عبد المحسن سعدون

نبذة تاريخية

هو عبد المحسن بن فهد علي ثامر السعدون ولد في مدينة الناصرية 1889م وانتحر 1929م وتقلّد أربعة وزارات. وهو واحد من رموز الوطنية العراقية ، عضو المجلس التاسيسي وثاني رئيس وزراء في العهد الملكي في العراق بعد نقيب اشراف بغداد عبدالرحمن النقيب كان ينتمي إلى أسرة آل سعدون،من الأشراف زعماء قبيلة المنتفق، وصار عضواً في مجلس النواب العثماني ممثلا مع شخصيات اخرى للولايات العراقية ،وكان ضابطا رفيعالمستوى في الجيش العثماني وكان من المناهضين للاحتلال البريطاني للعراق كما ساهم في المعارك ضد قوات الجنرال مود . وبعد ذلك كان من المعارضين لسياسة الانتداب البريطانية على العراق . انتمى للجمعيات السرية التي تدعوا لاستقلال العراق وبعدالاستقلال واثناء تأسيس الدولة العراقية تم تداول اسمه من قبل المجلس التأسيسي ليخلف عبد الرحمن النقيب حيث ورد اسمه في المراسلات الخاصة بتأسيس العراق .

وفي عام 1922 تولى منصب رئاسة الوزراء أربع مرات في الأعوام 1922, 1925, 1928, 1929، خلال فترة الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى، وحاول التوفيق ولو بحدهالأدنى بين الإرادة الوطنية وبين إرادة سلطة الاحتلال. حاول أن يجعل من العراق دولة ذات قرار مستقل تسير نحو الاستقلال، وتستفيد من قوة المحتل، من مبدأ التعاون مع حليف قوي لا من مبدأ المقهور، في المحافظة على سلامة أراضيه ووحدة بلده واستقلال وطنه.

سعى عبد المحسن السعدون لتكوين أجهزة دستورية برلمانية قوية تساعدالعراقيين على الوصول إلى غايتهم، وحرص على إبقاء «الموصل» جزءا لا يتجزأ من العراق، على الرغم من مطالبة تركيا به، وعالج مسألة الأكراد بكل حكمة وموضوعية، كماعمل جاهداً على إلغاء بعض المعاهدات والامتيازات الأجنبية التي فرضتها تبعية العراق للدولة العثمانية.

وعالج بكل صراحة ووضوح مسألة الديون العثمانية وامتيازات النفط، محاولا تخليص العراق من ثقل الأعباء المالية، ثم التدرج في وضع اليد على مرافقه الاقتصادية مثل سكة الحديد وميناء البصرة.

هذا كله وهو يحاول التوفيقبين إرادة دولة عظمى محتلة ومجاراتها، وبين استخلاص ما يمكن استخلاصه من امتيازاتلشعبه ووطنه، وتهيئة العراق للأخذ بزمام أموره في المجال العسكري والاقتصادي والسياسي، وذلك حينما أصر وبقوة على استقلال العراق ودخوله عصبة الأمم، خاصة بعدما ضمن قضية الموصل بعقد المعاهدة الإنكليزية التركية العراقية، في 5 حزيران 1926،لكن عندما علم أن الإنكليز أخذوا يتنصلون كعادتهم من التزاماتهم، وإدراك أنه لاسبيل إلى التوفيق، وأنه وصل إلى نهاية الطريق المسدود، وأنه لا يمكن أن يخون مبدأهوشعبه، قرر حينها أن يكون رمزاً كأول سياسي عراقي أدرك عمق التناقض في التوفيق بين قوةالاحتلال وإرادة الاستقلال، فكانت حياته ثمناً لإدراكه هذه الحقيقة.. رحل السعدون جسدآ وبقيه معنا تاريخه الوطني المشرف وكلماته التي كتبها لابنه علي في وصيته قبل انتحاره الذي سوف تتناقلها الاجيال ويخلدها التاريخ ..

عيني ومدارس تنادي بني علي :

سامحني من أجل الجناية التي ارتكبتها .لاني سئمت هذه الحياةوعجزت منهآ لم ار من حياتي لا لذة ولا ذوقآ ولا شرفآ ،الامة تنتظر الخدمه الانكليزلا يوافقون ،ليس لي ظهير .العراقيون الذين يطلبون الاستقلال ضعفاء وعاجزون وبعيدونكثيرآعن الاستقلال .هم عاجزون عن تقدير نصائح أمثالي من اصحاب الشرف .يظنونني خائنا للوطن وعبدآ للانكليز مااعظم هذة المصيبه.أنا الفدائي لوطني الأكثر اخلاصا قد صبرت على انواع الاهانات وتحملت انواع المذلات .وماذلك الامن هذة البقعه المباركه التيعاش فيها آبائي واجدادي مرفهين .

يابني ان نصيحتي الاخيرة هي :

ان تشفق على اخوتك الصغار الذين سيبقون يتامى ،،وتحترم والدتك ،،وتخلص لوطنك

ان تخلص للملك فيصل وذريته اخلاصا مطلقا .. سامحني بني علي

عندما سمع الملك فيصل خبر انتحاررئيس الوزراء عبد المحسن السعدون ذهب مسرعا الى بيت السعدون ووقفه امام جثمانه

وهوه يبكي قال. والله لقد خسرتك وخسرك العراق ... والامة التي تلد مثلك ياعبدالمحسن لن تموت

رحم الله أبا علي، مات وليس لعائلته دار تسكنها، فقررت الحكومة بعد موته تخصيص (50 ألف روبية) لشراء مسكن لعائلته

ويرحمه الله، فقد مات وليسله في البنوك رصيد تعيش منه عائلته من بعده، فقررت الحكومة تخصيص راتب شهري مقداره (1200 روبية) لعائلته.

رحل السعدون ولم يسم شارع باسمه، فقررت الحكومة تسمية (شارع البتاوين) باسم شارع السعدون تخليداً لذكراه.

رحل السعدون عن عيون أهلالعراق ولقي في قلوبهم حباً فكلما ضاقت بهم الدنيا تذكروا عبد المحسن السعدون،وكلما هزتهم العواصف والمحن تذكروه، وكلما سقطت تماثيل الطغاة التفوا حول تمثال عبدالمحسن السعدون، وكلما أهينت كرامة العراق التفتوا نحو نصب عبد المحسن السعدون عله ينتفض فيخلصهم مما هم فيه.

انها العظمة ولا شك ولك أن تقارن بين رجل ضحى بحياتهمن أجل العراق وكرامة شعبه وسيادة أراضيه وبين من خانه و ضحى بالعراق وكرامة شعبه وسيادة أراضيه من أجل كرسيه، لقد جعل عبد المحسن السعدون من العراق بلد الدستورية والديمقراطية والحرية .

المصدر

مجلة الابتسامة

وصلات خارجية

جريدة المؤتمر