسانية وحيوانية متنوعة، وهي أوانٍ ينسبها الباحثون إلى ما يعرف بحضارة سامرَّاء التي ظهرت في المرحلة الأخيرة من حضارة حسونة، أي في نهاية الألف السابعة وبداية الألف السادسة ق.م. وفي جهة ثانية من التل، كُشف عن آثار استيطان تعود إلى حضارتي حلف وعبيد المؤرختين في الألفين السادسة والخامسة ق.م.

الاثار

عُثر في تل حسونة على آثار منوعة، بينها الأدوات الحجرية، وخاصة المناجل والفؤوس وأحجار المقاليع والأحجار النادرة، وهناك الخرز وبعض الأختام الحجرية المسطحة التي تحمل زخارف هندسية والدمى الإنسانية الصغيرة، وغير ذلك من اللقى التي تدل على أن الموقع يمثل مستوطنة زراعية، زرع سكانها القمح والشعير والذرة، ودجنوا الغنم والماعز والبقر والخنزير، كما اصطادوا الغزال والبقر الوحشي، وعرفوا الحياكة والنسيج، وصناعة الفخار وشيّه في أفران كبيرة. دفنوا موتاهم خارج مناطق سكنهم ووضعوا الأطفال منهم في جرار فخارية.

على الرغم من قدم التنقيب الذي جرى في التل، فإن تل حسونة يبقى واحداً من المواقع الرئيسة لحضارة حسونة التي انتشرت على مساحة واسعة من الجزيرة العراقية والسورية، وعاصرت جزئياً حضارات سامراء وحلف والعبيد، وكان لها دور مهم في إنجاز البنى الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الزراعية التي أسست للحضارات التاريخية الباكرة في المشرق العربي القديم.

مراجع

- Lioyds, F.Safar, Tell Hassuna Excavations in 1943-1944, Journal of Near Eastern Studies 4 (1945).

- J.L.Huot, Les premiers villageois de Mésopotamie, Armand colin (Paris1994).

المصدر