القيارة

القيارة هي أكبر ناحية في محافظة نينوى حيث يتجاوز عدد سكان الناحية أكثر من 79 الف نسمة بحسب وزارة التخطيط العراقية لعام 2011، طغى الاسم لكثرة وجود النفط والقير حيث اينما تذهب في تلك المنطقة تستطيع مشاهدة القير وعيون الكبريت حتى على شاطيئ نهر دجلة. ويعتبر مصفى القيارة من أشهر وأقدم المصافي في العراق حيث افتتح العمل فيه عام 1956 من قبل شركات النفط الإنكليزية ولم يتم تحديث المصفى من ذاك الوقت.

ناحية القيارة اليوم هي احدى نواحي مدينة الموصل، التابعة إلى محافظة نينوى. وتقع إلى جنوب مدينة الموصل بحوالي 60 كيلو متر. وتتالف من عدة قرى قريبة عليها ،اشهرها قرى الحود، لزاكة، الزاوية،اركبة جدعة,اركبة شرقي , اركبة غربي , اجحلة , والامام غربي ,المرير، الصعيوية وقرية السرت.والى الجنوب من مدينة القيارة بحوالي 40 كيلو متر تقع قلعة آشور الشهيرة، الموجودة اثارها إلى الآن في قضاء الشرقاط التابع إلى محافظة صلاح الدين.

اقوال تاريخية

مر بقلعة الشرقاط، الرحالة اسكندر يوسف الحايك واصفا اياها بالاتي:سرنا ورجالنا الساعة الخامسة صباحاً وكنا الساعة الثانية مساء أمام قلعة (شرقات) أو آشور فنصبنا خيامنا في مدينة آشور عاصمة الآشوريين. ونحو الساعة الخامسة كنا في داخل القلعة. وقلعة شرقات كناية عن قلعة فيها آثار قديمة تعود إلى عهد آشور عاصمة الآشوريين الأولى. وفي سنة 1903 شرع الألمانيون ينقبون ويحفرون في ذاك المكان إلى إزاحة الستار عن المدينة التي ظهرت للعيان بحالتها الهندسية الأصلية بنوع إنك لو نظرت الآن إليها لعرفت كيف كانت وشاهدت أيضاً قبر سنحاريب الثاني. وقد اكتشف الألمان قطعاً كثيرة ذات النقش البديع فضلاً عن الحجارة الكريمة التي لا تحصى. وفي جملة ما شاهدنا كتابات متنوعة على حائط من المرمر يعود تاريخها إلى عهد الملك سلمانصر الأول. وتدل هذه الكتابات على تاريخ هيكل اشور العظيم أو المعبد الإلهي.قد ذكرها كثير من الرحالة الذين مروا فيها، ومنهم الرحالة المعروف ابن بطوطة،حيث قال ثم رحلناونزلنا موضعا يعرف بالقيارة بمقربة من دجلة وهنالك أرض سوداء فيها عيون تنبع بالقار ويصنع له أحواض ويجتمع فيها فتراه شبه الصلصال على وجه الأرض حالك اللون صقيلا رطبا وله رائحة طيبة وحول تلك العيون بركة كبيرة سوداء يعلوها شبه الطحلب الرقيق فتقذفه إلى جوانبها فيصير أيضا قارا.وبمقربة من هذا الموضع عين كبيرة فإذا أرادوا نقل القار منها أوقدوا عليها النار فتنشف النار ما هنالك رطوبة مائية ثم يقطعونه قطعا وينقلونه.وكذلك ذكر اسكندر يوسف الحايك في رحلته القيارة وسماها كايارا، يقول الحايك: نهضنا باكراً جداً عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل وركبنا قاصدين إلى (تل كايرا) حيث الآبار البترولية الكثيرة. ونصبنا الخيام على مسافة بعيدة من تلك الآثار هرباً من تلك الرائحة التي تبعث منها ليل نهار وبعد الغذاء ذهبنا نتفقد الآبار المذكورة فصمت آذاننا من قوة غليان البترول وكان عجيجه يتصاعد إلينا من جوف الأرض، وبتنا ليلتنا في كايارا وكان الحر شديداً للغاية.

معلومات عامة

يوجد في القيارة محطة قطار لنقل البضائع والمسافرين منها إلى الموصل وبغداد ،وقاعدة القيارة الجوية ،وفيها طريق معبد يمر بالجانب الشرقي لها والذي تقع على جوانبه المتاجر والمطاعم،وفيها عدة مساجد أقدمها جامع الرمانة الذي شيده عبد الله حسين الايوب وادار شؤونه فيما بعد أبناءه وبعض أبناء عمومتهم ومنهم الحاج حسين علي حسن الايوب والمرحوم الحاج رشيد الطابور. ومن الطريف انه لايوجد فندق في المدينة لسبب بسيط هو ان الكرم والضيافة العربية لا تزال من عادات وتقاليد سكانها، وفيها جسر القيارة_ مخمور الذي يربطها بمحافظة اربيل من اقليم كردستان العراق. وفيها مدرسة ثانوية وعدة مدارس ابتدائية ومتوسطة والدراسة فيها لكلا الجنسين وفيها مركز صحي عام.الطابع الاجتماعي للسكان قبلي وينحدر الأغلبية من قبيلة الجبور الزبيدية القحطانية العربية كما ذكر عبد الله سالم الجبوري في كتابه (موسوعة تاريخ ونسب قبيلة الجبور) إضافة إلى قبائل أخرى كالسبعاويين وشمر وعنزة وجميلة والسادة المراسمة ،والبوسلامة من أبناء الشيخ نامس بن الشيخ عيسى دفين البصيرة (مدينة) في الشام، وجميعهم يحملون صفات الكرم والنخوة العربية.أغلب سكانها يمتهنون الزراعة لقربها الشديد من نهر دجلة واهم المحاصيل التي يزرعونها سيحاالرقي والبطيخ وبنجر السكر وهناك محاصيل تزرع ديما على الامطار مثل الحنطة والشعير.وقليل منهم يمارسون مهنة الرعي ،علما كان قبل ربع قرن في كل بيت بقرة واحدة أو أكثر ليحصلوا منها على اللبن الذي يعتبر من الوجبات الرئيسية، وخاصة وجبة الافطار وقليل منهم يملك الأغنام و الماعز لكونها تحتاج إلى عناية أكثر من البقر . وقد غادر الآن الكثير من العوائل تربية المواشي واخذ بعضهم يمتهن التجارة والبعض الاخر يعمل في مجال الصناعة النفطية وذلك لوجود مصفى نفط القيارة فيها كما تمتاز المنطقة بوجود منابع طبيعية للبترول ممزوجا بالكبريت ومن اشهرها منبع يسمى العين البيضاء أو كما يسميه اهل المدينة بـ(العين البيضا) حيث يجري منه سائل تفوح منه رائحة الكبريت ، وكذلك العمل في شركة حقل المشراق لاستخراج الكبريت تاسست في نهاية الستينات وتنتج الكبريت الخام وحامض الكبريتيك والشبوالـكاولين .

شخصيات بارزة

برز منها الكثير من رجال السياسة ،واشهرهم النائب لمدينة الموصل عدة مرات في الحكم الملكي ،الشيخ مجبل الوكاع ،الذي ذكره المؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني في كتابه (تأريخ الوزارات العراقية)،وكذلك الشيخ طابور باشا الذي انقذ الجنود العثمانيين من الإبادة ،أثناء انسحابهم امام القوات البريطانية بعد سقوط بغداد 1917 واحتلالها العراق،ولهذا السبب منح لقب باشا. وفيها موظفون واطباء ومهندسون ومحامون وضباط واساتذة بارزون ايضاومن كلا الجنسين.لكن أشهر شخصية وان تكون شابة هو الشاب ((قيصر الجبوري)) الجندي الذي قتل 4 جنود أمريكان حين حاولو تفتيش امرأة في الموصل.

طبيعة المنطقة

من التضاريس المهمة في المدينة تل القيارة يقع في الشمال الشرقي من المدينة والان هو مكان يدفن فيه اهل المدينة موتاهم والى الشمال من المدينة يقع وادي صغير يفيض في نيسان من كل عام يسمى (وادي القصب) والى الجهة الغربية من المدينة تقع تلال تسمى(تلول الجراد) وفيها كهف عميق جدا في بوابة الكهف يتساقط الماء على صخرة محدثا فيها منحدر كانه قدح يشرب منه المارة والرعاة ويسمى (غار ام رجوم)،القريب من بركة الماء المسماة (عين البط).وفي الربيع تصبح المنطقة التي تحيط بالقيارة كانها بساط اخضر تسبح به المدينة المرتفعة قليلا مقارنة بالمناطق المحيطة بها.

المصدر