الديوانية
محافظة الديوانية أو كما كانت تسمى لواء الديوانية ومن ثم محافظة القادسية قبل عام 2003 م ومركزها مدينة الديوانية. أحدى محافظات منطقة الفرات الأوسط في العراق ويمر بها فرع من نهر الفرات يعرف بشط الحلة وعند دخوله الى الديوانية يعرف بشط الديوانية.
التاريخ
ظهر إسم الديوانية وبزغ نجمها وشاع ذكرها في العقد السابع من القرن الثاني عشر الهجري,وقد تعرض لذكرها الكتاب والسياح الغربيون والشرقيون وأول من وصفها في رحلته التي إبتدأت عام 1754م وانتهت عام 1758م هو الدكتور آدم آيفز وجاء فيها ما ملخصه: «انه سافر من البصرة الى بغداد عن طريق نهر الفرات وقد وصف في طريقه المدن الواقعة عليه ومن جملتها السماوة ولملموم والديوانية.» وورد ذكر الديوانية في كتاب السائح "ابراهام بارسنز" في رحلة قام بها في نهر الفرات من الحلة الى البصرة وصف فيها اللملموم وانها واقعة جنوب الديوانية وذلك عام 1774م. وفي كتاب «مطالع السعود المختصرذكر الديوانية بعد أن ساق صاحب الكتاب حديثه في خروج الوالي سليمان باشا لتأديب خزاعة لأنها أظهرت العصيان, فقال: «فلما نزل الوالي بعسكره غربي الفرات مقابل الديوانية خافت منه قبائل خزاعة بأجمعهم وذلك سنة 1195 هـ - 1780 م.» وفي نفس الكتاب قال عن الديوانية: «إن داود باشا أيام وزارة سعيد باشا سنة 1229هـ - 1813م ظهر لتأديب القبائل وسار حتى نزل بإزاء الديوانية مقر العشيرة الخزاعية الرافضية» وفيه أيضاً : «وفي زمان وزارة داود باشا سنة 1234هـ - 1818م أمر الوزير صالح الكردي أحد خدامه في داخل سراياه أن يخرج لتأديب الطائفتين (الزقرت والشمرت) ومن هناك توجه لتأديب عشيرة چليحة في الديوانية»
أما صاحب كتاب قرة «العين في تأريخ الجزيرة والعراق والنهرين» فيوصفها كالآتي : «الديوانية في الجانب الشرقي من الفرات بين الحلة والسماوة مدينة عامرة, وأسواقها حسنة , وأهلها عرب وإسلام وأكثرهم إمامية اثنا عشرية. وهي (أي الديوانية) ديوان لقبيلة خزاعة أسسوها في القرن الحادي عشر الهجري.»
ولعله أراد بها الحسكة, لأن الديوانية غير موجودة في القرن الحادي عشر الهجري وإنما عرف إسمها بعد هذا القرن. يعد عام 1834 الذي يمثل نقطة انطلاقا التنظيم الاداري في العراق الذي أرست دعائمه الحكومة العثمانية بسلسلة مستمرة من التغيرات والتعديلات الإدارية، ففي عام 1858 كانت تمثل قضاءً ادارياً يعرف بقضاء الديوانية وهو احد التشكيلات الإدارية التي كانت تابعة للواء الحلة الذي يتبع بدورة ولاية بغداد. وفي العام 1890 رفعت مرتبتها الإدارية إلى مرتبة لواء، صار يعرف بلواء الديوانية، ثم توالت على خريطتها العديد من التعديلات الإدارية، فتأرجحت رقعتها المساحية بين الاتساع، بضم بعض المناطق اليها تارة- والتقلص بسلخ بعض المناطق وفك ارتباطها الإداري منها تارة اخرى وقد اقترن ذلك بتغير عدد سكانها أيضاً، وفي محاولة جديدة لإعادة هيكلة التنظيم الإداري في العراق فقد صدر قانون المحافظات رقم (159) لسنة 1969 وبموجبه قسم العراق إلى ست عشرة وحدة إدارية رئيسة، أطلق على كل منها اسم محافظة بدلا من لواء بعد إجراء بعض التعديلات على حدودها. فأصبح لواء الديوانية يعرف بأسم محافظة الديوانية .
الوضع الاجتماعي
من أهم معالم مركز المحافظة العصرية هي مدينة السعادة التي يتجمع فيها الكثير من الناس في الاعياد و الافراح و خاصة عيد الفطر و عيد الأضحى و المعلم الاخر هو سوق الديوانية الذي يوجد فيه سوق التجار و سوق العلاوي و سوق هرج و بعض الاسواق الاخرى توجد فيها الكثير من السلع المختلفة مثل الملابس و الاطعمة و الاجهزة المختلفة . اما أهم احياء مركز المحافظة فهي احياء الفرات ورفعت و العروبة و ام الخيل و الجزائر و الضباط و المزاريج و الخصيمة و حي الحضارة و حي الوحدة و حي الصدر "العسكري"و احياء اخرى. الديوانية محافظة رائعة و آمنة و مصنع رائع للممثلين و الرياضين و الفنانين و الاطباء و المهندسين يوجد بها الكثير من الاعداديات المرموقة مثل اعدادية قتيبة و ثانوية المتميزين و اعدادية المركزية و الجواهري و غيرها , الحياة في الديوانية تتسم بالهدوء و الاستقرار.
الموقع
هي إحدى محافظات منطقة الفرات الاوسط. التي يضمها سهل العراق الفيضي الرسوبي، ويتحدد الموقع الفلكي للمحافظة بين دائرتي عرض 31.17 و 32.24 شمالاً، وخطي طول44.24 و 45.49 شرقاً. اما حدودها الإدارية، فيحدها من الشمال محافظتا بابل وواسط، ومن الشرق محافظتا ذي قار وواسط، ومن الجنوب محافظة المثنى، ومن الغرب محافظة النجف.
التقسيمات الإدارية
تضم المحافظة حالياً أربعة عشر وحدة إدارية منها أربعة أقضية وعشر وحدات إدارية بمستوى ناحية، وعلى النحو الآتي:
- قضاء الديوانية: ويضم مركز قضاء الديوانية، ونواحي: السنية، والشافعية، والدغارة.
- قضاء الشامية: ويضم مركز قضاء الشامية، ونواحي: غماس، والمهناوية، والصلاحية.
- قضاء عفك: ويضم مركز قضاء عفك، وناحيتي ال بدير وسومر.
- قضاء الحمزة: ويضم مركز قضاء الحمزة، وناحيتي: السدير، والشنافية.
الوضع الاقتصادي
تحتوي المحافظة على بعض المصانع الكبيرة العائدة للدولة العراقية مثل معمل ألبان الديوانية وهو على الطريق المؤدي إلى ناحية السنية ومعمل أطارات الديوانية لأنتاج كافة أطارات السيارات من علامة (الديوانية) ومعمل الغزل والنسيج على الطريق المؤدي إلى منطقة شنينة كما تحتوى على كثير من المصانع والمعامل تحت ملكية القطاع الخاص كمعامل الطابوق ومعامل الجرش وحقول الدواجن وبحيرات تربية الأسماك الإصطناعية.
التعليم
ويوجد في مدينة الديوانية جامعة حكومية هي جامعة القادسية والتي تأسست في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وتضم كليات مثل التمريض والصيدلة والقانون والآداب والتربية والزراعة والطب وغيرها. حيث يتوافد عليها بعض الطلبة من المحافظات المجاورة ومن الأقضية والنواحي للمحافظة وتبعد هذه الجامعة عن مركز مدينة الديوانية حوالى 6 كم وهي تقع على الطريق القديم المؤدي لمدينة الحلة, ويوجد معهد فني في المحافظة يبعد عن مركز المدينة حوالي 6 كم
الآثار الدينية والتاريخية
تضم المحافظة مقامات وأضرحة لعدد من الشخصيات الإسلامية المقدسة لدى الشيعة كما تضم آثاراً لأقدم الحضارات في العالم القديم منها : أطلال مدينة نفر التي كان اسمها "نيبور" على مشارف مدينة عفك التي تبعد 25 كلم من الديوانية وكانت تلك الحاضرة المركز الروحي للسومريين في الألف الثالث قبل الميلاد وقد بدأ التنقيب في أطلالها عام 1889 م من قبل الإنكليزي بيترسن ثم تلاه هاينز عام 1893م الذي اظهر المدينة ومعالمها وزقورتها الرئيسية للآلهة انليل السومري. ومن المواقع التاريخية فيها مدينة اوروك أو الوركاء التي اشتق منها اسم العراق لاحقاً كما ورد في الدراسات المتأخرة وهي من أهم مدن السومريين في الألف الرابع قبل الميلاد وتقع أطلالها اليوم على مساحة ثمانية كيلومترات مربعة. وفيها نقبت بعثة آثاري ألمانية كشفت على مراحل سمو حضارة هذه ساكني هذه الأرض في القدم. ثم تضطلع هذه الأرض من السواد بعد الفتح الإسلامي بأهمية موقعها المتاخم للبادية والتي تعتبر جزء من أرض ذي قار وشهدت حركات فكرية وسياسية عديدة وقد نشأت على تخومها مدينة الهاشمية أولى عواصم بني العباس قبل الرحيل إلى بغداد.
الآثار الدينية والمزارات المقدسة
- مرقد النبي أيوب في مدينة الديوانية.
- مرقد محمد بن موسى الكاظم عليه السلام في مركز المدينة.
- مرقد النبي مدين بعد 4 كم عن الديوانية.
- مقام النبي يونسعليه السلام في عفك.
- مقام النبي عمران عليه السلام في الدغارة
- مرقد الحمزة (أحمد الغريفي البحراني) في الحمزة
- مرقد بنات الحسن السيدة خولة والسيدة فريال في الحمزة
- مرقد محمد (المسمى بالعريس) بن العباس بن علي بن ابي طالب عليه السلام
- مقام النبي شعيب في ناحية الدغارة
- مرقد ابن الكاظم عليه السلام المعروف أبو شهاب في الدغارة
- مرقد محمد بن الحسن المثنى عليه السلام
- مرقد عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام في الشنافية .
- مرقد عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام في الشنافية.
الآثار التاريخية
تحوي محافظة الديوانية على أكثر من 300 موقع اثري منها:
- نفر (نيبور)
- الدريهمية
- إيسن
- أبو الصلابيخ
- زيلبات
- بسمايه
- أبو حطب
- مدينة مرد (ونه وصدوم)
سكان محافظة الديوانية
يذكر إحصاء أجرته السلطات قبل إبريل/نيسان عام 1920م أن مجموع سكان لواء الديوانية (و الذي لم يكن يشمل الشامية) كان 204 ألف و 500 نسمة. بلغ عدد سكان المحافظة في تعداد عام 1987 حوالي 559850 نسمة. وفي تعداد 1997 حوالي 751331 نسمة. وبعد سقوط النظام في 2003 قدرت الأمم المتحدة سكان المحافظة بـ 886,500 نسمة. أما في عام 2007 فبلغ عدد السكان 990483 نسمة. أما في سنة 2013 فبلغ 1,320,000 نسمة
المصدر