العباءة العراقية النسائية

انحسر استخدام العباءة النسائية في العاصمة العراقية، واقتصر ارتداؤها من قبل البغداديات عند زيارة المراقد الدينية، فيما حافظت على حضورها في محافظات العراق الوسطى والجنوبية .

مطلع عقد العشرينات من القرن الماضي، خالف الشاعر الراحل جميل صدقي الزهاوي، ماورد في الاغنية الشعبية (ياأم العباية حلوة عباتج ) حيث دعا النساء الى التخلي عن العباءة، وقال في قصيدته الشهيرة مخاطبا المرأة البغدادية "اسفري فالسفور للناس صبح زاهر... والحجاب ليل بهيم" وبمرور فاصل زمني طويل على اطلاق دعوة الشاعر الراحل، انحسر استخدام العباءة لدى اغلب البغداديات مع بروز توجه لإرتداء الحجاب لدى الكثير من النساء".

ارتداء العباءة يتطلب مهارة يجيدها الجيل السابق من النساء، اما الحالي فيجد صعوبة في استخدامها، ويقتصر استخدام العباءة هذه الأيام من قبل البغداديات عند زيارة المراقد الدينية، وسابقا كانت المرأة ترتدي عباءتين اثناء توجهها لزيارة احد المراقد.

يشار إلى ان استخدام العباءة النسائية في محافظات العراق الوسطى والجنوبية مازال سائدا، حتى لدى الفتيات من صغار السن.

تاريخ العباءه العراقية

يرجع تاريخ العباءة إلى عصر ما قبل الإسلام وأيضا في العراق لها تاريخ عريق جدا لما لها من خصوصية عند المرأة العراقية وخصوصا في مدن الجنوب والفرات الأوسط حيث مازالت أكثر هذه المدن ترتدي نساءها هذه العباءة لما لها من ارتباط بالجذور او الموروث العراقي العريق للمرأة العراقية. كانت العباءة العراقية قديما تختلف عما عليه الآن حيث كانت لها مميزات مختلفة من حيث الخياطة فقد كانت ذات (أردن) قصيرة ومختلفة تماما.

العباءة العراقية .. سواد يحتضن الجمال العراقي

وللعباءة "موديلات" كثيرة في العراق، فمنها ما تغطي الرأس حتى القدمين وأخرى تلبس على الكتف والأخرى ذات أردان ومن الأنواع ما تسمى بالحجاب وأخرى إسلامية وأخرى خليجية وأخرى امارتية . كما أن للعباءة أسماء مثل زهرة الخليج وعباءة "الجرجيت" . وتكون العباءة إما سادة أو تحتوي نقوشا و زخرفة . وتسود في العراق اليوم العباءة التي يطلق عليها ( بالجبة الإسلامية ) حيث تلبس على الكتف وتخيط حالها حال الثوب وترتديها المرأة إما العباءة القديمة فتلبسها فقط الكبيرات في السن . الخياطة "أم ماهر" قالت ان مهنة خياطة العباءة صعبة جدا لاسيما منطقة الرأس والأكمام والحواشي وتكون هذه العباءة بأسعار عالية جدا حيث يصل سعر العباءة إلى مئة إلف دينار عراقي.

العباءة.. وشخصية النساء في العراق

المرأة الشرقية في العراق ترى في العباءة سترا لها من عيون الرجال لأن هذه تستر العورات . اما الخيّاطة إيناس سالم تقول .. تفصل العباءة في بادئ الأمر للأكمام وبعدها العرض وبعدها الرأس ويجب إن يراعي طول العباءة، وفي نفس الوقت فان طول المرأة يحدد القياس، فإذا كانت المرأة طويلة فيجب إن تكون العباءة ثمان ياردات طولا، إما إذا كانت المرأة متوسطة الطول أو قصيرة فيجب إن يكون طولها سبع ياردات. وتضيف .. أسعار خياطه العباءة تختلف من خياطه إلى أخرى وأيضا توجد أنواع من الفاصلات منها "شد الورد" حيث يبلغ سعرها (سبعه عشر إلى عشرون ) إلف دينار عراقي إما الشيراز العادي فيبلغ ( ثمانية الاف إلى اثنا عشر إلف ) دينار عراقي . وتوصي كل زبونة بنوعية الخيط المستخدم واغلبهن يفضلن الخيط الحرير أو الكلبدون حتى لا تتعرض العباءة إلى الاحمرار مع مرور الوقت . الحاجة أم محمد تقول عن صناعة العباءة النسائية .. "العباءة كانت ولا تزال جزءا مهما من شخصية النساء في العراق، وتختلف العباءة حسب رغبة كل امرأة، والجيل القديم، من النساء، يفضلن العباءة التي تصنع عند الخياطة التي تفصلها، وتحيكها بحسب رغبة المرأة، لكن عموم النساء اعتبارا من سن الأربعين يفضلن العباءة ذات القطعة الواحدة، وتلبس من الكفين ثم يسدل الغطاء من اليمين إلى اليسار، وتغطي كامل جسد المرأة"وأضافت:بعضهن يفضل إضافة أنواعا من التطريز على حاشية وأطراف العباءة مثل بعض فصوص الخرز مختلفة الألوان، والخرز كرات بلورية صغيرة ملونة، وبعد اختيار ألوان الخرز تقوم ابنتي بتطريز تلك الحبات البلورية الملونة على أطراف العباءة، وهذا النوع من العباءة تفضلنها الشابات".

المصدر