الدولة الريعية والدكتاتورية
عدنان الجنابي/ 2013
الريع
لربما يكون كارل ماركس أول من لفت النظر الى ما أسماه "الرأسمالية الريعية". وكان يقصد ظاهرة اقتصادية – اجتماعية, يصف من خلالها طبقة رأسمالية غير منتجة اقتصادياً. ودخلها لا يتأتى من انتاج البضائع والسلع بل من خلال امتلاك مصادر الريع, مثل الاراضي والعقارات المؤجرة حتى الاسهم والسندات. وفي علم الاجتماع يستعمل التعبير للاستدلال على الطبقات الطفيلية غير المنتجة.
غير ان من أعطى الريع معناه الاقتصادي المحكم أكاديمياً هو ديفيد ريكاردو في كتابه "حول مبادىء الاقتصاد السياسي والضرائب". والريع بالمعنى الريكاردي هو الدخل الاضافي من الارض الزراعية المتأتي من الميزة الاقتصادية من استعمال نفس وحدة المساحة بما يتجاوز عائد الأرض الحديّة المستعملة لنفس الغرض, أي ما يتجاوز الكلفة عند تساوي عناصر الانتاج من عمل ورأسمال.
الأرض الخصبة تنتج غلّة أكثر من الارض الرديئة حتى ولو استعملنا نفس المدخلات من بذور وأسمدة وعمل ومياه, والأرض "الحديّة" تغطي الكلفة, وما دون الحديّة لا تستغل. والدخل الناتج من الارض الأخصب من الحديّة هو " ريع". وهو بهذا المعنى غير الايجار التعاقدي المتأتي من الارض او العقار للغير.
وينطبق الريع الريكاردي على ميزات الموقع والعوامل الطبيعية. ومن هذا المفهوم تم اشتقاق ريع المنجم الذي ينطبق اليوم على الريع المتأتي من انتاج الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز عندما تكون كلفة الانتاج أقل بكثير من سعر البيع.
لقراءة الكتاب كاملاً اضغط هنا: