الصناعات الخشبية في العصر الأموي و العباسي

المقدمة

استطاع الإنسان منذ قديم الأزل أن يسخر الخشب لتبيت العديد من احتياجات فاستخدمه في بناء مسكن يقيه حرارة الصيف ويحميه من برد الشتاء، ثم صنع منه السفن التي تنقله من مكان إلى مكان آخر وذلك عبر المحيطات ليقرب المسافات بينه وبين أقرانه، ومع التطور الذي يحدث في كل عصر أخذت الصناعات الخشبية تطور وبرع في ذلك صناع من المهارة والفن ومن الأعمال الخشبية التي يدخل في تشييد المساكن وفي الأسقف الخشبية وفي منافذ البيوت من أبواب وشبابيك، كما استخدمه الإنسان في أعمال الزخرفة والديكور وأعمال النحت والتماثيل التي تخلد كل عصر من العصور، ومن المصنوعات الخشبية ظهرت صناعة الأدوات المستخدمة في الأعمال الخشبية، فبدأت بالأدوات اليدوية ثم الأدوات والمعدات الآلية الحديثة التي تعمل بالكهرباء والتي استعملت لتوفير الوقت والجهد، وذلك للحصول على الجمال في الصناعة.

صناعة الخشب في العصرين الأموي والعباسي

إن زخارف الحفر في الخشب التي تعود إلى العصر الأموي في الشام وشمال أفريقيا أو العصر العباسي في العراق قليلة وتتميز في العصر الأموي باستعمال أوراق العنب وتعريفاته وأوراق الأكنتسوكيزان الصنوبر.

ويتميز العصر العباسي بالبعد عن نقل الطبيعة نقلاً حرفياً، حيث أبتكر المسلمون في هذا لعصر أسلوباً للحفر على الخشب بطريقة مائلة أو مشطوفة وهي طريقة تحقق لحصول على مستويات متنوعة في سطح الخشب

كان لمصر تاريخ قديم في الحفر في الخشب، وقد عثر على بعض القطع التي تعود إلى القرنين 8 - 9م، وأساس الزخارف فيها الوريدات ذات المركز الواحد والأشكال المجنحة والوريقات ذات الثلاثة فصوص وبعض رسوم الطيور والحيوانات بين الأوراق .

كانت العلاقة واضحة بين الزخارف الخشبية العباسية والفاطمية في أول العصر الفاطمي، وكان هناك نماذج لعصر الانتقال بين الأسلوب الطولوني والفاطمي في الزخارف الخشبية في جامع الحاكم وباب الجامع الأزهر ا لموجود في متحف الفن الإسلامي، ويوجد في متحف الفن الإسلامي مجموعة ممتازة من الألواح الخشبية الفاطمية عرضها حوالي 30سم وعليها زخارف محفورة ويوجد في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ثلاثة محاريب خشبية نقالى تعود إلى القرن 12م، وأبدعها محراب السيدة نفيسة، وتزين حنيته عناصر نباتية وأشرطة هندسية تكون أشكالاً متعددة الأضلاع.

وله إطار مزين بالخط الكوفي المزخرف الذي يقترب إلى الخط النسخي، وظهر المحراب مقسم إلى حشوات مستطيلة ذات نسب مختلفة زخارفها نباتية وهندسية ورقة انسجام هذا وتكامل زخارف هذا المحراب وهذا الأسلوب يربط الفن في مصر القديمة بالفن في مصر القبطية في عهدها الإسلامي مع اختلاف في الهدف والغاية الروحية، وتعتبر صناعة الخشب في العصر الأيوبي امتداداً لأساليب العصر الفاطمي غير إننا نلاحظ أن الخط النسخي بدأ يحل محل الخط الكوفي نهائياً، كما إن الحشوات ذات الزخارف النباتية تزداد دقة، واجمل ما في هذا العصر تابوت الإمام الشافعي وتابوت المسجد الحسيني بالقاهرة.

أما في العصر المملوكي استطاع النجارون أن يبدعوا إبداعاً معجزاً في زخارف الحشوات، وأصبح أهم مظهر لهذه الزخارف تجميعها على شكل أطباق نجمية، وفي القرن 13م طعمت الزخارف بالعظم والسن واستعملت أخشاب ذات ألوان طبيعية مختلفة .

أما صناعة الخرط فهي صناعة قديمة حيث نلاحظ أن الرغبة في الحصول على تأثيرها الجمالي بدأت في بعض الأثاث في عصر (توت عنخ آمون) وأقدم قطعة في مصر في العصر الإسلامي عثر عليها تعود إلى القرن 15م، وقد أستعمل خشب الخرط في عمل المشربيات والحواجز الخشبية للمقصورات في المساجد والكراسي والدواليب وغيرها من المصنوعات الخشبية.

المصدر