عبد الجبار حامد الجومرد

عبد الجبار محمد شيت الجومرد (1327 - 1391 هـ / 1909 - 1971 م) السياسي العراقي وأول وزير خارجية عراقي في العهد الجمهوري بعد ثورة 14 تموز

ولادته ونشأته

ولد عبد الجبار الجومرد بمدينة الموصل شمال العراق في كانون الأول (ديسمبر) 1909، في محلة حوش الخان. نشأ عبد الجبار وتربى في بيت يرعاه أب مولع بالعلم، حيث كان والده محمد شيت يعقد مجلسا ليليا خاصا يؤمه أصدقاؤه من العلماء وحفظة القران الكريم والشعراء، وأمام ناظري الفتى مكتبة عامرة تجمع في ثناياها مختلف أنواع الكتب.

تعليمه

في عام 1914 أدخله والده الكتاتيب، فقرأ القران وأتم ختمته وهو في الثامنة من عمره. في عام 1921 دخل المدرسة الابتدائية في (المدرسة القحطانية)، وعندما لاحظ عبد العزيز النوري (مدير المدرسة) قوة ذكائه وسرعة حفظه وقدرته على القراءة والكتابة الجيدة أدخله في الصف الثالث الابتدائي. دخل الجومرد المدرسة الثانوية الوحيدة يومئذ في الموصل عام 1925. التحق بدار المعلمين الابتدائية ببغداد وتخرج منها سنة 1929. واصل دراسته في المعهد العربي للحقوق في دمشق وتخرج فيه سنة 1935، وعاد إلى الموصل ليمارس المحاماة. في سنة 1936 التحق بالبعثة العلمية العراقية في باريس وحصل على الدكتوراه عن رسالته الموسومة : « الدستور العراقي عام 1925 بين النظرية والتطبيق « وذلك سنة 1940. لم يستطع العودة إلى العراق بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية فاستثمر بقاءه في باريس بدراسة جديدة للدكتوراه ليحصل على دكتوراه في الأدب من جامعة باريس باطروحته عن (الأصمعي).

مواهبه

كان الفتى متعدد الهوايات، فقد كان لاعبا مرموقا في كرة القدم وهو ما قاده للترشيح إلى منتخب الموصل لكرة القدم وقتئذ، وكان ينظم الشعر ويلقيه أمام الطلاب كل خميس وبذا أصبح شاعر المدرسة بلا منازع. لم تقتصر نشاطات الجومرد في الثانوية على الرياضة والشعر، بل مارس هواية التمثيل أيضا. وعلى ما يبدو فأن هوايات الجومرد كانت سببا في رسوبه بالرياضيات مما ترك أثرا كبيرا في نفسه وفي مجرى حياته. فقد أطبق عليه الحزن وأدى به إلى مرض الزمه الفراش، ومع تماثله للشفاء شد رحاله إلى بغداد، وكان ذلك من دون حصوله على شهادة الدراسة الثانوية في الموصل.

مواقفه

طالب بأسترجاع رقاة الخليفة العباسي هارون الرشيد ، ذكر العلامة سالم الالوسي، ان الرئيس احمد حسن البكر في بداية حكمه، طالب إيران باسترجاع رفات الخليفة هارون الرشيد، كونه رمز لبغداد في عصرها الذهبي، وذلك بدعوة وحث من المرحوم عبد الجبار الجومرد الوزير السابق في عهد عبد الكريم قاسم، ولكن إيران امتنعت ،وبالمقابل طلبت استرجاع رفات الشيخ عبد القادر الكيلاني ،كونه من مواليد كيلان إيران ،وعندها طلب الرئيس من العلامة مصطفى جواد ،بيان الامر ،فاجاب مصطفى جواد : ان المصادر التي تذكر ان الشيخ عبد القادر مواليد كيلان إيران ،مصادر تعتمد رواية واحدة وتناقلتها بدون دراسة وتحقيق ،اما الاصوب فهو من مواليد قرية تسمى (جيل) قرب المدائن ،ولاصحة كونه من إيران أو ان جده اسمه جيلان، وهو ما اكده العلامة حسين علي محفوظ في مهرجان جلولاء الذي اقامه اتحاد المؤرخين العرب وكان حاضرا الالوسي أيضا سنة 1996،وفعلا اخبرت الدولة الإيرانية بذلك ولكن بتدخل من دولة عربية

وفاته

في سنة 1945 بدأت بوادر مرض السكر تظهر عليه ومع انه اتخذ الاحتياطات اللازمة من قبيل الحمية وما شاكل إلا أن المرض اخذ –بمرور الزمن –يتفاقم عليه كما ظهر عنده عجز في القلب لهذا انصرف في أخريات حياته إلى قراءة القران الكريم وإكمال تأليف مالديه من كتب وكان يخطط لحضور مهرجان ابي تمام في مدينة الموصل والذي كان من المقرر عقده في 11 كانون الأول-ديسمبر سنة 1971 لتحضره وفود أدبية وشعرية من مختلف الدول العربية الا انه سقط صريعا بالمرض مساء يوم 29 تشرين الثاني-نوفمبر سنة 1971

المصدر