حنا خياط
حياته
عـُيّـــن مستشــــاراً للمـــلك فيصــل الأول عــام 1925 هناك نخب من الشخصيات التي أدت أدوارها بكل كفاءة واقتدار ففي المجال الصحي مثلاً يبرز لنا د. حنا خياط بوصفه أول وزير للصحة في العراق وله برنامجه الصحي المهم ومن الأهمية التعريف به وبأدواره في المجال الطبي والمهني وسعيه لنشر الثقافة والوعي الصحي في العراق . ولد حنا خياط في الموصل 1884،وبعد تلقيه العلوم المدرسية ، تطلع نحو تحصيل العلوم في الخارج، حيث حصل على درجة البكلوريوس في العلوم والاداب من الجامعة الفرنسية في بيروت سنة 1903م، كما حصل على درجة الدبلوم في الطب من جامعتي باريس واسطنبول سنة 1908م وانتخب عضواً في الجمعية الطبية والجراحية في بروكسل.عاد الى الوطن مدينة الموصل وتقلد عدة وظائف طبية من سنة 1911-1921. ; طبابة بلدية وسجون الموصل، رئاسة المستشفى المركزي ومدير مستشفى الهلال الاحمر في الموصل. ; عين وزير للصحة في أول وزارة في العهد الملكي 1921 ولكن ألغيت الوزارة واستبدلت بمدير الصحة العامة وألحقت بوزارة الداخلية وبقي مديراً عاماً لها حتى 1931.؛; أستاذ للطب العدلي النظري في كلية الطب والحقوق. ; مدير عام للشؤون الاجتماعية. ; شارك في تأسيس الكلية الطبية في بغداد في 29/10/1927:; شارك في تأسيس مدرسة التمريض سنة 1933. ; عضو مؤسس في جمعية مكافحة السل في 1944. ; عضو فخري في المعهد الملكي البريطاني سنة 1942.
أول وزير صحة عراقي
وبين سنتي (1918-1920م) عين طبيباً في مدينة الموصل.وانتمى الى النادي العلمي فيها، وشارك بنشاطات فعالة ،وبخاصة في محاضراته التي القاها على الاعضاء. وبعد تأسيس الحكم الوطني شغل منصب وزير الصحة سنة 1922م ويعد اول وزير للصحة في العراق، كما تولى رئاسة مديرية الصحة العامة للفترة (1922-1931)، فضلاً عن ممارسته منذ سنة 1926م تدريس الطب العربي في كليتي الحقوق والطب في بغداد وفي سنة 1931 م عين مديراً عاماً للخارجية ثم مفتشاً عاماً للصحة سنة 1933م ومديراً للمستشفى الملكي وعميداً للكلية الطبية الملكية سنة 1934م. وهو طبيب ماهر وكاتب مجيد له اثار طبية وكتابات في علم الاجتماع، وهو مؤرخ باحث ،وله معرفة واسعة في اللغات الاجنبية. ويعد حنا خياط واحداً من المثقفين المستنيرين الذين امتلكوا فكراً اصلاحياً للحياة والمجتمع،وقد كان لتخصصه في الطب وثقافته الواسعة في احوال المجتمع الدور البالغ في تطور الامور الطبية بمدينة الموصل اثناء توليه منصب رئاسة المستشفيات الملكية، ويتضح ذلك فيما اعده من خطط اصلاحية لرفع كفاءة الجهاز الطبي فيها. كذلك من خلال اوامره حينما نصب وزيراً للصحة في العراق .فضلاً عن مساهماته في حملات التوعية الصحية بما نشره في الصحف من مقالات صحفية رصينة تهدف الى النهوض بالواقع الصحي للبلد. ففي تقرير اجمالي عن الاحوال الصحية في الموصل منذ الاحتلال البريطاني لها حتى شهر سبتمبر 1919م، تحدث حنا خياط عن الاهمال في مرافق المدينة اثناء فترة السيطرة العثمانية وعزا اسباب التخلف الصحي الى اهمال السلطة في الوقت الذي كانت السلطة تعزو القصور في هذا الشان الى الاهالي ناكرين عليهم استعدادهم للترقي الصحي ،واردف خياط قائلاً : ان الاسباب كلها عن الرجال الذين كانت بيدهم ازمة الادارة وقد رجحوا منفعتهم على مصلحة الرعية، فان التثبت الذي كان يقع من دائرة الصحة الى البلدية بشان التنظيفات كان يتخذ وسيلة لقضاء منافع شخصية. وكان يصرف المبلغ المخصص للتنظيفات وقدره (600) روبية لكل شهر في وجوه مجهولة . وبغية الاطلاع ميدانياً على الاوضاع الصحية في البلد واصلاحها قام الرجل بالذهاب مع المامورين الى دائرة البلدية وساهم في عملية التعجيل بتنظيف البلدة خلال مدة قصيرة ،وقد نجح في دفع البلدية لاجراء التنظيفات بواسطة المختارين وشكلت مزابل صغيرة في كل زقاق.
اجراءاته
ومن الاجراءات المتخذة هي قيام الادارة الصحية مباشرة بشؤون التنظيفات وانشاء المزابل وسد الخرابات وتعيين نقاط في احياء البلد مع ماموريها ومراقبة الاعمال والاشراف على بعض الحرف ثم اصلاح المسلخ ونقل اللحوم الى البلد وانتظام الكنس يومياً ورفع الاوساخ الى خارج البلد.ة وقد تناول حنا خياط بالتحليل دراسة الاوضاع الاجتماعية للاهالي محاولاً الوقوف على اسباب التقهقر الاقتصادي والاضمحلال الاجتماعي .اذ قام بتوضيح وسائل ترقية الامم، ثم تعرض الى تشخيص اسباب الانحلال في العراق وعزاها الى سببين اثنين :الاول (اجتماعي ) بسبب ندرة المدارس المنتظمة والتي عملت على اندثار الجنسية والعنصر واللسان فان هذا الخلل كان كجرثومة الوباء غرسها الدور السابق كيداً وعمداً فلم ينج منها سوى من كان معمماً وفقدان المحافل الادبية لتقاضي الشبيبة بها عن المجتمعات اللاهية .اما السبب الاخر :فهو (سياسي) اذ اشار حنا خياط الى ان العراق منذ حدوثه لم يكن له كما كان لسائر الامصار،حكومة خاصة به قائمة بداتها . ودعا حنا خياط الى شحذ همم الرجال الذين اليهم تعول في المعضلات ومنهم تستنجد الاراء السليمة ازاء هذا البحر السياسي المتموج .اما الاحوال المرضية العارضة كالجروح المتنوعة والتسمم والقتل فيشير الى انه سنة 1915م بلغ (الالف) شخص في حين انخفض هذا العدد كثيراً سنة 1919م حيث بلغ عدد المقتولين (9) والجرحى (60) ولم يذكر أي حالة تسمم . وداب حنا خياط على نشر المقالات الارشادية في المواضيع الصحية التي تتناول طرق الوقاية من بعض الامراض السارية والتنبيه الى كيفية معالجتها ومكافحتها ،ففي تناوله لموضوع مرض الحمى التيفوئيدية، تطرق الى كيفية الاصابة بها وطرق علاجها ،واشار الى ان الانتبيرين هو احسن واسطة لمقاومة الصداع اثناء الحمى التيفوئيدية ويقتضى اقتضاء اً تاماً ان تعطي الكينين واملاحها بالمقاييس المشروطة اثناء الحمى التيفوئيدية . وفي موضوع بثرة العراق ومصير تداويها اوضح حنا خياط ، ان بثرة العراق هي آفة اهلية معروفة عند العامة (بالاخت) وفي اصطلاح الاطباء (بالسنمنيوز) واشار الى ان هذه الافة تظهر على سطح الجلد وعلى القسم المكشوف منه وهي ذات طبيعة التهابية بطيئة السير مع الميل لاجراء تخريبات كلية او جزئية عمقاً ومساحة في الانسجة الجلدية المستوية عليها، ويعزو حنا خياط سبب البثرة الى عدم الاعتناء في النظافة الجلدية، وحينما تسلم حنا خياط وزارة الصحة ، اجتمع مع اطباء العاصمة وتباحث معهم في السبل الاصلاحية الكفيلة بتحقيق النهوض الصحي العام في القطر، واكد بان اساس العمران والدليل القاطع على المدنية الحقيقية هو المحافظة على الصحة والقضاء على الشوائب والاعراض المرضية ،وفي صدد حديثه عن منهاج الوزارة قال : فمنهاجنا ايها السادة هو الاقدام على كل مايؤول الى تحسين الصحة العمومية واكثار النفوس واستئصال الامراض السارية والاجتماعية. فالبناء نعرفه وهو ترميم صحة العراقي ومحافظة الجنس في القوم العراقي ذلك القوم العريق في العنصر والشريف في المباديء والقريب في التطور. فعلينا ان نصلح مافسد ..ونستنفذ الوسع في اصلاح سوء تركيبه ونحاول تخفيف وطأة الامراض الاجتماعية . كما تطرق حنا خياط الى ضرورة مشاركة الحكومة في الجهود الصحية المبذولة عن طريق ،تأسيس المستشفيات والمستوصفات والمخافر الصحية في سائر انحاء البلاد ،والحث الى استمالة الاهالي للتطبيق عن طريق المحاضرات والصحف وانشاء مجلة صحية .