البصرة
يبلغ ارتفاع البصرة عن مستوى سطح البحر حوالي 8 أقدام فقط (2,4م). وتتميز بموقعها الجغرافي الهام حيث تعد البوابة الرئيسية للعراق من جهة الجنوب مع دول العالم المختلفة. يمثل موقع البصرة نقطة التقاء شط العرب برأس الخليج العربي حيث تتجمع الطرق في جنوب العراق. تعتبر المدينة الثانية في العراق بعد العاصمة بغداد يتجاوز سكانها 2600000 (مليونين وستمائة ألف) نسمة بحسب تعداد عام 2003.
تعتبر البصرة المنفذ الوحيد للعراق على بحار العالم ومنها يصدر العراق أنتاجه من النفط عبر الخليج العربي ولبلدان شرق أسيا واليابان خصوصا.
يتسم جو البصرة بالرطوبة العالية نظرا لهبوب الرياح الشرقية القادمة من الخليج وتسمى محليا (بالشرجي).
يشتهر أهل البصرة بالطيبة و الكرم وهم مضرب الأمثال في ذلك داخل العراق.
تفتقر مدينة البصرة للماء الصالح للشرب مع قرب أكبر نهرين منها وهما نهر دجلة ونهر الفرات الذين يلتقيان شمالها في مدينة القرنة ليكونا شط العرب, الذي اصبح نصفه المحاذي لايران تابعا لايران بسبب التطورات السياسية في عهد الرئيس السابق صدام حسين. وتضم البصرة خليطا متجانسا من كل الاعراق ففيها المسيحيين من الكلدان والسريان والاشوريين كذلك يسكنها الصابئة منذ القدم وذلك لكثرة انهارها كما سكنها اليهود منذ انشائها بالاضافة إلى المسلمين بمختلف طوائفهم بل كانت مهدا لمدارس دينية وادبية كثيرة اضافة لهؤلاء سكن البصرة عرقيات متعددة اخرى كالفرس والهنود والاكراد والاتراك وبعض الاوربيين وعندما حصلت مجازر الارمن كانت احدى المناطق التي استقبلت الفاريين منهم حيث كانت ملجا للهاربين من الصراعات ورغم هذا الخليط الشائك فانها عاست متآخية طول العصور.
التاريخ
البصرة مدينة عراقية قديمة مشهورة شيدها عتبة بن غزوان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 14 وقيل 15هـ عند ملتقى دجلة والفرات. ويعرف ملتقاها بشط العرب. وكان قصد عمر بن الخطاب بذلك أن يتخذ للمسلمين مدينة يشتون بها ويستريحون من غزواتهم في بلاد الفرس. وقيل أن سبب تسميتها بالبصرة هو أن عتبة بن غزوان كتب إلى الخليفة عمر يستأذنه في تمصيرها ووصفها له بقوله (إني أرى أرضًا كثيرة القضة في طرف البر إلى الريف ودونها مناقع فيها ماء وفيها قصباء). فقال عمر (هذه أرض بصرة قريبة من المشارب والمراعي والمحتطب). ومعنى البصرة في اللغة العربية الأرض الغليظة الصلبة ذات الحجارة الصلبة.
وكانت البصرة في الماضي من أشهر المدن وأكثرها أدبًا وعلمًا وتجارة وعزًا وأجلها شأنًا وأبهجها مركزًا ولا سيما في أيام العباسيين الذين زادوا في عمارتها وشادوا فيها الأبنية الجميلة من صروح ومقاصير ومساجد. وكانت بعد بغداد في الأهمية والذكر. وكانت مركز التجارة بين العراق والبلاد الأخرى.
عُرفت البصرة أيضًا بدورها الكبير الذي أدته في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية. فقد كانت مساجدها ومدارسها تعج بحركة العلماء والفقهاء والأدباء. وخرج منها فطاحل علماء المسلمين وكبار فقهائهم. واشتهرت بأئمة المعتزلة. وظهرت فيها في القرن الرابع للهجرة مدرسة شهيرة ذاع صيتها في الآفاق، وعرف أصحاب هذه المدرسة بإخوان الصفا. انظر: إخوان الصفا. ودعيت البصرة قبة الإسلام. وكانت البصرة تناظر الكوفة في المذاهب العربية وهو أمر مشهور في كتب النحاة. ولذلك كانتا أشهر من أن تذكرا في صحة العربية وثقتها. وقال بعضهم حيثما وجد اختلاف بين البصريين والكوفيين، فمذهب البصريين أصح من جهة اللفظ ومذهب الكوفيين أصح من جهة المعنى.
وتحتوي مدينة البصرة على كثير من مشاهد وقبور بعض الصحابة رضوان الله عليهم. فمن المشاهد مشهد طلحة بن عبيدالله، ومشهد الزبير بن العوام. وفي البصرة قبر حليمة السعدية مرضعة رسول الله ³. وفيها قبر أنس ابن مالك وفيها كذلك قبر الحسن البصري، ومحمد بن سيرين ومالك بن دينار وغيرهم من مشاهير هذه الأمة. وفي البصرة أيضًا قبور الصحابة الذين استشهدوا في وقعة الجمل.
تاريخ الموقع قبل بناء المدينة
بنيت البصرة على أنقاض معسكر للفرس في منطقة كانت تدعى الخريبة . كما وان هنالك مدينة أثرية يعتقد بعض المؤرخين انه تم بنائها في زمن نبوخذ نصر تدعى طريدون ، وادعى آخرين إنها كانت مدينة آشورية ، حيث كان لهذه المدينة سد يحميها من ارتفاع منسوب مياه البحر ، فان صح هذا فان طريدون أو تريدون تكون جنوب مدينة الزبير قرب خور الزبير في الوقت الحاضر ، بينما يعتقد الرحالة جسني إن موقع طريدون هو قرب جبل سنام والذي يبعد عن جنوب مدينة الزبير بحوالي ثلاثة عشر ميل ، فإذا كان ذلك صحيحاً فيجب أن يكون خور الزبير والذي هو امتداد للخليج العربي يمتد إلى جبل سنام أيام الدولة البابلية.
سبب اختيار موقع المدينة
اقتضت الضرورة التي فرضتها الفتوحات الإسلامية على العرب إنشاء مدن عسكرية أو معسكرات سكنية للجنود المحاربـين لتخدم عدة جوانب ، أهمها انه اصبح من غير المنطقي على الجندي المقاتل أن يذهب لزيارة أهله في فترات معقولة لبعد المسافة ، فالمجاهد الذي قدم من اليمن أو عمان يحتاج إلى اشهر طويلة لكي يصل إلى موطنه ويحتاج إلى نفس ذلك الوقت للعودة وهذا يعني انهم سيضيعون نصف وقتهم وجهدهم في مثل هذه الأسفار الطويلة الشاقة ، مما يحرم جبهات القتال من فترات غيابهم الطويلة ، كذلك كان لا بد من إيجاد معسكرات ثابتة للتحرك منها لضرب قواعد العدو أو طرق وقوافل إمداداته ، أو شن الحملات السريعة المفاجئة عليه ، أو لصد هجمات العدو ، أو لنجدة بقية الجبهات عند الحاجة . كذلك إيجاد مقرات بعيدة على حافة الصحراء لا يجرأ العدو من الوصول إليها لمعالجة المصابين وقضاء فترة النقاهة بعيداً عن الخطوط الأمامية الخطرة والمتحركة دائماً ، كما يستطيع أن يترك بها المقاتل زوجته أو ما يحصل عليه من الغنائم كي لا تعيق حركته أثناء القتال . كل هذه الأسباب وغيرها جعلتهم يفكروا بإنشاء مثل هذه المدن.
الديموغرافيا
كانت مدينة البصرة تشغل المرتبة التاسعة عشرة بين المدن المليونية في العالم الإسلامي حسب إحصاء عام 1984م، كما يشكل سكان البصرة أكثر من عشر إجمالي عدد سكان العراق في الوقت الحاضر (10,91%).
نمو السكان
تعدّ البصرة من أسرع المدن المليونية نموًا، فقد تضاعف عدد سكانها 81 مرة منذ بداية القرن العشرين. فقد كان 19,000 نسمة عام 1900م ثم أصبح 1,540,000 نسمة عام 1977م. وكان النصف الأخير من القرن العشرين أسرع فترات نموها السكاني، فقد تضاعف حجمها 25 مرة من 102,000 نسمة عام 1950م إلى 1,540,000 نسمة عام 1977م، بينما لم تزد إلا خمس مرات فقط خلال النصف الأول من القرن العشرين الميلادي من 19,000 إلى 102,000 نسمة بين عامي 1900 و1950م.
تعرّضت البصرة لانخفاض حاد في عدد سكانها في بداية القرن العشرين عما كانت عليه في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث انخفض عدد السكان إلى 19,000 نسمة عام 1900م بعد أن كان 40,000 نسمة عام 1800م و60,000 نسمة عام 1850م، لكنها عادت إلى التزايد السريع منذ بداية القرن العشرين.
بلغ معدل نمو المدينة منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين 52% سنويًا، مما أدى إلى مضاعفة عدد سكانها مرة كل سنتين فقط.
وشهد نمو سكان البصرة دورات من الزيادة والنقصان منذ بداية القرن التاسع عشر. ففي الفترة بين عامي 1800 و1850م زاد السكان بنسبة 150%، لينخفض في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (1850-1900م) بنسبة 32%، ثم تعود الزيادة السكانية مرة أخرى في النصف الأول من القرن العشرين فتبلغ 537% بين عامي 1900 و1950م، كما تبلغ أقصاها 1,510% بين عامي 1950 و1986م.
الاقتصاد
تتميز مدينة البصرة بوقوعها في منطقة غنية بحقول النفط جنوبي العراق، ولذلك تقوم فيها وبالقرب منها أكبر معامل تكرير النفط ومصانع البتروكيميائيات. كما تتميز المدينة بوجودها وسط منطقة غنية بأشجار النخيل مما أدى إلى قيام مصنع هام لتعليب التمور في المدينة.
تتميز مدينة البصرة بمواصلاتها الجيدة مع بغداد وبقية المدن العراقية، وبها مطار صغير للخطوط الداخلية. كما يتميز ميناء البصرة بقدرته على استيعاب 12 سفينة، وبوجود رصيف خاص بالمنتجات النفطية عند منتية، ورصيف آخر لمنتجات المخصبات عند أبو فلوس.
البصرة أهم موانئ العراق، وبوابته الخارجية مع العالم، وترتبط بالطرق المحيطية المختلفة مع جميع أنحاء العالم، وهناك خدمات متصلة بين البصرة وموانئ الخليج العربي وموانئ شمال أوروبا.
التعليم
للبصرة أهمية كبيرة كمركز تعليمي في العراق، ففيها توجد جامعة البصرة، إلى جانب العديد من المراكز العلمية والثقافية المتنوعة.
مناطق البصرة الحالية
البراضعية.
الجمعيات.
العشار.
الأبلة.
شارع الجزائر.
الهارثة.
المعقل.
الحيانية.
تنومة.
الجنينة.
المصادر
موقع المعرفة : http://www.marefa.org 1- البصرة. الموسوعة المعرفية الشاملة.