هاني بن عروة

اسمه ونسبه:

هو هاني بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن مخدش بن حصر بن غنم بن مالك بن عوف بن منبه الغطيفي المرادي المذحجي ، يكنى أبو يحيى.

أحواله:

كان هاني صحابياً كأبيه عروة ، وكان معمراً ، وكان هو وأبوه من وجوه الشيعة . أدرك النبي ، وصحبه . وكان من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وحضر معه حروبه الثلاث ( الجمل وصفين والنهروان ) ، وكان من أركان حركة حجر بن عدي الكندي ضد زياد بن أبيه.

ما قيل في حقه:

قال عنه المسعودي في كتابه مروج الذهب: (( أنه كان شيخ مراد وزعيمها )) .1

قال عنه الشيخ محمد مهدي شمس الدين في كتابه أنصار الحسين عليه السلام: (( من زعماء اليمن الكبار في الكوفة )) .2

3-قال عنه الشيخ علي الشاهرودي في كتابه مستدرك علم رجال الحديث: (( من أشراف الكوفة وأعيان الشيعة ومن رؤسائهم . شيخ مراد وزعيمها ))

قال عنه الزركلي في كتابه الاعلام: (( أحد سادات الكوفة وأشرافها )) .4

هاني بن عروة ومسلم بن عقيل عليه السلام:

قال الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد: ولما سمع مسلم بن عقيل مجئ عبيد الله إلى الكوفة ومقالته التي قالها وما أخذ به العرفاء والناس ، خرج من دار المختار ، حتى انتهى إلى دار هاني بن عروة ، فدخلها فأخذت الشيعة تختلف إليه في دار هاني على تستر واستخفاء من عبيد الله ، وتواصوا بالكتمان … فجاء هاني حتى دخل على عبيد الله بن زياد وعنده القوم … وقال له ابن زياد: والله لا تفارقني أبدا حتى تأتيني به ( مسلم بن عقيل ) ، قال: لا والله لا أجيئك به أبدا ، أجيك بضيفي تقتله … ، فقال: أدنوه مني ، فأدنوه منه . وقال: والله لتأتيني به أو لأضربن عنقك ، ثم قال: أدنوه مني ، فأدني منه فاعترض وجهه بالقضيب ، فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسال الدماء على وجهه ولحيته … ، فقال أخرجوه إلى السوق فاضربوا.

استشهاده:

كان استشهاده رضوان الله عليه في اليوم التاسع ( وقيل الثامن ) من شهر ذو الحجة الحرام من عام 60هـ وكان عمره حين استشهاده بضعاً وتسعين سنة .

وكان استشهاده عندما اقتاد الجلادون هاني بن عروة رضوان الله عليه – بأمر عبيد الله بن زياد – مكتوف اليدين إلى سوق الغنم في مدينة الكوفة ، فضربه رشيد التركي مولى عبيد الله فلم يصنع به شيئا . فقال هاني : إلى الله المعاد ، اللهم إلى رحمتك ورضوانك ، ثم ضربه أخرى فقتله واقتطع رأسه . وقام ابن زياد بإرسال رأسه ورأس مسلم بن عقيل إلى يزيد في اليوم التالي وأما الجسدان الشريفان فقد شَدَّهُما الجلادون بالحبال وجُرّا في أزقة الكوفة وأسواقها .

ولما ورد نعيه ونعي مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين عليه السلام ، جعل يقول: (( رحمة الله عليهما )) ، وقد كرر ذلك ثم دمعت عينه.

مرقده الطاهر

هو يجانب مسجد الكوفة المعظم محاذياً لزاوية المسجد الشمالية الشرقية عامر ومشيد وله حرم وأروقة و فوق مرقده قبة شاهقة البناء فرشت بالكاشي الكربلائي الازرق والقبتين الشريفتين لسيدنا مسلم بن عقيل وهاني بن عروه هما كالدرتين تشع نوراً الى جنب المسجد المعظم يزدان بهما المسجد وكأنهما هاله من نور في سماء مسجد الكوفة تقر عين كل من نظر اليهما . وقد قال الشاعر عبد الله بن الزبير الاسدي في رثاء هاني بن عروه رضوان الله عليه :

اذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري الى هانيء في السوق وأبن عقيل

الى بطلٍ قد هشم السيفُ وجهه وآخر يهوي من طمار قتيل

أصحابهما أمر الامير فأصبحا أحاديثُ من يسعى بكل سبيل

ترى جسداً قد غير الموت لونه ونضح دمٍ قد سال كل مسيل

أيترك أسماء الهماليج آمناً وقد طلبته مذجح بذحول

فتى هو أحبى من فتاة حبيسةٍ وأقطع من ذي شفرتين صقيل

المصدر