بكر صدقي
الفريق بكر صدقي هو أحد الضباط الشريفيين الذين اعتمد عليهم الشريف الحسين بن علي ملك الحجاز قبل الحرب العالمية الأولى، والذين انضموا إلى الأمير فيصل ابن الحسين عندما تم تنصيبه ملكاً على العراق من قبل المحتلين البريطانيين في 25 تشرين الأول عام 1920. ولد بكر صدقي عام 1866 من أبوين كرديين ، في قرية [ عسكر ] قرب كركوك . درس في الأستانة، في المدرسة الحربية وتخرج منها ضابطا في الجيش العثماني، وشارك في الحرب العالمية الأولى، في آخر سنيها، وبعد نهاية الحرب واندحار الإمبراطورية العثمانية، انضم إلى الجيش العراقي الذي أسسه المحتلون في 6 كانون الثاني 1921 برتبة ملازم أول.
رغم كون بكر صدقي من أبوين كرديين ، فقد كانت له ميول قومية عربية ، ولذلك فقد تلقفه أنصار القومية العربية ،من طبقة الحكام العراقيين ، وتدرج في رتبته العسكرية حتى وصل إلى رتبة فريق ركن في عهد الملك غازي ، واشتهر بالقسوة والعنف عندما قاد الجيش العراقي ضد ثورة الآشوريين عام 933 ، على عهد وزارة رشيد عالي الكيلاني، ثم ضد الحركة البارزانية، وضد ثورة العشائر في منطقة الفرات الأوسط عام 1935 ، وتوطدت العلاقة بينه وبين وزير الداخلية آنذاك السيد [ حكمت سليمان ] الذي أحبه كثيراً .
الأعداد للانقلاب
في أواخر عهد وزارة ياسين الهاشمي الثانية ، اشتد الصراع بين الوزارة والمعارضة ، التي عملت جاهدة لإسقاط الوزارة التي سعت للتمسك بالحكم بكل الوسائل والسبل، وفي تلك الأيام كان بكر صدقي، الذي شغل منصب قائد الفرقة العسكرية الثانية يتردد باستمرار على دار قطب المعارضة المعروف [حكمت سليمان]، كان الحديث يدور حول استئثار وزارة الهاشمي بالحكم رغم افتقادها للتأييد الشعبي، وحين ذلك الحين اختمرت في ذهن بكر صدقي فكرة إسقاط وزارة الهاشمي بالقوة ، عن طريق القيام بانقلاب عسكري .
كان بكر صدقي على علاقة وثيقة بالفريق [عبد اللطيف نوري ] قائد الفرقة العسكرية الأولى، وقد عرض عليه بكر صدقي فكرة الانقلاب العسكري، لإسقاط وزارة الهاشمي الذي بدوره حبذ الفكرة ، وتعهد على العمل معه ، جنباً إلى جنب، وبدأ الاثنان يهيأن لحركتهم، واستطاعوا أن يضموا إلى صفوفهم قائد القوة الجوية العقيد [محمد على جواد ] .
سارت الأمور بتكتم شديد، مما تعذر على الاستخبارات العسكرية كشف الحركة قبل وقوعها، وجاء موعد مناورات الخريف للجيش عام 1936، ووجد بكر صدقي ضالته المنشودة بهذه الفرصة، فقد كانت خطة المناورات تقتضي إجراءها فوق [جبال حمرين]، بين خانقين وبغداد، وكان المفروض أن تكون الفرقة الأولى بقيادة الفريق عبد اللطيف نوري في موضع الدفاع عن بغداد، وفي 29 تموز 1936 سافر رئيس أركان الجيش الفريق [ ياسين الهاشمي ] شقيق رئيس الوزراء في مهمة إلى خارج العراق، وأناب عنه الفريق [عبد اللطيف نوري]، مما سهل على الانقلابيين الأمور كثيراً كان موعد المناورات قد حُدد يوم 3 تشرين الأول 1936، ولغاية 10 منه، ولذلك فقد قرر بكر صدقي تنفيذ الانقلاب خلال هذه المناورات، وجرى الاتفاق على نقل الفرقة الثانية من [قرة تبة ] إلى[ قرغان ] ليلة الثلاثاء 26على 27 تشرين الأول على أن يجري تسلل وحدات الفرقة ليلة الخميس المصادف 28 على 29 منه إلى [ بعقوبة]التي تبعد حوالي 60 كم عن بغداد .
كما جرى الاتفاق على نقل الفرقة الأولى من [ بلدروز ] في لواء ديالى فجر يوم الخميس 29 منه لتلتحق بالفرقة الأولى في بعقوبة، وجرى نقل العتاد للمدفعية من قبل بعض الضباط المؤتمنين في السليمانية، وقد جرى كل ذلك بتكتم شديد بحيث لم تستطع الاستخبارات العسكرية اكتشاف التحرك .
وفي يوم الثلاثاء المصادف 27 تشرين الأول، جرى لقاء قبل تحرك القوات الانقلابية بين بكر صدقي وعبد اللطيف نوري، واتفقا على موعد تنفيذ الانقلاب وتفاصيل الخطة، وجرى الاتفاق على تسمية حركتهم [القوة الوطنية الإصلاحية ]، وطلبا من السيد [ كامل الجادرجي ] إعداد مذكرة إلى الملك غازي يطلبان فيها إقالة حكومة ياسين الهاشمي، وتكليف السيد[حكمت سليمان] بتأليف الوزارة . كما تم إعداد بيان الانقلاب، وجرى إعداد عدد من الطائرات بقيادة العقيد [ محمد علي جواد ]،وبذلك أصبح كل شيء جاهزا لتنفيذ الانقلاب .
تنفيذ الانقلاب
وفي ليلة الخميس المصادف 27 تشرين الأول 1936، زحفت قوات الجيش من قرغان، وبلدروز إلى بعقوبة، ووصلتها صباح اليوم التالي، حيث قامت بقطع خطوط الاتصال ببغداد، واستولت على دوائر البريد والتلفون، وعدد من المواقع الإستراتيجية في المدينة، ثم واصلت القوات زحفها نحو بغداد، في الساعة السابعة والنصف صباحاً، بقيادة بكر صدقي .وفي الساعة الثامنة والنصف من صباح ذلك اليوم، ظهرت في سماء بغداد 3 طائرات حربية يقودها العقيد محمد علي جواد، وألقت ألوف المنشورات التي احتوت على البيان الأول للانقلاب وجاء فيه:
{ أيها الشعب العراقي الكريم: لقد نفذ صبر الجيش المؤلف من أبنائكم من الحالة التي تعانونها من جراء اهتمام الحكومة الحاضرة بمصالحها وغاياتها الشخصية، دون أن تكترث لمصالحكم ورفاهكم، فطلبنا إلى صاحب الجلالة الملك المعظم إقالة الوزارة القائمة، وتأليف وزارة من أبناء الشعب المخلصين برئاسة السيد [حكمت سليمان] الذي طالما لهجت البلاد بذكره الحسن، ومواقفه المشرفة، وبما أنه ليس لنا قصد في هذا الطلب إلا تحقيق رفاهكم، وتعزيز كيان بلادكم، فلا شك في أنكم تعاضدون إخوانكم أفراد الجيش ورؤسائه في ذلك، وتؤيدونه بكل ما أوتيتم من قوة، وقوة الشعب هي القوة المعول عليها في الملمات . وأنتم أيها الموظفون، لسنا إلا إخوان وزملاء لكم في خدمة الدولة التي نصبوا كلنا إلى جعلها دولة ساهرة على مصلحة البلاد وأهلها، عاملة على خدمة شعبكم قبل كل شيء، فلابد وأنكم ستقومون بما يفرضه عليكم الواجب الذي من أجله لجأنا إلى تقديم طلبنا إلى جلالة ملكنا المفدى لإنقاذ البلاد مما هو فيه، فتقاطعون الحكومة الجائرة، وتتركون دواوينها، ريثما تؤلف الحكومة التي ستفخرون بخدمتها، إذ ربما يضطر الجيش، بكل أسف، لاتخاذ تدابير فعالة لا يمكن خلالها اجتناب الأضرار بمن لا يلبي هذه الدعوة المخلصة مادياً وأدبياً .
قائد القوة الوطنية الإصلاحية
الفريق بكر صدقي
وفي الوقت الذي كانت الطائرات تلقي بيان الانقلاب، استقل السيد حكمت سليمان سيارته، وتوجه إلى قصر الزهور، حاملاً إلى الملك المذكرة التي وقعها الفريقان بكر صدقي، وعبد اللطيف نوري، والتي حددا فيها مهلة أمدها 3 ساعات للملك، لإقالة وزارة السيد ياسين الهاشمي حيث سلمها إلى رئيس الديوان الملكي [رستم حيدر] . وما أن بلغ نبأ الانقلاب ياسين الهاشمي،حتى بادر إلى الاتصال ببكر صدقي، الذي أبلغه خلال محادثته بالتلفون أن الملك غازي على علم بالانقلاب، ولم يكد ياسين الهاشمي ينهي المكالمة التلفونية مع بكر صدقي حتى سارع إلى التوجه إلى قصر الزهور لمقابلة الملك، وتدارس الأمر معه . سلم رستم حيدر المذكرة إلى الملك غازي، وكان يبدو على وجهه الذهول والاضطراب، وعلى الفور طلب الملك استدعاء كل من ياسين الهاشمي ، وجعفر العسكري، وزير الدفاع، ونوري السعيد، وزير الخارجية، والسفير البريطاني، لتدارس الوضع، وتحدث السفير البريطاني مخاطباً الملك غازي، وسائلاً إياه إن كان على علم مسبق بالانقلاب وقد نفى الملك ذلك .
وتحدث ياسين الهاشمي موجهاً سؤاله للملك فيما إذا كان لا يزال يثق بالوزارة، فأن الوزارة مستعدة لمجابهة الانقلابيين، وإلا فأنه سيقدم استقالة حكومته. أما نوري السعيد فقد دعا السفير البريطاني إلى التدخل العاجل لقمع الانقلاب، لكن السفير البريطاني أبلغه أن بريطانيا لا تود التدخل في الأمور الداخلية، وفي حقيقة الأمر أن بريطانيا كانت تريد التخلص من وزارة الهاشمي من جهة وخوفها من حدوث مالا يحمد عقباه إذا ما حدث التدخل وفشلت الوزارة في قمع الانقلاب .
مضت الساعات الثلاث التي حددها الانقلابيون مهلة لاستقالة الوزارة، وتشكيل وزارة جديدة برئاسة حكمت سليمان، ولما لم يتم ذلك، بادرت الطائرات في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح ذلك اليوم بإلقاء القنابل على مقر مجلس الوزراء، ووزارة الداخلية، ودائرة البريد القريبة من مسكن ياسين الهاشمي، ودار البرلمان ، حيث قتل جراء القصف 7 أشخاص، وأصابت العديد بجروح، واضطرت الحكومة إلى تقديم استقالتها إلى الملك، في 29 تشرين الأول ، 1936 وتم قبول الاستقالة، وسارع الملك غازي إلى الطلب من السيد حكمت سليمان بتأليف الوزارة الجديدة، بناء على طلب الانقلابيين، لكن حكمت سليمان طلب من الملك أن يوجه له تكليفاً خطياً لكي يشكل الوزارة.
وفي الوقت الذي قدمت الحكومة استقالتها إلى الملك فأنها عملت على إفشال الانقلاب. فقد بعث جعفر العسكري إلى عدد من قواد الجيش داعياً إياهم للتحرك لحماية بغداد إلا أن تلك الرسائل لم تستطيع أن تفعل شيئا.
وحاول جعفر العسكري وقف زحف قوات الانقلابيين نحو بغداد، فاتصل ببكر صدقي، وأبلغه أنه آتٍ لمقابلته، وأنه يحمل رسالة من الملك .
كانت فرصة بكر صدقي قد حلت للتخلص من جعفر العسكري ـ صهر نوري السعيد ـ والرجل القوي في الوزارة، فرتب الأمر مع عدد من ضباطه لقتله. وعندما توجه جعفر العسكري لمقابلة بكر صدقي، وجد في استقباله النقيب إسماعيل عباوي مع عدد من الأفراد، وقام عباوي على الفور بتجريد جعفر العسكري من سلاحه وأجبره على ركوب السيارة منفرداً دون حمايته ورافقه كل من النقيب [شاكر القره غلي]، والرائد [ طاهر محمد ] مرافق الملك . وعندما وصلت السيارة التي تقلهم إلى نهر الوزيرية توقفت السيارة، ونزل منها الجميع وأرسل عباوي سائقه العريف [إبراهيم خليل ] ليخبر بكر صدقي بمقدم العسكري.
ولم تمضِ سوى دقائق حتى وصل الضباط [ جمال جميل ] و[ جمال فتاح ] و [محمد جواد أمين ] و[ لازار برودس ]، حيث شهروا مسدساتهم على جعفر العسكري وأطلقوا عليه الرصاص فقتل في الحال .
ولما وصل خبر مقتله إلى نوري السعيد سارع إلى اللجوء للسفارة البريطانية التي استطاعت تهريبه إلى خارج العراق.
استمرت قوات الانقلابيين بالزحف نحو بغداد حيث وصلت أبوابها في الساعة الرابعة بعد الظهر، واحتلت سدة [ ناظم باشا ] المحيطة بالعاصمة، فلم يجد الملك بُداً من توجيه خطاب التكليف إلى السيد حكمت سليمان ، في 29 تشرين الأول وعند الساعة الخامسة والنصف كانت القوات قد دخلت شوارع بغداد دون أن تلقى أي مقاومة.
كان [حكمت سليمان ] قد عقد قبل يومين اجتماعا في دار[السيد كامل الجادرجي ] وضم السادة [جعفر أبو التمن] و[ محمد حديد ]، لوضع قائمة بأسماء أعضاء الوزارة في حالة نجاح الانقلاب، وقد طرح في الاجتماع اقتراح حول اختيار [نوري السعيد ] في منصب وزاري، لتطمين الإنكليز، لكن الاقتراح لم يلقَ القبول فقد عارضه السيدان جعفر أبو التمن، وكامل الجادرجي، واقترح بدلا منه السيد [صالح جبر]، القريب من الإنكليز أيضاً .
تشكيل حكومة الانقلابيين بأغلبية من الإصلاحيين
أتم الانقلابيون تشكيل وزارتهم، وصدرت الإرادة الملكية بتشكيلها في الساعة السادسة مساءاً، وجاءت على الوجه التالي:
1 ـ حكمت سليمان ـ رئيساً للوزراء، ووزيراً للداخلية.
2 ـ جعفر أبو التمن ـ وزيراً للمالية .
3 ـ صالح جبر ـ وزيراً للعدلية .
4 ـ ناجي الأصيل ـ وزيراً للخارجية .
5 ـ كامل الجادرجي ـ وزيراً للاقتصاد والمواصلات .
6 ـ يوسف إبراهيم ـ وزيراً للمعارف .
7 ـ أما بكر صدقي فقد تولى منصب رئيس أركان الجيش، بدلاً من طه الهاشمي، الذي أحيل على التقاعد. أما ياسين الهاشمي، ورشيد عالي الكيلاني، ونوري السعيد فقد غادروا العراق على الفور بمساعدة السفارة البريطانية خوفاً من بطش بكر صدقي. أسرع السفير البريطاني إلى لقاء الملك غازي، ورئيس الوزراء، السيد حكمت سليمان، ليقف على ما تنوي الوزارة عمله، وقد طمأنه حكمت سليمان بأن الوزارة تحترم تعهدات العراق، وتسعى للنهوض بالبلاد، في كافة المجالات، كما لقي السفير من الملك كل ما يطمئن الحكومة البريطانية . أراد بكر صدقي أن يرسل من يقوم بتصفية ياسين الهاشمي ، ونوري السعيد ورشيد عالي الكيلاني ، إلا أن حكمت سليمان رفض الفكرة. كان من أولى المهام بالنسبة للوزارة الجديدة تثبيت أقدامها وسلطتها، حيث لجأت إلى إجراء تغيرات واسعة في أجهزة السلطة الإدارية، والدبلوماسية، وإبعاد كافة العناصر المؤيدة للوزارة السابقة.
وفي الوقت نفسه، نظمت العناصر الوطنية المظاهرات المؤيدة للحكومة، وكان على رأس تلك المظاهرات السادة [ محمد صالح القزاز ] وهو من الشيوعيين المعروفين، وشاعر العرب الكبير[محمد مهدي الجواهري]، وغيرهم من الوطنيين، وتقدمت المظاهرات بمطالب للحكومة تدعو فيها إلى إصدار العفو العام عن المسجونين السياسيين، وإطلاق حرية الصحافة، وحرية التنظيم الحزبي والنقابي، وإزالة آثار الماضي، والعمل على رفع مستوى معيشة الشعب، وضمان حقوقه وحرياته، وتقوية الجيش، ليكون حارساً أميناً لاستقلال البلاد. ولم تقتصر المظاهرات على بغداد فقط ، بل امتدت إلى سائر المدن العراقية .
حكومة الانقلابيين تحل المجلس النيابي
بعد أن ثبتت الحكومة أقدامها، وبسطت سلطتها على كافة أنحاء البلاد، كانت أمامها الخطوة الثانية، المتمثلة بحل المجلس النيابي، الذي جرى انتخابه على عهد الحكومة السابقة، وهكذا استصدرت الإرادة الملكية بحل المجلس في 31 تشرين الأول 1936 تمهيداً لإجراء انتخابات جديدة. وفي الوقت نفسه تقدمت الحكومة بمنهاجها الوزاري، الذي أكد على تعزيز العلاقات بين العراق وجيرانه، ومع بريطانيا، لما فيه مصلحة الأطراف جميعاً وتطهير جهاز الدولة من العناصر الفاسدة والمرتشية، وتحسين أدائه، والعمل على رفع مستوى معيشة الشعب، وتحسين أحواله الصحية والثقافية، وتوسيع الخدمات العامة، وتنظيم السجون، وجعلها أداة إصلاح للمسجونين، والعمل على تحسين أوضاع البلاد الاقتصادية، وملافات العجز في الميزانية ، وتطوير الزراعة والصناعة في البلاد، وإصلاح الجهاز القضائي، وإعادة النظر في القوانين والمراسيم التي أصدرتها الوزارات السابقة .
كما أكد المنهاج على تقوية الجيش، وتدريبه وتسليحه، ليكون سياجاً حقيقياً للوطن، وإصلاح جهاز التعليم، وتوسيع معاهد المعلمين، وفتح المزيد من المدارس، وإلغاء أجور الدراسة المتوسطة والثانوية، وجعلها مجانية، وبناء المزيد من المدارس. وفي واقع الأمر كان لدى الوزارة الجديدة خططاً طموحة لتغير وجه العراق، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، كما يقول المثل، ومع ذلك فقد استطاعت الحكومة القيام بالعديد من الإجراءات لتحسين الأوضاع، فأطلقت سراح المسجونين الذين أدانتهم المجالس العرفية، وأعادت كافة الأموال المصادرة منهم، كما أعادت كافة الصحف التي أغلقتها الوزارات السابقة، وسمحت بدخول الكثير من الكتب التقدمية التي كانت ممنوعة في العهود السابقة، وإعادة الموظفين المفصولين لأسباب سياسية إلى وظائفهم، وأصدرت الحكومة قانون العفو العام .
المصدر