حزب سياسي

تعريف الحزب السياسي وعناصره ونشاته

الاحزاب السياسية

لقد ظهرت الاحزاب السياسية وازدهرت في ظل تطبيقات الوسائل الديمقراطية ، حتى اصبحت احد المؤشرات الرئيسية على وجودها ، فلاديمقراطية من دون احزاب ولا احزاب من دون ديمقراطية .

تعد الأحزاب السياسية أحد عناصر النظام السياسي والدستوري الحديث، التي يتحدد دورها بمدى مشاركتها السياسية - بصورة منفردة أو مشتركة -، سواء في الحكم أو في معارضته ، وفقا لأحكام الدستور النافذ في الدولة .

-=تعريف الحزب السياسي :=

لقد تم تقديم الكثير من التعاريف للحزب السياسي، يمكن تقديم بعضا منها، كما يأتي:

-عرفه د. محمد المشهداني، على انه: (عبارة عن تنظيم يضم مجموعة من الافراد لها تصور فكري مشترك وتعمل على تعبئة الراي العام لصالحها ، من اجل الوصول الى السلطة).

-عرفه د. صالح جواد ود. علي العاني، بانه: (تنظيم سياسي لقوى اجتماعية معينة تجمعها نظرة عامة او ايديولوجية واحدة ، هدفه الاخير الحصول على السلطة او الاحتفاظ بها).

-عرفه د. حميد حنون، بانه: (جماعة من الافراد تربطهم مصالح ومبادئ مشتركة ، في ظل اطار منظم ، لغرض الوصول الى السلطة او المشاركة فيها لتحقيق اهدافهم خدمة للصالح العام ومن خلال الوسائل الدستورية).

-عرفه د ميثم حنظل شريف على انه (تنظيم سياسي لجمع من الافراد على اسس فكرية واحدة ، واهداف مشتركة اهمها الوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها سواء اكان ذلك عن طريق الانتخابات أم بدونها).

-وهكذا يعد الحزب السياسي: مجموعة منظمة من المواطنين ، تجمعهم أفكار وآراء ومصالح معينة ، يهدفون من خلالها الوصول إلى السلطة أو الاشتراك فيها.

عناصرها الاحزاب السياسية:

يمكن اجمال اهم عناصر الحزب السياسي بما يأتي:

1-مجموعة من المواطنين.

2-وأفكار وآراء معينة (أيديولوجية). وهي مجموعة قيم عليا سياسية واخلاقية ودينية وقومية، وغيرها من الرؤى التي يستند اليها الحزب في تكوين مواقفه تجاه المشكلات والمواقف السياسية .

3-وأهداف ومصالح معينه.

4-وتنظيم سياسي مستمر. ويعني حالات الضبط التي تسود تشكيلات الحزب السياسي من هيئات واشخاص قيادين وجماهير، ويتوقف نجاحه على قوة تنظيمه ، ولا يمكن تصور وجود حزب من دون تنظيم سواء اكان مركزي او لامركزي.

5-وهدف الحصول على السلطة أو المشاركة فيها من خلال الوسائل الدستورية، ليكون قادراً بواسطتها على تنفيذ برامجه وسياساته المعلنة.

نشأة الاحزاب السياسية:

نشأت الاحزاب السياسية الحديثة بطريقتين ، هما ، من داخل البرلمان ومن خارجه، وكما يأتي:

1-احزاب التكوين البرلماني او الانتخابي : اذ نشأت الاحزاب السياسية الحديثة نتيجة لانقسام البرلمان الى كتل ومجموعات سياسية بسبب التقارب الايديولوجي او رغبة في الدفاع عن مصالح مهنية او اقليمية. لم تظهر أحزاب سياسية حديثة حتى عام 1850 إلا في الولايات المتحدة، تقدم برامج لإدارة الدولة، وتسعى للوصول الى السلطة أو المشاركة فيها.

لقد ارتبطت نشأة الأحزاب السياسية بتطور النظام الديمقراطي الذي طبق حق الاقتراع العام ، وبتكوين المجالس النيابية، التي كان أعضائها يسعون الي إعادة انتخابهم مرة أخرى . وكلما زاد عدد الناخبين ، زادت اهمية التنسيق مع المرشحين الذين يتفقون في الاتجاهات والآراء والمواقف السياسية والفكرية. ومن خلال هذا الالتقاء على اساس انتخابي مهد تأسيس أحزاب سياسية. وهكذا ارتبطت نشأة الأحزاب في الدول الأوروبية بالانتخابات والعمل البرلماني في معظم الأحوال.

2-احزاب التكوين الخارجي: اذ نشأت الاحزاب السياسية الحديثة نتيجة لجهود الجمعيات الفكرية والنوادي الشعبية والنقابات العمالية وغيرها، خارج البرلمان.

وهذا يعني نشوء أحزاب سياسية خارج اطار المجالس النيابية أو البرلمانات، وليست مرتبطة بالعمليات الانتخابية ارتباطا مباشرا، لأن الهدف الأساسي لأي حزب سياسي هو الوصول الي السلطة أو المشاركة فيها عن طريق الانتخابات.

فالأحزاب ذات النشأة الخارجية تتكون بفضل مؤسسة قائمة ولها نشاط خارج عن البرلمان وعن العمليات الانتخابية، أو بمبادرة من أفراد أو هيئات سياسية أو فكرية.

ويلاحظ أن الأحزاب ذات التوجهات الاشتراكية تكون عادة ذات نشأة خارجية، حيث كان تكوين الكثير منها في الدول الأوروبية مرتبطا بتطور العمل النقابي، وإن كان أهم هذه الأحزاب وأقدمها (حزب العمال البريطاني) نشأ بفضل جمعية ثقافية فكرية هي (الجمعية الفابية). ولعبت منظمات طلابية وتكتلات جامعية أدوارا مؤثرة في تأسيس بعض الأحزاب السياسية، وخصوصا الاشتراكية أو اليسارية التي تعني بالقضايا الاجتماعية .كما ساهمت الجمعيات الماسونية في إنشاء بعض الأحزاب وخصوصا في فرنسا وبلجيكا. ولعبت منظمات كاثوليكية، دورا بارزا في ظهور الأحزاب المسيحية اعتبارا من أواخر القرن التاسع عشر وحتي العقد الثاني من القرن العشرين.

وتعتبر حالة تدخل الكنيسة حاسما في نمو الحزب المحافظ المسيحي (كاثوليكي). ولعبت الجمعية الكاثوليكية للشباب الفرنسي دورا مساعدا في تكوين (حزب العمل الكاثوليكي)، وساهمت جمعيات المحاربين القدامى عقب الحرب العالمية الأولي (1914 – 1918) في خلق الأحزاب الفاشية في ايطاليا وألمانيا التي كانت وراء نشوب الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945). وكذلك كان هنالك دور للشركات والتجمعات الصناعية والتجارية والمالية في تأسيس أو تدعيم أحزاب تدافع عن مصالحها، فقد عملت مؤسسات اقتصادية كبرى على تأسيس أحزاب سياسية كما في دور بنك وسكة حديد مونتريال في تأسيس حزب المحافظين في كندا عام 1854.

المصدر

انظر ايضا