سيرة حافلة بالانجازات والمواقف الوطنية

سفير العراق العلمي.....        

صدر حديثاً عن دار المرتضى كتاب يدرس السيرة العلمية والانسانية للعالم العراقي عبدالجبار عبدالله، تأليف الدكتور ستار نوري العبيدي، جاء الكتاب بواقع (200) صفحة من الحجم المتوسط. ولعله الكتاب الاول الذي تصدى للبحث عن شخصية هذا العالم الكبير الذي نال اعتراف العالم اجمعه بعلمه وعبقريته، توزعت الدراسة على اربعة فصول، تناول الاول منها دراسة المراحل الاولى من حياته،

اما الفصل الثاني فقد اهتم بدراسته الجامعية وحياته الوظيفية الاولى، في حين اقتصر الفصل الثالث على دراسته العليا ومواهبه العلمية والادارية، فيما تناول الفصل الرابع والاخير انجازاته العلمية ومواقفه الوطنية حتى وفاته، كما ضم الكتاب عدة ملاحق احتوت مجموعة من الوثائق وعدداً من الصور مثلت مراحل مختلفة من حياته، فضلاً عن مقدمة المؤلف التي تصدرت متن الكتاب، والتي اوضح فيها ان اية دراسة علمية اكاديمية عن حياة هذا العالم الفذ كدراسته هذه، هي ولا شك اقل من شأنه واستحقاقه بكثير، لكنها حسب ما اورده محاولة اولى تتطلع الى ان تكون فاتحة لدراسات اكاديمية جديدة اخرى عنه او عن امثاله من علماء العراق ، ففي الفصل الاول يستهل المؤلف بحثه في محيط اسرته، والتنشئة الاجتماعية للدكتور عبدالجبار عبدالله الذي ولد عام 1911، في مدينة قلعة صالح بمحافظة ميسان، واسمه المندائي (الملواشة) وفقاً لتقاليد اسرته ذات الديانة الصابئية المندائية، ثم دخوله المدرسة الابتدائية التي افتتحت انذاك كأول مدرسة في محافظة ميسان، بقضاء قلعة صالح، عام (1917- 1918) حيث اكمل الدراسة الابتدائية فيها بواقع خمس سنوات نظراً لتفوقه الدراسي ومستواه التعليمي، وبعد سنتين من دراسته المتوسطة التي اجتازها بنجاح، انتقل الى بغداد ليواصل دراسته في الاعدادية المركزية للعام الدراسي (1928- 1930)، وتشير نتائجه في المرحلة الاعدادية الى تفوقه على العديد من زملائه، رغم بعده عن الاهل والاصدقاء، وكان ذلك وراء ترشيحه الى بعثة دراسية الى الخارج، اما تكون اولى ملامح ثقافته الشخصية فقد برزت عبر التزامه الديني بحكم بيئته المحلية والعائلية، تضافرت معها مصادر ثقافته الاخرى المتمثلة بقراءته للأدب العربي بصورة عامة، والشعر بصورة خاصة، فضلاً عن قراءته في الفلسفة والتاريخ، والمصادر العلمية المختلفة، لاسيما التي لها علاقة باختصاصه العلمي، وقد وصفه احد المقربين منه (بأنه كان شاعراً ومثقفاً واعياً بأهمية التراث العربي)، ان تنوع مصادر ثقافته الدينية والعلمية، واجادته للغات عديدة (العربية الانكليزية، الفرنسية، الالمانية) اضافة الى اللغة (الآرامية) وسعت من مداركه الثقافية، ووعيه السياسي الوطني، واكسبته روحاً وطنية، انعكست على طبيعة حياته الشخصية والعامة، متجسدة في كتاباته التي راح ينشرها في العديد من الصحف والمجلات، خاصة بمجلة الرابطة ذات التوجه الوطني المعروف في اربعينيات القرن الماضي، التي شغل فيها منصب سكرتير التحرير، كما تسنى له التعرف على شخصيات وطنية وثقافية كبيرة، امثال عبدالفتاح ابراهيم، حسين جميل، عزيز شريف، محمد حديد، وغيرهم، ولم يتخل عن موقعه في تلك المجلة، الا بعد ان سافر لبعثته الدراسية الى الولايات المتحدة الاميركية عام 1944، للحصول على الدكتوراه، لقد اثبت تميزه في كل المجالات التي عمل فيها على نحو ملفت، كما اكد ذلك معظم رفاق طفولته، وزملاء دراسته، بأن شخصيته تمتعت بذكاء فطري تعزز مع الزمن، فضلاً عن سلوكه المتوازن والخجول الذي لازمه حتى اخر حياته.

سنواته العلمية

ثم ينتقل المؤلف في الفصل الثاني باحثاً اهمية دراسة الدكتور عبدالجبار عبدالله في الجامعة الاميركية ببيروت، التي كانت تمثل محطة مهمة وخطيرة في حياته، وخلال سنوات دراسته فيها، كان عبدالجبار نجماً علمياً عراقياً متميزاً بين جميع طلبتها، ليحصل بعد اربع سنوات حافلة بالتفوق على شهادة البكالوريوس بامتياز في العلوم الفيزيائية عام 1934، ليعود الى العراق لممارسة حياته العلمية، ولعل ابرز نشاطاته في تلك الفترة انتماؤه الى جمعية الرابطة الثقافية التي اسسها الاستاذ عبدالفتاح ابراهيم عام 1943، ثم قام بأعادة شبكة علاقاته الاجتماعية بزملاء دراسته سواء في الاعدادية المركزية، او في الجامعة الاميركية ببيروت، ويحتل موقعه مجدداً في مجلة الرابطة الناطقة بلسان (جمعية الرابطة الثقافية) ليعاود نشر دراساته ومقالاته العلمية فيها، كما شهدت تلك الايام تزايد اهتمامه بجمعية الرابطة بعد ان اجتذبت اليها كبار المثقفين الذين لعبوا دوراً فكرياً وثقافياً كبيراً فيما بعد من امثال، د. فاضل حسين، طه باقر، كوركيس عواد، وغيرهم، الذين كانوا يمثلون عدة اتجاهات فكرية وسياسية، لكنها كانت لا تتقاطع بأية حال مع اهداف الجمعية، وفي الخارج، وعمل في العديد من اللجان العلمية في الخمسينيات، كعضويته في اللجنة الوطنية لليونسكو عام 1955، وعضويته للمجلس التأسيسي لجامعة بغداد (1957- 1958)، وان مجمل نشاطاته وتعددها اكسبته شهرة عالمية في مجال اختصاصه كعالم فيزياء، فتم تعيينه كأول رئيس للجامعة في العهد الجمهوري بعد قيام ثورة تموز 1958، وثاني رئيس لها منذ تأسيسها عام 1956، ولعدم استقرار الظروف السياسية في مرحلة ما بعد الثورة، ونتيجة للتدخلات السياسية بشأن الجامعة، بذل الدكتور عبدالجبار عبدالله جهوداً مخلصة لابعاد الجامعة من المعترك السياسي وتدخل السلطة، وحاول ان يضفي الاستقرار على السياسة التعليمية.

هذا ما يبينه المؤلف في الفصل الثالث، وهو نقل رسالة الدكتور متي عقراوي رئيس الجامعة السابق الى الدكتور عبدالجبار عبدالله يعبر له فيها عن امتنانه، حيث اعفي من منصبه بعد الثورة، جاء فيها: (انا مطمئن ان جامعة بغداد الان في ايد امينة تسهر عليها، لقد وجدت الحكومة الشخص المناسب والاحسن في العراق، الذي يستطيع المضي بمشروع الجامعة على اسس سليمة) اجل فلم يكن الدكتور عبدالجبار، عالماً فيزيائياً وفلكياً فحسب، بل اثبت انه كان ايضاً رجلاً تربوياً له فلسفته الخاصة التي تقوم على اسس ومبادئ جوهرها الايمان بدور العلم في تطور الحياة البشرية مؤكد اهمية مواكبة التطورات العلمية المختلفة في جميع بقاع العالم، فالشعوب انما تتفاوت في مراتب رقيها على قدر تعاونها في الاخذ باساليب العلم واسبابه، وبناءً على هذا كله، فهو يرى ان فكرة استقلال الجامعة كصرح علمي مسألة لابد منها، الى جانب ذلك عمل الدكتور بجد ومثابرة من اجل امتلاك العراق لمصادر الطاقة الذرية للاغراض السلمية، حيث بدأ العراق بتشكيل اول لجنة، علمية للاهتمام بشؤون الطاقة الذرية عام 1957 كان الدكتور عبدالجبار من بين اعضاء هذه اللجنة، وبعد قيام ثورة 1958، تم اعادة تشكيل هذه اللجنة مجدداً فأختير مرة اخرى الى عضويتها ليشغل منصب نائب رئيس اللجنة الجديدة وراح يقدم العديد من الاسهامات المهمة، من بينها البحوث والدراسات الخاصة والمتعلقة بالانواء الجوية عام 1955 والتي اثارت ضجة في الاوساط العلمية وقد تضمنت دراسة فيزياء الجو”حيث شكلت نظرياته بتأليف فرع جديد ومهم في الانواء الجوية وهو فرع خاص بالاعاصير والزوابع “.

انجازاته

وبعد احالته على التقاعد وسفره الى الولايات المتحدة عام 1964 نشر عام 1966 بحوثا عن الاعاصير العملاقة ثم وضع نظرية في مجال الاعصار اكثر تطورا صور بواسطة الاقمار الصناعية فيما بعد، اما ابرز انجازاته العلمية في مجال التأليف العلمي الاكاديمي فهي عدد من الكتب التي تيسر للمؤلف احصاؤها مثل”علم الفيزياء - قسم الحرارة “ بغداد/ 1942”الفيزياء الاعداد - ج1 “ للصفوف الخامس الثانوي وهو تأليف مشترك مع السيد هاشم الحسيني - بغداد 1950”الفيزياء الاعدادية جزئين “ بغداد 1950/ 1951 علم الصوت/ مطبعة العاني/ بغداد/ 1955 اضافة الى ترجمته لعدد من الكتب العلمية المهمة منها”موسوعة الانواء الجوية “ قياس الرياح العليا بواسطة المنطاد مقدمة الفيزياء الذرية - مشترك مع الدكتور صلاح عزت”العلم والمجتمع “”الماء مرآة العلم “ الى جانب عمله في لجان الترجمة التي شكلها المجمع العلمي العراقي عام 1948 ورغم الصعوبات وقتذاك استطاع ان يصدر مجلة علمية مرموقة لجامعة بغداد باسم”بروسيرفسكي “ باللغات الانكليزي والفرنسية والألمانية وانتخب رئيسا لها، وذلك قبل تأسيس جامعة بغداد.. وبسبب انتشاره العلمي وانجازاته الواسعة ادخل اسمه في الموسوعة (whoiswho science) العالمية ودخول اسمه في تلك الموسوعة يعني انه اصبح احد العلماء المشاهير في العالم. اما نشاطاته العلمية الاخرى فهي في مشاركته وانتمائه الى العديد من الجمعيات العلمية المحلية والعالمية لعل اهمها عضويته في”الجمعية الملكية البريطانية للانواء “ و”عضويته الدائمة في الجمعية الاكاديمية للعلوم في نيويورك “ عضويته في جمعية الفيزياء الاميركية وغيرها من الجمعيات وفيما يتعلق بالجانب الاخر من شخصيته المتمثل في مواقفه الوطنية فقد تعرض الدكتور عبدالجبار بعد بلوغه الواجهة ونيله الشهرة العلمية الى تهمة”الشيوعية “ وهي التهمة التي يراها المؤلف غالبا ما تلصق بكل وطني او تقدمي غيور خلال عقود الاربعينيات والخمسينيات وينبغي ان يضيف المؤلف العقود التي تلتها حتى سقوط الصنم في 9/ 2/ 2003 معللا ذلك لكونه احد الذي تصدروا رئاسة الجامعة”بدرجة وزير وفقا لقوانينها “ في مرحلة ما بعد ثورة تموز 1958 فضلا عن كونه نائبا لرئيس لجنة الطاقة الذرية.

لذا تصور البعض ان اعفاءه من مناصبه الادارية في رئاسة الجامعة والطاقة الذرية واحالته على التقاعد بعد احداث 8 شباط 1963 وزجه في السجن سببا كافيا لمثل هذا الاتهام لكن مثل هذا الاتهام لا يقلل من شأنه بصرف النظر عن صحة او خطأ تلك التهمة. الا ان جميع الدلائل تؤكد من خلال مسيرته ان افكار الدكتور عبدالجبار عبدالله المؤمنة بالحرية الفكرية والاستقلالية وهي افكار ليبرالية تميل الى الغرب اكثر منها الى الشيوعية ولعل ميله هذا كان طبيعيا بحكم دراسته وعمله لمدة طويلة في الجامعات الاميركية والغربية وهو وان كان تقدميا في انتمائه الى جماعة الرابطة لكنه على ما يبدو كان ديمقراطي النزعة اكثر منه اشتراكيا وعليه فضل الذهاب الى اميركا والعيش فيها حتى وفاته عام 1969 بعد احالته على التقاعد منذ العام 1964. حيث احتفي بوجوده ففي رسالة له اثناء دخوله المستشفى هناك يقول”ان ما يخفف من آلامي هو كثرة الزائرين لي في المستشفى والعجيب في ذلك انه لم يسبق التعرف على بعضهم ولم ارهم من قبل وان شخصيات كثيرة من علماء واساتذة جامعات ورجال دولة وغيرهم كانوا يكررون الزيارات دائما،مما يشير الى مكانته العلمية الكبيرة. اما عن انجازاته العلمية فيوضح المؤلف في الفصل الرابع من دراسته مسألة مهمة، اذ ان الكشف عن الرصيد العلمي للدكتور عبدالجبار. يدخل في اطار الكشف التاريخي العام عن اهميتها العلمية اما فيما يخص تقدير قيمتها العلمية الاختصاصية، فيدخل في اطار العلوم الطبيعية الاخرى لاسيما من قبل علماء الفيزياء لذلك يؤكد بان تطرقنا العابر لهذه الانجازات الكبيرة ربما لايعطيها قيمتها العلمية الحقيقية لذا عمد الكاتب الى اعتماد اراء بعض المختصين في مجال”الفيزياء وعلم الفلك والانواء الجوية “ معللا ذلك الى موهبته التي قادته الى ما وصل اليه من منزلة علمية عالمية فيما بعد في تلك الميادين فلم يكن من باب الصدفة مثلا ان يقوم الشاب عبدالجبار عبدالله بعد تخرجه من الجامعة بسنوات بتأسيس مختبر صغير في بيته داخل سرداب خاص به - ليتابع من خلاله حركة الكواكب وبعض الجوانب والظواهر الفلكية الاخرى كما ان عمله في مجال الرصد الجوي ايام عمله في مطار البصرة”1937- 1941 “ اتاح له مجالا لتطبيق العديد من افكاره، مما زاد في خبرته العلمية في حقل اختصاصه فراح ينشر العديد من المقالات العلمية المتصلة بعلم الفيزياء والظواهر الطبيعية في عدد من الصحف والمجلات العراقية والعربية، لكن انجازاته ذات الاثر العلمي الكبير بدأت مع حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة”m.i.t “في الولايات المتحدة الاميركية عام 1946 كان اختصاصه العام في الانواء الجوية اما اختصاصه الدقيق فهو في الانواء الحركية وهو العلم الذي يهتم بدراسة وتفسير مايجري من ظواهر جوهرية في الغلاف الجوي الارضي من خلال تطبيق النظريات الفيزيائية عليه. كما رشحته جامعة نيويورك كباحث مرموق لديها.

حيث استطاع هذا العالم قبل سواه من العلماء من ايجاد طريقة رياضية تمكن الارصاد الجوي من ان يتنبأ بهبوب هذه العواصف وطريقة سيرها وسرعة حركتها واتجاهاتها قبل وقت من وصولها مما اتاح المجال للانذار المبكر لتجنب الكثير من الكوارث التي قد تحصل، لهذا اشادت الصحف الاميركية بجهود الدكتور عبدالجبار عبدالله”نحن مدينون للدكتور عبدالجبار عبدالله الذي جعلنا نعرف موعد واتجاه العاصفة فنهيأ لها بالتوجيهات والانذارات فتخف الخسائر وتقتصر على الماديات فقط “ وحين دّرس في جامعة m.i.t طلع على العالم بالعديد من النظريات العلمية في مجال الامواج الهوائية في البحار قبل ان يعود الى الوطن عام 1949، لم يمكث اكثر من سنتين في بغداد حتى عاد مجددا الى الولايات المتحدة عام 1952 بمعنى اخر كان بمثابة سفير علمي متجول للعراق بين الجامعات الاميركية والاوربية ولم ينقطع عن متابعة ابحاثه او الاشراف العلمي وحضور المؤتمرات العالمية، واستطاع خلال سبعة عشر عاما بعد تخرجه من الدكتوراه 1946 حتى العام 1963 من نشر”26 “ بحثا علميا باللغة الانكليزية نشرت كلها في المجلات العالمية الكبرى فضلا عن دراساته باللغة العربية في المجلات العراقية والمصرية.. وكانت حصيلته العلمية من البحوث لغاية وفاته قد بلغت ثلاثة وثلاثين بحثا عدا اطروحته في الدكتوراه يتحدث عنه احد المختصين وهو الدكتور عبدالعظيم السبتي رئيس قسم الفلك في جامعة لندن في احدى محاضراته عام 1999 عن ابرز الانجازات العلمية للدكتور عبدالجبار عبدالله فيذكر لنا انه وخلال دراسته الدكتوراه في جامعة m.i.t استطاع اضافة الفيزياء الرياضية في دراسة الموجات الجوية وبحث من خلالها كيفية توليد الطاقة نتيجة السرع الجماعية وقد طبق نموذجه على اسلوب تكون الاعاصير في المناطق الاستوائية. وكل من يريد ان يدرس علم الانواء الجوية عليه ان يبدأ بحل المعادلات الرياضية مما يشير الى مكانته وشهرته العالمية، وفي ختام البحث دعا المؤلف نظرا لما قام به هذا الرجل من دور كبير الى بعض المقترحات التي يرى فيها شيء من الوفاء لهؤلاء العلماء الافذاذ امام الجهات المسؤولة وهي ان يقام له تمثال في كلية التربية، جامعة بغداد، باعتبارها الكلية التي عمل فيها طويلا واحبها كثيرا واطلاق اسمه على احد الشوارع المهمة في بغداد قيام المختصون في علوم الفيزياء دراسة اثاره العلمية لكشف قيمتها العلمية وطبعها ورد الاعتبار واعادة تقييم لكل علماء العراق وفاء لجهودهم في اعلاء مكانة الوطن وخدمة العلم والانسانية جمعاء.

المصدر

المكتبة المندائية / الدكتور ستار نوري العبيدي