هناء صادق
ولدت الفنانة هناء صادق في مدينة بغداد لعائلة عراقية تعشق التراث فحاصرتها منذ الطفولة روائح البخور في بيت بغدادي ينطق بروح التراث.. أما سنين الدراسة فقد قضتها في مدرسة الراهبات حيث تعرفت هناك على ثقافات جديدة ودرست اللغة الفرنسية بعدها أكملت دراسة اللغة الفرنسية في جامعة بغداد كلية اللغات. عن سنوات الدراسة في مدرسة الراهبات وما تعلمته هناك تقول الفنانة هناء صادق.
في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد تعرفت على رواد الفن التشكيلي العراقي وتتلمذت على أيديهم, في عام 1970 تركت العراق لتكمل دراستها في فرنسا في مجال تصميم الاقمشة والرسم بالحرير والسيراميك. وما زالت الفنانة هناء صادق تذكر الأساتذة الذين تعلمت على أيديهم مفردات هذا الفن ..
في رحلاتها الكثيرة للبلدان العربية بحثت في تأثير عادات وتقاليد هذه الدول على تصاميم الملابس والحلي الفضية والمجوهرات ودرست من خلال هذه الرحلات نساء الماضي والحاضر في الشرق العربي في الريف والمدينة والبادية..
من خلال رحلاتها البحثية الجمالية تمكنت الفنانة العراقية هناء صادق وعلى حسابها الخاص من جمع اكثر من 5000 قطعة فضية عربية تعكس مختلف مرجعيات التراث العربي المشرقي والمغربي. كما جمعت اكثر من 300 قطعة ملابس تعكس خصب التنوع التراثي العربي. ولحبها وشغفها بجمع المجوهرات الفضية قصة تعود الى ايام الطفولة والصبا في بغداد..
وفي بداية الثمانينات بدأت بوضع تصاميمها التي تمثل روح الشرق وتعكس آفاق التراث العربي، وجابت بعروضها العالم مقدمة بذلك رؤية جديدة وأصيلة لفن تصميم الازياء. عن الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارها تقول الفنان هناء صادق..
تعمل الفنانة هناء صادق على تطوير الزي العربي في قالب عصري تحت اسم ملبوس الهناء وقامت بتصميم ازياء لعدد من المسلسلات والمسرحيات وفرق للرقص الشعبي, كما نشرت لها عدة مقالات فنية في الصحف والمجلات العربية وصدر لها كتب عن الوشم ومخطوطات عن الحنة وزينة المرأة العربية..
ارتدت أزياءها ملكات واميرات وقد نالت هناء صادق عبر مسيرتها الطويلة العديد من الجوائز والتكريم وحازت على اوسمة عديدة عربية وعالمية كان اخرها الميدالية الذهبية للازياء الراقية كما حصلت على ثلاث جوائز فضية في عروض عالمية أقيمت في روما عام 2000 ومنحتها إيطاليا لقب سفيرة الأزياء العربية..
الفنانة هناء صادق تعزو نجاحها في مسيرتها الطويلة مع التصميم والألوان والجمال الدائم إلى مشاعر الحنين للوطن التي رافقتها في حلها وترحالها من بلد إلى آخر في بلدان المهجر..
بقيت الفنانة هناء صادق تحمل حنينها وحبها الى العراق خلال سنوات الغربة وكان للحرب الأخيرة الأثر الكبير على نفسيتها وبالتالي على عملها, لكنها على ثقة بانها مهما رحلت وجابت دول العالم فإنها ستعود إلى الوطن ويظل العراق الحضن الدافئ الذي سيضمها في النهاية..